وست بالم بيتش (فلوريدا) – في إعلان لم يكن مفاجئا، اكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان القوات الاميركية ستنسحب من سوريا “قريبا جدا”، وعبر عن أسفه لما اعتبره تبديد واشنطن سبعة تريليونات دولار في حروب الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد قال مسؤولان كبيران بالإدارة الأميركية إن ترامب أبلغ مستشاريه برغبته في انسحاب قوات الولايات المتحدة مبكرا من سوريا وهو الموقف الذي قد يثير خلافات بينه وبين الكثير من كبار مسؤوليه.
وقال مسؤولون أميركيون مطلعون على الخطة إن من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الوطني اجتماعا في بداية هذا الأسبوع لبحث الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وأكد مسؤولان آخران بالإدارة الأميركية تقريرا لصحيفة وول ستريت جورنال الجمعة بأن ترامب أمر وزارة الخارجية بتجميد أكثر من 200 مليون دولار من الأموال المخصصة لجهود التعافي في سوريا مع قيام إدارته بإعادة تقييم دور واشنطن في الحرب الدائرة هناك منذ فترة طويلة.
وأضافت الصحيفة أن ترامب دعا إلى تجميد هذه الأموال بعد قراءة تقرير إخباري أشار إلى أن واشنطن التزمت في الآونة الأخيرة بتقديم 200 مليون دولار إضافية لتحقيق الاستقرار في المناطق التي تم استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان ريك تيلرسون وزير الخارجية الأميركي المُقال قد تعهد بتقديم هذا المبلغ خلال اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الكويت في فبراير.
ويتمشى قرار تجميد هذه الأموال مع إعلان ترامب خلال كلمة في ريتشفيلد بولاية أوهايو الخميس بأن الوقت حان كي تنسحب الولايات المتحدة من سوريا.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن الوطني التابع للبيت الأبيض إنه”وفقا لتوجيهات الرئيس ستعيد وزارة الخارجية تقييم مستويات المساعدات الملائمة وأفضل طرق استخدامها والتي تقوم بها بشكل مستمر”.
ويقضي ترامب عطلة عيد القيامة بضيعته في بالم بيتش في فلوريدا.
وقال ترامب الخميس بناء على الانتصارات التي حققتها قوات التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية “سنخرج من سوريا قريبا جدا. “سنعود إلى بلدنا الذي ننتمي إليه وحيث نريد أن نكون”.
وجاءت تصريحات ترامب في الوقت الذي قالت فيه فرنسا الجمعة إنها ستزيد وجودها العسكري في سوريا لتعزيز الحملة التي تقودها الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الأميركية(البنتاغون) قدرت أن تنظيم الدولة الإسلامية فقد نحو 98 في المئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا حذر مسؤولون عسكريون أميركيون من أن التنظيم قد يستعيد المناطق المحررة بسرعة ما لم يتم تحقيق الاستقرار فيها.
وقال المسؤولون الأميركيون المطلعون على اجتماع مجلس الأمن الوطني إنه مازال من الضروري إقناع ترامب بذلك.
مشاورات أميركية
قال المسؤولان بالإدارة اللذان أكدا تقرير صحيفة وول ستريت إن تصريح ترامب الخميس يعكس مشاورات داخلية مع مستشارين تساءل خلالها عن سبب بقاء القوات الأميركية بينما يوشك المتشددون على الهزيمة.
وقال مسؤول إن ترامب أوضح أن “بمجرد تدمير داعش وفلولها فإن الولايات المتحدة ستتطلع إلى لعب دول بالمنطقة دورا أكبر في توفير الأمن والاكتفاء بذلك”.
وأضاف المسؤول أن معالم هذه السياسة لم تتضح بعد.
وقال المسؤول الثاني إن مستشاري ترامب للأمن القومي أبلغوه بأنه ينبغي أن تبقى أعداد قليلة من القوات الأميركية لعامين على الأقل لتأمين المكاسب التي تحققت بعد هزيمة المتشددين وضمان ألا تتحول سوريا إلى قاعدة إيرانية دائمة.
وذكر المسؤول أن كبار مساعدي ترامب للأمن القومي بحثوا الوضع في سوريا خلال اجتماع بالبيت الأبيض لكنهم لم يستقروا بعد على استراتيجية للقوات الأميركية في سوريا ليوصوا بها حتى ينفذها ترامب مستقبلا.
وقال المسؤول “حتى الآن لم يصدر أمرا بالانسحاب”. وينتشر نحو ألفي جندي أميركي في سوريا.
وفي العام الماضي خاض ترامب جدلا مشابها بشأن ما إذا كان سيسحب قوات بلاده من أفغانستان ووافق في نهاية المطاف على الإبقاء عليها لكن بعد أن تساءل مرارا عن السبب في استمرارها هناك.
وربما يؤدي موقف ترامب من سوريا إلى خلاف بينه وبين مندوب الولايات المتحدة السابق بالأمم المتحدة جون بولتون الذي اختاره ترامب قبل أسبوع ليخلف إتش.آر. مكماستر في منصب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض.
العرب