الاحتلال يهدد بمجزرة ضد مسيرات العودة اليوم

الاحتلال يهدد بمجزرة ضد مسيرات العودة اليوم

استشهد أمس شابان في قطاع غزة، أحدهما بنيران الاحتلال، والثاني متأثرا بإصابته في المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال يوم الجمعة الماضي. وتتجه الأنظار الى القطاع والضفة المحتلين اليوم الجمعة، التي ستتجدد فيها مسيرات العودة والمقاومة الشعبية. في حين هدد وزير الحرب افيغدور ليبرمان بارتكاب مجزرة جديدة اليوم في قطاع غزة. وفي المقابل، أطلقت منظمة “بيتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية حملة إعلامية، تحث جنود الاحتلال على رفض تعليمات إطلاق النار على المتظاهرين العزل في قطاع غزة، كونها تعليمات ليست قانونية.
فقد استشهد فجر امس الشاب مجاهد نبيل مروان الخضري (23 عاما)، بعيد استهدافه بصاروخ من طائرة من طائرة من دون طيار، قرب معبر المنطار شرقي قطاع غزة. كما أصيب خمسة شبان بالرصاص، في مواجهات وقعت قرب شريط الاحتلال في القطاع، فيما أصيب العشرات بحالات الاختناق من الغازات السامة التي يطلقها جيش الاحتلال تجاه المتظاهرين.
في حين استشهد أمس، الشاب شادي حمدان الكاشف (34 عاما)، متأثرا بجراحه التي أصيب بها خلال المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة، يوم الجمعة الماضي، ليرتفع بذلك عدد الشهداء في الأسبوع الأخير في القطاع الى 19 شهيدا.
وتتجه الأنظار اليوم الى قطاع غزة والضفة الفلسطينية المحتلين، إذ من المفترض أن تتصاعد اليوم المقاومة الشعبية، ففي قطاع غزة تجري استعدادات لمشاركة عشرات الآلاف في مسيرة العودة الثانية، التي ستجري قبالة شريط الاحتلال في قطاع غزة. وحسب ما ذكرته وسائل إعلام فلسطينية، فإن الناشطين في قطاع غزة، جمعوا ما يزيد على 120 ألف إطار سيارات، بهدف إحراقها لمنع تقدم جيش الاحتلال في قطاع غزة. ويواصل جيش الاحتلال اليوم حالة الاستنفار الشديد عند القطاع.
وقد هدد وزير الحرب افيغدور ليبرمان، في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية امس، بارتكاب مجزرة جديدة في القطاع، وقال، “إذا كانت هناك استفزازات، سيكون هناك رد فعل من أقسى نوع كما حدث الأسبوع الفائت”، واضاف، “لا نعتزم تغيير قواعد الاشتباك”.
كما أنه من المفترض اليوم أن تشهد مدن وبلدات الضفة سلسلة من المسيرات، منها المسيرات الأسبوعية المستمرة منذ 13 عاما، وغالبيتها تنتهي بمواجهات مع جيش الاحتلال الذي يسعى لقمع المسيرات واخماد المقاومة الشعبية.
في حين أعلنت لجنة المتابعة العليا لقضايا فلسطينيي 48 عن مسيرة وحدوية ظهر يوم غد السبت في مدينة سخنين، ردا على جرائم الاحتلال والمجزرة الدائرة في قطاع غزة.
وقد أعلن جيش الاحتلال أمس، عن تحقيق داخلي لديه، في ما أسماه “ظروف مقتل الفلسطينيين” في قطاع غزة يوم الجمعة الماضي. وهذا واحد من الإجراءات المألوفة لدى جيش الاحتلال، في محاولة بائسة لصد الدعوات لاجراء تحقيق دولي في الجرائم التي يرتكبها. ونتائج تحقيقات جيش الاحتلال تكون معروفة سلفا، مع بعض الاستثناءات الهامشية، في محاولة لشرعنة تحقيقاته.
وفي المقابل، وفي خطة جريئة غير مسبوقة، أطلقت منظمة “بيتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية، التي تعنى بحقوق الفلسطينيين في المناطق المحتلة منذ العام 1967، حملة تحث جنود الاحتلال على رفض تعليمات اطلاق النار على المتظاهرين العزّل في الضفة والقطاع. والحملة تحت عنوان: “عفوا أيّها القائد لن أطلق النّار”.
وقالت بيتسيلم في بيانها، إن “التعليمات التي تسمح بإطلاق النار على المدنيّين العزّل، هي تعليمات مخالفة بوضوح للقانون. لا قانونيّة لمثل هذه التعليمات كما جاء في أقوال القاضي بنيامين هليفي في قضيّة كفر قاسم، وإنّما على العكس هي تعليمات “غير قانونيّة بالتأكيد وبالضّرورة.
وتابعت بيتسيلم” أن “من يتحمل المسؤولية عن إصدار هذه التعليمات المخالفة للقانون وعن النتائج الفتّاكة المترتّبة على تطبيقها هم واضعو السياسات وعلى رأسهم رئيس الحكومة ووزير الأمن وقائد الأركان؛ مثلما يقع عليهم واجب تعديل هذه التعليمات فورًا قبل مظاهرات الجمعة القادمة وذلك لأجل تجنّب مقتل وإصابة المزيد من الناس”.
وشددت بيتسيلم” على أنه “في الوقت نفسه فإن الانصياع لتعليمات مخالفة بوضوح للقانون، تعتبر مخالفة جنائيّة. لذلك إذا تلقى الجنود في الميدان أوامر بإطلاق الرصاص الحي على المواطنين العزل فعليهم يقع واجب رفض الانصياع لها”.
ورد وزير الحرب أفيغدور ليبرمان على بيان بيتسيلم في بيان خاص، قال فيه، إن “مدير عام “بيتسيلم” مدعو يوم الجمعة، الى اقناع آلاف الغزيين، بالتوقف عن زرع العبوات على المحاور، واطلاق النار على الجنود، وخرق سيادتنا والعودة الى بيوتهم بسلام. اذا لم ينجح هذا، فيبدو أننا سنضطر الى تكليف الجيش الاسرائيلي”.
ودعا المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، إلى عد اطلاق النار على المتظاهرين العزّل، وقال في بيان له امس، إنه يجب السماح للمظاهرات والاحتجاجات في غزة بالمضي قدما بشكل سلمي، وعدم تعمد تعريض المدنيين، وبالأخص الاطفال، للخطر او تعمد استهدافهم بأي شكل من الأشكال.
وأضاف ملادينوف، انه “يتابع بقلق الاستعدادات والخطابات المستمرة بشأن ‘مسيرة العودة الكبرى’ يوم غد الجمعة في غزة. ودعا قوات الاحتلال “إلى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس، كما يجب على الفلسطينيين تجنب الاحتكاك عند سياج غزة”.

صحيفة الغد