أدى قرار الرئيس الأمريكي ترامب بضرب نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيميائية، إلى بعث رسالة قوية مفادها أن استخدام مثل هذه الذخائر لن يفلت من العقاب، الأمر الذي يساعد على إنشاء رادع ضد استخدامها في المستقبل. ومع ذلك، فلمثل هذه الهجمات فترة صلاحية محددة، وإذا كان سلوك الأسد في الماضي أي مؤشر، فمن المحتمل أن تكون الضربات المستقبلية ضرورية. لذلك من المهم ربط الهجمات المستقبلية بعملية سياسية وجيهة لإنهاء الحرب الأهلية السورية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118، وهو اتفاق الأسلحة الكيميائية لعام 2013 الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا.
وبالنظر إلى أن القوى البشرية المنتشرة التابعة النظام قد استُنزفت إلى درجة كبيرة، ومن غير المرجح أن يتم سد النقص في قوامها على المدى القريب والمتوسط، بإمكان واشنطن أن تتوقع من الأسد أن يلجأ مرة أخرى إلى المواد الكيميائية ويختبر عزم واشنطن. لذلك يجب على إدارة ترامب أن تدمج في إستراتيجيتها السورية المعلنة مؤخراً سيناريوهات لضربات مستقبلية بطريقة تجبر الأسد على تقديم تنازلات سياسية على طاولة المفاوضات ونحو انتقال سياسي قابل للاستمرار في سوريا. لقد استخدمت طهران وموسكو القوة العسكرية طوال سنوات، لفرض نتائج سياسية في سوريا لصالحهما – وهو درس يمكن أن تتعلمه واشنطن. إن الاستمرار في إنفاذ الخط الأحمر للأسلحة الكيميائية يمكن أن يمنح واشنطن بعض النفوذ التي هي بأمس الحاجة إليه في المفاوضات السياسية في جنيف التي كانت حتى الآن مجرد غطاء للأسد وبوتين وخامنئي لقتل الشعب السوري وخنقه بالغاز لإرغامه على الخضوع.
أندرو تابلر
معهد واشنطن