ستون عاماً مرت الآن منذ كان أي شخص آخر غير آل كاسترو على رأس الدولة الكوبية. ولذلك، شكل تنصيب ميغيل دياز كانيل برموديز رئيساً للدولة في هافانا الأسبوع الماضي لحظة رمزية، وإنما ليس أبعد كثيراً من ذلك، في الوقت الحالي على الأقل.
ما يزال راؤول كاسترو -الذي اختار هذا الشخص الموالي من الحزب الشيوعي كخليفة له- يتربع على رأس الحزب الشيوعي والقوات المسلحة. ويدير ابنه جهاز المخابرات. ويدير صهره السابق المصالح التجارية الهائلة للجيش. وفي خطابه الأول، تعهد السيد دياز كانيل بأنها لن تكون هناك “استعادة للرأسمالية”، وختم بشعار لم يعد يثير الجماهير منذ فترة: “الاشتراكية أو الموت! سوف ننتصر!”.
مع ذلك، يشير تاريخ الأنظمة الشيوعية إلى أنه بمجرد أن يذهب الحرس الثوري القديم، فإن التغيير يصبح ممكناً. وقد أصبح عمر راؤول كاسترو، شقيق الراحل فيدل كاسترو، 86 عاماً، وليس هناك أي يقين في أن أقاربه سيستطيعون أن يحملوا الشعلة ويواصلوا الطريق بمجرد رحيله، خاصة وأن لهب الشعلة أخذ يخبو.
خلال السنوات العشر التي قضاها كرئيس للبلاد، فتح راؤول كاسترو في الاقتصاد شقاً للاستثمار الخاص والمشاريع الخاصة، وإنما من دون رفع السيطرة المركزية القوية والمضنية للدولة. ولم يعد الاتحاد السوفياتي موجوداً لدعم الاقتصاد، كما أن فنزويلا، التي كانت قد ملأت الفراغ الذي تركه السوفيات لفترة من الزمن، دخلت جحيمها الاقتصادي الخاص. والانفتاح الذي صنعه الرئيس باراك أوباما على كوبا، نقضه جزئياً الرئيس دونالد ترامب. ووفقاً لدراسة أجراها ريتشارد فاينبيرغ من معهد بروكينغز، كانت النتيجة “ركوداً دائماً”، والذي جعل كوبا تتعثر متخلفة وراء العالم أكثر فأكثر على معظم الجبهات.
لم يكن السيد دياز كانيل، 58 عاماً، قد ولد بعد عندما خاض الشقيقان كاسترو حربهما للعصابات في جبال سييرا مايسترا. وما يزال من السابق كثيراً لأوانه معرفة ما إذا كان هذا التغيير الجديد سيؤدي في نهاية المطاف إلى تقديم زعيم إصلاحي كوبي في قالب ميخائيل غورباتشوف أو دينغ شياو بينغ، أو ما إذا كان سيتبين أن السيد دياز كانيل لا يعدو كونه ببساطة مجرد شاغل مكان لجيل آخر من أفراد عائلة كاسترو.
لقد اتخذ السيد أوباما خطوة طال انتظارها في العام 2014 عندما انتقل إلى تطبيع العلاقات مع كوبا. وبدلاً من السعي إلى نقض مساره، على الرئيس ترامب أن ينضم إلى جيران كوبا الآخرين من أجل تشجيع الزعيم الكوبي الجديد على توسيع الاقتصاد الخاص، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وزيادة إمكانية الوصول إلى الإنترنت، وتحقيق اللامركزية في السلطة، وأن يقوم بطرق أخرى ضرورية للغاية بدفع بلاده أخيراً نحو الخروج من شرنقة آل كاسترو.
الغد