أنقرة – تحبس الأوساط الشعبية والسياسية التركية أنفاسها بانتظار موقف الرئيس التركي السابق عبدالله غول بشأن الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الرابع والعشرين من يونيو المقبل، وما قد تحمله مشاركته من تحد مباشر للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.
وأعلن عبدالله غول اعتزامه عقد مؤتمر صحافي اليوم السبت للإفصاح عن موقفه من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة، مشيرا إلى أن “هناك نقاشات مكثّفة حول الانتخابات المبكرة في تركيا، وهذا الأمر طبيعي للغاية”، وأنه سيُعلن اليوم وجهة نظره وما سيقوم به بشكل مفصّل بشأن الانتخابات القادمة.
ويقول محللون إنه إذا قرر غول الترشح، فسيصب اعتماده على حزبي الشعب الجمهوري والخير الجديد، بالإضافة إلى حزب السعادة المعارض بزعامة تيميل كرم أوغولو، الذي يشهد صعودا متسارعا في صفوف الناخبين المحافظين.
وسيجد الرئيس التركي الحالي نفسه في وضع انتخابي صعب في ظل تراجع شعبيته بين الجمهور المحافظ بعد الحملة الواسعة ضد أنصار حليفه السابق فتح الله غولن.
ويشعر أردوغان والمحيطون به بأن الأمور تخرج عن السيطرة، وبدأوا يروجون لنظرية المؤامرة، ووجود “مخطط” يستهدف نجاحه في الانتخابات، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء ، بن علي يلدرم، في تعليقه على ترشّح غول للانتخابات الرئاسية حين قال إنه من الواضح وجود مشروع (مخطط) وراء كل هذه الجهود، “لكن يبدو أن المشروع فشل”.
وانخرط رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت باهتشلي في خطاب المؤامرة حين تحدث عن وجود “استراتيجية خبيثة للغاية لإعداد الرأي العام بشأن ترشح غول للانتخابات المقبلة”.
ولا يخفي مقربون من أردوغان أن علاقات غول العربية تشكل قلقا للرئيس التركي، خصوصا بعد الحفاوة الكبيرة التي استقبل بها في السعودية خلال زيارة خاصة قام بها في سبتمبر الماضي.
ولئن استبعد مصدر تركي معارض في تصريح لـ”العرب” أن يخوض غول سباق الانتخابات، لكن أكد أن ذلك “سيكون أفضل إذا خرج لتحدي أردوغان عبر التمسك بالنظام البرلماني ورفض التحول إلى حكم رئاسي مطلق”.
وقال مصدر آخر في تركيا، رفض الكشف عن هويته، “إذا فعل غول ذلك فسيقلص أي فرص أمام السياسية المعارضة ميرال أكشينار أو أي مرشح آخر، وقد يتحول إلى زعيم وطني يحظى بالإجماع″.
والأسبوع الماضي، أقرّت الجمعية العامة للبرلمان التركي، مقترح قانون مشترك لحزبي “العدالة والتنمية”، و”الحركة القومية”، لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في 24 يونيو المقبل.
العرب