لندن – قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه الثلاثاء إن سوق النفط تعاني من نقص الإمدادات وإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يقدر على خفض أسعار النفط بممارسة “التنمر” على دول أخرى.
ونقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية شبه الرسمية عن زنغنه قوله “سوق النفط تعاني من نقص المعروض وهذا لا يمكن حله بالكلام. ترامب يعتقد أنه يستطيع خفض أسعار النفط بممارسة التنمر”.
وأفادت بيانات خاصة بالناقلات ومصدر بقطاع النفط أن تركيا وإيطاليا هما آخر مشترين للخام الإيراني خارج الصين والهند والشرق الأوسط، في علامة جديدة على أن الشحنات تتضرر بشدة مع اقتراب موعد تطبيق العقوبات الأميركية.
وأظهرت بيانات ريفينيتيف ايكون أن إيران صدرت 1.33 مليون برميل يوميا منذ بداية أكتوبر إلى الهند والصين وتركيا والشرق الأوسط. ولم تظهر أي سفن تنقل النفط الإيراني إلى أوروبا.
غير أن مصدرا بالقطاع يتتبع الصادرات قدر الشحنات عند 1.5 مليون برميل يوميا بما يشمل سفنا لم تظهر على نظام التتبع بالأقمار الصناعية إيه.آي.إس، من بينها ناقلة محملة بمليون برميل في طريقها إلى إيطاليا.
يقل ذلك عن 2.5 مليون برميل يوميا على الأقل في أبريل، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 مع إيران ويعيد فرض العقوبات. وتبرز الأرقام أيضا استمرار الانخفاض من مستوى 1.6 مليون برميل يوميا المسجل في سبتمبر.
وساهمت الخسارة المتوقعة لكميات كبيرة من الإمدادات الإيرانية في دفع أسعار النفط للصعود، حيث سجلت في الثالث من أكتوبر أعلى مستوياتها منذ أواخر 2014 عند 86.74 دولار للبرميل. وهبطت الأسعار منذ ذلك الحين إلى 81 دولارا، على الرغم من قول محللين إن تراجع الصادرات الإيرانية لا يزال يشكل دعما.
وقال إيوجين فينبرج المحلل لدى كومرتس بنك “إنها إحدى الأسباب وراء استمرار الأسعار فوق 80 دولارا”.
وتضيف أرقام أكتوبر إلى علامات على أن المشترين القلقين من العقوبات الأميركية يتجهون إلى وقف صفقاتهم لشراء النفط الإيراني أو تقليصها، وأن الصادرات تتراجع بشكل أكثر حدة عما كان يتوقعه البعض في السوق.
وبالتأكيد، فإنه من الصعب الحصول على بيانات دقيقة للصادرات. فجداول الناقلات غالبا ما يطرأ عليها تعديلات والصادرات تختلف من أسبوع إلى آخر. كما أن تعقب السفن، رغم سهولته عن الماضي نظرا لمعلومات الأقمار الصناعية، لا يزال يجمع بين الفن والعلم.
وفي الأسبوع الأول من أكتوبر، بلغت صادرات إيران من الخام 1.1 مليون برميل يوميا في المتوسط، بحسب ريفينيتيف، وأقل من مليون برميل يوميا بحسب مصدر آخر في القطاع.
وبينما قالت واشنطن إنها تريد خفض صادرات إيران النفطية إلى الصفر، تقول إيران إن ذلك مستبعد الحدوث. وتدرس إدارة ترامب إعفاءات من العقوبات لدول قلصت وارداتها.
وطلبت الهند، وهي مشتر رئيسي، شحنات من النفط الإيراني لشهر نوفمبر.
شاهد | كبار مسؤولي الإدارة الأميركية يقولون بصوت واحد: الدفعة الثانية من #العقوبات_الأميركية التي تستهدف قطاعي الطاقة والمصارف لـ #النظام_الإيراني سيجري تطبيقها في الرابع من نوفمبر.
“هدفنا هو العمل مع البلدان التي تستورد النفط من #إيران لخفض وارداتها الى أقرب ما يمكن الى الصفر.”
وتقول إيران، التي تعهدت بعرقلة أي زيادة في إمدادات منظمة أوبك تراها ضد مصلحتها، إنها وجدت مشترين جدد لنفطها، وإن إنتاجها من الخام هبط قليلا فقط.
وبالنسبة لشهر سبتمبر، أبلغت إيران أوبك أن إنتاجها من الخام هبط بنحو 50 ألف برميل يوميا إلى 3.76 مليون برميل يوميا، بينما تشير تقديرات شركات استشارية ووكالات حكومية تستعين بها المنظمة لمراقبة الإنتاج إلى تراجع أكبر في الإنتاج الإيراني عند 3.45 مليون برميل يوميا.
وفي الحقيقة، ربما تكون إيران لم تخفض بعد الإنتاج بما يماثل معدل الهبوط في الصادرات، حيث تبدو البلاد تخزن مزيدا من النفط في سفن، كما فعلت أثناء العقوبات التي طُبقت حتى توقيع الاتفاق النووي في عام 2015.
العرب