حزب الحركة القومية يفض الشراكة مع أردوغان

حزب الحركة القومية يفض الشراكة مع أردوغان

صرح رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهجلي في كلمة ألقاها أمام الكتلة النيابية لحزبه في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة بأنه “لم يعد لدينا أي تطلع إلى تحالف (مع العدالة والتنمية) حيال الانتخابات المحلية المقبلة”.

ويأتي تصريح بهجلي بعد يوم من تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن هناك خطوات سيقدم عليها مع رئيس حزب الحركة القومية في الفترة المقبلة، استعدادا للانتخابات المحلية في مارس 2019 خلال حوار أجراه مع قناة، “إكوتورك” المحلية، مبديا رغبته في استمرار التحالف مع حزب الحركة القومية.

وأكد أردوغان أن الحزبين شكلا فريقين للعمل سوية وإجراء نقاشات تتعلق بالانتخابات المحلية.
وأضاف أردوغان، الاثنين، إنهم سيحافظون على المفهوم الذي أرساه “تحالف الشعب” بين حزبي “العدالة والتنمية”، و”الحركة القومية” في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وعلى خلفية تصريحات حزب الحركة القومية، انخفضت الليرة التركية أكثر من ثلاثة بالمئة الثلاثاء بما يضعها على مسار صوب أسوأ يوم فيما يزيد على شهر.

ونزلت الليرة إلى 5.8475 للدولار بحلول الساعة 0857 بتوقيت غرينتش مقارنة بإغلاق الاثنين البالغ 5.6640 ليرة.

وعلى الرغم من مضي عدة أشهر على انتهاء الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت في يونيو من هذا العام واكتساح حزب العدالة والتنمية الحاكم الأغلبية إلا ان السؤال عن الدور الحقيقي لحزب الحركة القومية ظل يدور في الأوساط السياسية التركية.
فزعيم الحزب دولت بهجلي مضى في تحالفه إلى أقصى مدى ممكن وتحول الحزب الى مجرد رجع صدى لمواقف وقرارات حزب العدالة والتنمية وللرئيس اردوغان شخصيا.

ولعل تخلي الحزب عن أي مرشح له في الانتخابات الرئاسية الماضية وترشيح اردوغان كان نقطة تحول في تاريخ الحزب.

فخلال الانتخابات الرئاسية لعام 2014، وهي الأولى التي يقررها التصويت الشعبي، عمل حزب الحركة القومية بشكل حاسم مع حزب المعارضة الرئيسي لطرح مرشح مشترك. وفي تلك الحملة الانتخابية غير الناجحة، كما في الانتخابات المحلية في وقت سابق من عام 2014 وفي الانتخابات العامة سنة 2015، تبنى حزب الحركة القومية خطابا سياسيا قاسيا في معارضته لحزب العدالة والتنمية كان يميل في بعض الأوقات إلى التجريح.
لكن خطابهم وموقفهم منذ استفتاء أبريل 2017 كان مختلفا تماما.

وكنتيجة طبيعية لهذا الموقف، صار حزب الحركة القومية من ناحية وبشكل تلقائي داعما لحكومة حزب العدالة والتنمية من خارجها وشريكا لها في مصيرها. وأخيرا، نتج عن هذه الشراكة هذا الأسبوع إعلان الدعم غير المشروط لأردوغان في منافسته على منصب الرئاسة خلال الانتخابات القادمة. وأمام هذا التحالف استحقاق انتخابي جديد في مارس من العام المقبل من خلال الانتخابات المحلية.
يشار أن حزبا العدالة والتنمية برئاسة أردوغان، والحركة القومية برئاسة دولت بهجلي شكّلا تحالف الشعب في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في 24 يونيو الماضي.
ولعل المساندة السياسية التامة التي ما انفك بهجلي يعلن عنها تجاه الكثير من المواقف وإلاجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية برئاسة اردوغان موضع الجدل والانتقاد هي التي فاقمت أزمة حزبه فهو لا يكاد يترك مناسبة او موقفا للحكومة التركية الا ويعلن مساندته له وبما في ذلك مأساة الحقوق والحريات السائدة في تركيا اليوم في اعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة في العام 2016.

وبالطبع لا يمكن لأردوغان ان ينسى فضل دولت بهجلي مع انه من ناكثي العهود والمنقلبين على المتحالفين معه، الا أن بهجلي وحزبه ساهما بشكل فعال في تمرير التعديلات على الدستور التركي التي تم تمريرها في البرلمان لتمنح اردوغان صلاحيات شبه مطلقة.

العرب