توقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى «اتفاق جيد» مع الصين في شأن التجارة، ولكنه حذر من أنه مستعد لفرض رسوم على سلع صينية ببلايين الدولارات إذا استحال إبرام اتفاق. وقال لبرنامج «ذي إنغراهام آنجل» على قناة «فوكس نيوز»: «أعتقد أننا سنبرم اتفاقاً جيداً مع الصين، ويجب أن يكون جيداً لأنهم استنزفوا بلدنا».
وأضاف أنه يود إبرام اتفاق في الوقت الحالي، ولكن الصين لم تكن مستعدة، من دون التطرق إلى تفاصيل. وأوردت وكالة «بلومبرغ» أن واشنطن تستعد لإعلان فرض رسوم على كل ما تبقى من الواردات من الصين بحلول بداية كانون الأول (ديسمبر) المقبل، إذا فشلت المحادثات بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ الشهر المقبل على هامش قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في بوينس ارس، في تهدئة الحرب التجارية.
وفرضت الولايات المتحدة بالفعل رسوماً على سلع صينية بـ250 بليون دولار، وردّت الصين بفرض رسوم على سلع أميركية بـ110 بلايين دولار.
ونقلت «بلومبرغ» عن مصادر مطلعة قولها إن الرسوم ستفرض على واردات السلع الصينية التي لم تشملها بالفعل الرسوم السابقة، والتي قد تقدر قيمتها بـ257 بليون دولار استناداً إلى أرقام واردات العام الماضي. وأضافت أن على رغم عدم اتخاذ قرارات نهائية حتى الآن، يستعد المسؤولون الأميركيون لهذا السيناريو في حال عدم إحراز أي تقدم خلال الاجتماع بين ترامب وشي.
إلى ذلك سجل اليوان الصيني أمس الانخفاض الأكبر من 10 سنين بسبب مخاوف من تباطؤ الاقتصاد الصيني والحرب التجارية مع الولايات المتحدة، ولكن يُتوقع أن تحول بكين دون كسر اليوان الحاجز النفسي المهم وهو 7 يوان للدولار. وانخفض اليوان إلى 6.96 للدولار، وهو أدنى مستوياته منذ أيار (مايو) 2008. وفي حال انخفضت العملة الصينية إلى 7 يوانات مقابل الدولار، فقد يقوض ذلك ثقة السوق وربما يؤدي إلى اتهامات أميركية جديدة بأن الصين تسمح لليوان بالانخفاض للتخفيف من تأثير الرسوم التي فرضتها واشنطن على السلع الصينية.
ومن شأن ضعف اليوان أن يجعل من الصادرات الصينية أقل سعراً في الخارج، ما سيخفف بعض التكاليف المرتفعة الناتجة عن الرسوم. وتقيد الصين نطاق التعامل اليومي باليوان، بينما أوردت صحيفة «ايكونومي انفورميشن» اليومية أن من غير المرجح أن تسمح السلطات بتجاوز العملة الصينية أكثر من 7 يوانات للدولار. وأضات: «ميزان المدفوعات الصيني لن يتغير على المدى القصير، وومسؤولو النقد الحاليين لديهم القوة والتصميم لإحلال الاستقرار في السوق، كما توجد أدوات سياسات كافية للتعامل مع التغيرات في الوضع».
وارتفع الدولار باتجاه أعلى مستوياته في شهرين ونصف شهر، بدعم من المخاوف في شأن تصعيد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. وانخفض اليورو تحت ضغط قوة الدولار مع ترقب المستثمرين لسلسة من البيانات، بينها الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو والتضخم في ألمانيا.
وارتفع مؤشر الدولار 0.2 بالمئة إلى 96.806، وهو مستوى لا يبعد عن الأعلى في شهرين ونصف شهر البالغ 96.860 والذي سجله الأسبوع الماضي. وانخفض اليورو إلى 1.1369 دولار، بعدما لامس أدنى مستوياته في 10 أسابيع عند 1.1332 دولار أول من أمس، كما هبط الين 0.4 في المئة إلى 112.855 ين للدولار، وزاد الدولار الأسترالي 0.5 في المئة إلى 0.7090 دولار.
الحياة