ترامب يعلن موافقة الصين على “خفض وإلغاء” الرسوم الجمركية على وارداتها من السيارات الأميركية

ترامب يعلن موافقة الصين على “خفض وإلغاء” الرسوم الجمركية على وارداتها من السيارات الأميركية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب موافقة الصين على “خفض وإلغاء” رسومها الجمركية على السيارات الأميركية في تطور يشكل اختراقا في الحرب التجارية بين البلدين انعكس انتعاشا في الأسواق العالمية.

وجاء إعلان ترامب المفاجئ على تويتر غداة توصّله ونظيره الصيني شي جينبينغ نهاية الأسبوع، خلال اجتماع عقد على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينوس ايرس، إلى اتفاق نص على عدم فرض البلدين لمزيد من الرسوم خلال فترة ثلاثة أشهر، يفترض أن يتفاوض خلالها الطرفان من أجل التوصل إلى اتفاق أكثر تفصيلا.

ويأتي ذلك بعد أشهر من التوترات ومن فرض رسوم جمركية عقابية على سلع بقيمة مئات مليارات الدولارات أثارت مخاوف من حصول تصعيد سيضرّ بالاقتصاد العالمي.

وتصب الهدنة في الحرب التجارية بين البلدين في مصلحة الطرفين، مع نجاح ترامب في تجنيب الصادرات الزراعية الأميركية مزيدا من الأضرار، وتمكّن شي من تفادي تصعيد للضغوط عبر زيادة رسوم من شأنها أن تفاقم تباطؤ الاقتصاد الصيني.

وعبر تويتر أعلن ترامب ليل الأحد التوصّل لاختراق آخر بقوله إن الصين وافقت على “خفض وإلغاء” رسوم جمركية نسبتها 40 في المئة على السيارات المصدّرة إليها من الولايات المتّحدة.

ولم تؤكد وزارة الخارجية الصينية ما أعلنه الرئيس الأميركي واكتفت بالقول “في الأول من كانون الأول/ديسمبر توصّل الرئيس شي والرئيس ترامب إلى توافق حول المسائل التجارية”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ إن الرئيسين “اتفقا على عدم فرض رسوم جديدة وتوصلا إلى مجموعة من الترتيبات البناءة من أجل معالجة خلافات ومشاكل قائمة”.

ولم يوضح ترامب في تغريدته أي رسوم ستخفض وأي رسوم ستلغى، أو متى يدخل الاتفاق حيز التنفيذ.

وصرح رئيس غرفة التجارة الأميركية في الصين ويليام زاريت أنه إذا تأكد إعلان ترامب فإنه “سيكون بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح ومؤشرا على خطوات أخرى جيدة مقبلة”.

وفي تموز/يوليو قامت الصين بخفض رسوم استيراد السيارات من 25 إلى 15 بالمئة ما شكل دفعا لمصنعي السيارات الأجانب الحريصين على زيادة نسبة المبيعات في أكبر سوق للسيارات في العالم.

لكن فيما تصاعدت الخلافات مع الولايات المتحدة هذا الصيف، ردت بكين بفرض رسوم إضافية على السيارات المستوردة من الولايات المتحدة قيمتها 25 بالمئة ليرتفع إجمالي رسوم الاستيراد إلى 40 بالمئة.

وتصنّع عدة شركات أميركية سياراتها المخصصة للسوق الصينية في الصين، لكن زيادة الرسوم أضرت بمبيعاتها لا سيما شركة “تيسلا” والطرازات الأميركية من سيارات “بي إم دبليو” و”فورد”.

وقال ستيفن أوكن كبير المستشارين في شركة “مكلارتي” ومقرها سنغافورة إنه سيتعيّن على بكين أن تعالج الشكاوى الأميركية حول إلزام الصين للشركات بنقل حقوق الملكية الفكرية، لكي تخفّض واشنطن رسومها.

وتندرج هذه المسألة في صلب تحقيق الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر بموجب البند 301 من القانون التجاري الاميركي المتعلق بالملكية الفكرية.

وقال أوكن إن “أي تحرّك يزيد من انفتاح الأسواق أو يؤمن تكافؤا سيلقى بالتأكيد ترحيبا ويمكن أن يؤدي إلى استمرار المحادثات”.

وتابع “لكن يجب افتراض أنه بالنسبة للرسوم القائمة والمقترحة الهادفة لدفع الصين إلى معالجة الهواجس الأميركية حول حقوق الملكية الفكرية، فإن وحده التحرك المرتبط مباشرة بذلك سيؤثر مستقبلا في الرسوم المفروضة بموجب البند 301”.

والسبت قال البيت الأبيض إن الصين وافقت على شراء كمية “كبيرة جدا” من الصادرات النفطية والمنتجات الزراعية والصناعية وغيرها من الولايات المتحدة.

من جهّتها أكدت الصين أن للاتفاق “أهمية كبرى”.

وقال غينغ إن الاتفاق “يجنّب توسّع الخلافات الاقتصادية والتجارية ويفتح آفاق تعاون جديدة”.

والاثنين انتعشت الأسواق الآسيوية والأوروبية، وأغلقت بورصتا هونغ كونغ وشنغهاي على ارتفاع كبير كما ارتفعت قيمة اليوان بعد أشهر من التراجع على خلفية الحرب التجارية.

وبعد اللقاء الذي طال انتظاره بين ترامب وشي عاد المستثمرون للشراء بعد فترة إحجام تخوّفا من النزاع التجاري.

لكن مراقبين حذّروا من أن قضايا كبرى لم تحل بعد، من بينها دخول الشركات الأميركية للسوق الصينية وحماية الملكية الفكرية.

وقال خبير الأسواق العالمية في مركز “جيه بي مورغن لإدارة الأصول” كيري كريغ “نرجّح أن تزداد الأمور سوءا قبل أن تعود لتتحسن، وأن يؤدي الشعور السلبي إلى مزيد من التقلّبات في الأسواق”.

ورحّبت الصحف الرسمية الصينية بحذر بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في بوينوس ايرس.

ووصفت صحيفة “غلوبل تايمز” القومية الاتفاق بـ”خطوة تاريخية إلى الأمام” تتيح “إمكانات هائلة للتجارة المنصفة”.

وتابعت الصحيفة “نأمل في توصّل الفريقين (التفاوضيين) التجاريين… إلى أكبر عدد ممكن من الاتفاقات بأسرع وقت ممكن لتسريع التعاون بين الصين والولايات المتحدة”.

ونص الاتفاق على توقف ترامب عن التهديد برفع الرسوم إلى 25 بالمئة على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار اعتبارا من الأول من كانون الثاني/يناير، والإبقاء على النسبة الحالية البالغة 10 بالمئة وإعطاء المفاوضين مهلة تسعين يوما من اجل التوصّل لاتفاق نهائي.

ولم تشمل الهدنة رسوما جمركية بنسبة 25 بالمئة كانت الولايات المتحدة فرضتها على سلع صينية بقيمة 50 مليار دولار.

وكانت الصين ردت على الإجراءات الأميركية بفرض رسوم مماثلة على سلع أميركية بقيمة 110 مليارات دولار.

وكتبت صحيفة “تشاينا دايلي” الحكومية “ليس هناك عصا سحرية تجعل الخلافات بين الولايات المتحدة والصين تختفي بين ليلة وضحاها”.

وتابعت الصحيفة الصينية “لكن نظرا إلى مدى تعقيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فإن بقية دول العالم ستواصل حبس أنفاسها بانتظار معرفة ما إذا كانت مجموعة الخطط البناءة التي يتم العمل عليها ستنجح في إعادة العلاقات الثنائية إلى مسار التعاون بدلا من المواجهة”.

الغد