ذكر الرئيس الصيني شي جين بينغ الأحد أنه تم توقيع صفقات تصل قيمتها إلى 64 مليار دولار خلال منتدى “الحزام والطريق”، لكن هذا المشروع يصطدم بعقبة منطقة شينجيانغ، حيث كشفت لافتات في منطقة تبادل حرّ على الحدود بين الصين وكازاخسان، كتب عليها “ممنوع الحجاب واللحية الطويلة” عن الحملة التي تخوضها بكين ضد النزعة الإسلامية في شينجيانغ، المنطقة التي تقع في قلب مشروعها الاقتصادي. وتشكل شينجيانغ التي يعني اسمها في الصين “الحدود الجديدة”، البوابة الطبيعية لطرق الحرير، ذلك المشروع الضخم الرامي إلى إقامة بنى تحتية تربط الصين بأسواقها التقليدية في آسيا وأوروبا وأفريقيا، لا بل أبعد من ذلك.
وتمثل المنطقة سدس الأراضي الصينية وحدودا طبيعية للصين مع باكستان وأفغانستان والجمهوريات السوفياتية السابقة الثلاث في آسيا الوسطى ذات الغالبية المسلمة، طاجيكستان وقرغيزستان وكازاخستان.
ويقول الباحث الألماني أيدريان زينز المتخصص في شؤون المنطقة إن “مشروع طرق الحرير الجديدة عامل هام يسمح بتبرير حاجة الحكومة الماسة إلى إعادة فرض النظام بشكل نهائي في شينجيانغ”.
وتشهد المنطقة التي يشكل المسلمون أكثر من نصف سكانها اعتداءات تنسب إلى انفصاليين أويغور، وتُتهم بكين التي أعادت فرض سيطرتها عليها باحتجاز ما لا يقل عن مليون شخص في معسكرات إعادة تأهيل سياسي لأسباب واهية أحيانا مثل إطلاق لحية مشبوهة.
وينفي النظام الشيوعي هذا الرقم، مؤكدا أنها مراكز إعداد مهني تهدف إلى تعزيز حظوظ السكان في إيجاد وظائف وبالتالي مكافحة خطر التطرف.
Thumbnail
وتضع حملة القمع في شينجيانغ حكومات دول الجوار في موقف حرج. وقد شاركت هذه الدول الأسبوع الماضي في القمة الثانية لخطة “طرق الحرير الجديدة” التي استضافها الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين.
وتتردد هذه الدول التي تعول على وعود استثمارات صينية ضخمة تربطها ببكين، في انتقاد السياسة المتبعة في شينجيانغ، مجازفة بإثارة استياء سكانها.
وصرح رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في مارس ردا على سؤال حول الوضع في شينجيانغ، “بصراحة، لست مطلعا كثيرا” على الوضع.
ويؤكد تجار باكستانيون متزوجون من أويغوريات أن زوجاتهم معتقلات في الجانب الصيني للحدود، منددين بصمت إسلام آباد.
وفي كازاخستان، اعتقل ناشط بعدما ندد بوضع الأشخاص من إثنية الكازاخ في شينجيانغ حيث يمثلون حوالي 6 بالمئة من السكان. كما رفض طلب لجوء تقدمت به صينية فرت إلى كازاخستان، بعدما وصفت ظروف اعتقالها في شينجيانغ.
ويقول رافايلو بانتوتشي من معهد “رويال يونايتد سيرفيسز” البريطاني “الوضع ليس سهلا لهذه البلدان، لأنها تواجه ذلك الشريك الاقتصادي الذي تتنامى قوته بشكل متزايد”. ويضيف “عليها أن تدير هذه العلاقة مع بذل أقصى الجهد لتمثيل شعوبها في الوقت نفسه”. واختار الرئيس الصيني شي جين بينغ عاصمة كازاخستان ليطلق منها عام 2013 خطته الضخمة المعروفة رسميا في الصين بخطة “الحزام والطريق”، ما يصور أهمية آسيا الوسطى بالنسبة لبكين.
Thumbnail
ويرى بانتوتشي أن القادة الصينيين يأملون في أن يكون لتطوير آسيا الوسطى تأثير ارتدادي على شينجيانغ. ويقول “من وجهة نظر الصين، الرد على المدى البعيد على مشكلات شينجيانغ يمر عبر الازدهار الاقتصادي”.
وتشهد على ذلك المنطقة الاقتصادية الخاصة في خورغوس على الحدود بين الصين وكازاخستان، التي تهدف إلى تحفيز الحركة التجارية بين البلدين، إذ يقصدها التجار لتبادل سلع الاستهلاك اليومي مثل الملابس والأدوات المطبخية، دون الاضطرار إلى طلب تأشيرة دخول.
لكن التوترات السياسية والدينية تخيم عند أبواب هذه المنطقة. وتم تنبيه صحافية من الكازاخ خلال زيارة لوسائل الإعلام إلى أنها لن تتمكن من الدخول محجبة إلى الجانب الصيني من المنطقة الاقتصادية، فلزمت الجانب الكازاخستاني منها.
وتتهم الولايات المتحدة مبادرة “الحزام والطريق” وهي مشروع تصل قيمته إلى تريليون دولار لإقامة طرق وجسور وخطوط أنابيب وموانئ حول العالم وربطها بالسوق الصينية، بإيقاع الدول النامية في ديون بعرض تمويل رخيص لا يمكنها تحمله.
العرب