اقتصاد منطقة اليورو: الصناعات تتراجع ومعنويات المستثمرين تتهاوى

اقتصاد منطقة اليورو: الصناعات تتراجع ومعنويات المستثمرين تتهاوى

أظهرت بيانات نشرت اليوم الإثنين، تراجع مؤشر المشتريات في منطقة اليورو ما يعني تراجع قطاع الصناعة، في الوقت الذي تدهورت فيه أيضاً معنويات المستثمرين.

ونزلت القراءة النهائية لمؤشر “آي.إتش.إس ماركت” المجمع لمديري المشتريات في منطقة اليورو، الذي يعتبر معياراً جيداً لمتانة الاقتصاد ككل، إلى 51.5 في يوليو/ تموز من 52.2 في يونيو/ حزيران.

ويماثل ذلك قراءة أولية، لكن في الشهر الفائت تحرك المؤشر مقترباً من مستوى الخمسين، الفاصل بين النموّ والانكماش.

وتوقف نموّ أنشطة الأعمال بمنطقة اليورو تقريباً في يوليو/ تموز مع فتور الطلب، وفقاً لمسح أظهر تأثر قطاع الخدمات المهيمن على المنطقة بتراجع كبير في قطاع الصناعات التحويلية.

وتنبئ مؤشرات مستقبلية بأنه لن يكون هناك أي تغيير قريباً وأن الطلب على الخدمات ضعيف، إذ يتضرر بفعل انخفاض أنشطة التصدير الجديدة، التي تتضمن التجارة بين الدول الأعضاء بمنطقة اليورو.

وانخفض المؤشر الفرعي إلى 49.2 من 49.4. وأثر ذلك على التفاؤل الأوسع نطاقاً، وهبط مؤشر مجمع للإنتاج في المستقبل إلى 58.8 من 59.2، وهي أقل قراءة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2014.
تدهور معنويات المستثمرين

وأظهر مسح أجرته مجموعة سنتكس اليوم الإثنين، أن معنويات المستثمرين في منطقة اليورو تدهورت في أغسطس/ آب مسجلة أدنى مستوياتها منذ أكتوبر 2014، وحذرت المجموعة من أن ألمانيا ستشهد يقيناً ركوداً اقتصادياً.

وقالت مجموعة سنتكس للأبحاث، إن مؤشرها لمعنويات المستثمرين في منطقة اليورو انخفض من -5.8 في يوليو/ تموز إلى -13.7 في أغسطس، وليتراجع كثيراً مقارنة مع توقعات المحللين التي أشارت إلى قراءة عند -7.7.

وانخفضت التوقعات من -13.0 إلى -20.0، وهو أقل مستوى منذ أغسطس 2012، حين كانت أزمة ديون منطقة اليورو في ذروتها.

وانخفض مؤشر فرعي لألمانيا من -4.8 إلى -13.7، وهو الأضعف منذ أغسطس 2009.

وقالت سنتكس إن الاعتماد على الصادرات والمخاوف بشأن الصين شكلا عبئاً على أكبر اقتصاد في أوروبا، كما أن الخلاف بشأن الرسوم استمر لفترة أطول مما كان يأمل كثيرون.
وقالت سنتكس إن 930 مستثمراً شاركوا في المسح، الذي تم إجراؤه في الفترة بين الأول والثالث من أغسطس الجاري.

تراجع الأسهم

وفي السياق، هوت الأسهم الأوروبية لأدنى مستوى في شهرين اليوم الإثنين، في الوقت الذي تقود فيه المخاوف بشأن النزاعات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، المستثمرين صوب الملاذات التقليدية الآمنة بما في ذلك السندات الحكومية، بينما هبط سهم “إتش.إس.بي.سي” واحداً بالمئة بعد رحيل صادم للرئيس التنفيذي للبنك جون فلينت.

وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي واحداً بالمئة، ليواصل الخسارة التي بلغت 2.5 بالمئة يوم الجمعة، وهو أسوأ أداء يومي له منذ بداية العام الجاري، بعد أن كثف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغط على الصين، عبر فرض رسوم بنسبة عشرة بالمئة على واردات أخرى بقيمة 300 مليار دولار.

وقاد مؤشر قطاع الموارد الأساسية الذي يضم شركات التعدين وشركات أخرى عاملة في مجال السلع الأولية الخسائر، مع تراجع أسعار المعادن مع بلوغ اليوان الصيني مستويات قياسية منخفضة في التعاملات الخارجية، ما يزيد من تكلفة شراء أكبر مستهلك في العالم للنحاس المعادن المقومة بالدولار.
وهبط سهم “إتش.إس.بي.سي” تقريباً بنفس القدر البالغ واحداً بالمئة، الذي تراجع به المؤشر الأوروبي بعد أن أعلن رحيل فلينت بعد 18 شهراً فقط من توليه منصبه.
كما أعلن البنك الذي يركز على آسيا، والذي يكابد صعوبات بفعل الحرب التجارية مع الصين وتحول صوب جولة جديدة من التيسير النقدي، عن ارتفاع أرباحه قبل الضرائب 15.9 بالمئة في النصف الأول.

العربي الجديد