سيحتاج النفط إلى أن يتم تداوله بسعر يتراوح بين تسعة وعشرة دولارات للبرميل الواحد على المدى الطويل إذا رغب “البنزين” بمنافسة السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة التي ستصبح أرخص بكثير.
في مقالة نشرت بموقع “أويل برايس” الأميركي، قال نيك كننغهام إن المجموعة البنكية العالمية الفرنسية “بي أن بي باريبا” حذّرت في تقرير جديد من أن النفط الخام يواجه تهديدًا وجوديًا على الأرجح من قبل الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية.
وذكر الكاتب أن مارك لويس رئيس أبحاث الاستدامة بإدارة الأصول في “بي أن بي باريبا” أفاد بأن “اقتصادات النفط أصبحت الآن تشهد انخفاضا بصفة مستمرة بعد إجراء مقارنة بين المركبات العاملة بالبنزين والديزل والمركبات الكهربائية التي تعمل بطاقة الرياح والطاقة الشمسية. وسيكون لهذا تداعيات بعيدة المدى على صُناع السياسة والشركات النفطية الكبرى”.
نمو قطاع النفط
وأشار الكاتب إلى أن المشكلة البالغة الأهمية للنفط الخام تتمثل في إمكانية تراجع نمو القطاع بأكمله.
وفي هذا السياق، أفاد لويس بأن النفط لديه عائد طاقة منخفض على رأس المال المستثمر، وذلك عند مقارنة كمية معينة من الطاقة التي تأتي من الحجم ذاته من رأس المال المُنفق. فما مقدار الطاقة المفيدة المنتجة عند إنفاق الدولار على شراء أشكال مختلفة من الطاقة؟
وأكد الكاتب أن مجموعة “بي أن بي باريبا” صرحت بأن سعر النفط يجب أن يتراوح بين تسعة وعشرة دولارات للبرميل الواحد، وذلك إذا كان البنزين يرغب بمنافسة مصادر الطاقة المتجددة بالإضافة إلى المركبات الكهربائية. أما الديزل، فيتراوح سعر التعادل على المدى الطويل بين 17 و19 دولارًا.
وأشار إلى أن النفط يتمتع بمعدل تدفق هائل، ولكن ذلك سيدوم لوقت محدود.
ويمكن أن يوفر النفط دفعة هائلة من الطاقة لأن نسب إنتاجه ضخمة وسلسلة توريده العالمية كبيرة للغاية، مما يجعل من عملية استهلاكه سهلة وملائمة. لكن على مدى 25 عاما من العمر التشغيلي، ستصبح الرياح والطاقة الشمسية أرخص بكثير.
اقتصادات الطاقة المتجددة
وكتب لويس في تقرير المجموعة البنكية العالمية الفرنسية “نعتقد أنه من المستحيل أن ينافس النفط اقتصاديات مصادر الطاقة المتجددة عند النظر إليهما خلال الدورة الاقتصادية. وحتى عند إضافة تكلفة بناء البنية التحتية اللازمة لتشغيل شبكة السيارات الكهربائية، ستظل اقتصاديات الطاقة المتجددة متفوقة على اقتصاديات النفط” وفق ما أورد تقرير موقع أويل برايس.
وأوضح الكاتب أن العالم سيحتاج إلى إنفاق 25 تريليون دولار على احتياجات البنزين على مدى السنوات 25 المقبلة.
وفي هذا السياق، كتب لويس في تقريره “نقدر أن تكلفة مشاريع الطاقة المتجددة الجديدة المكتملة مع البنية التحتية المحسنة للشبكة اللازمة المناسبة لمستوى التنقل لعام 2018 الذي يوفره البنزين كل عام على مدار الأعوام الـ 25 المقبلة، تتراوح ما بين 4.6 و5.2 تريليونات دولار فقط”.
وأضاف لويس “لم تواجه صناعة النفط في تاريخها من قبل هذا النوع من التهديد الذي تشكله الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية لنموذج أعمالها”.
أسباب التراجع
تطرق الكاتب إلى الأسباب التي تكشف كيف ستتراجع قيمة النفط”
– أولا: تعد تكلفة الطاقة المتجددة قصيرة المدى عند صفر، مما يشير إلى حقيقة أنه بمجرد إنشاء البنية التحتية الخاصة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ستصبح الطاقة التي تنتجها مجانية.
– ثانيا: تلعب الطاقة المتجددة دورا مهما في حماية البيئة.
– ثالثًا: تعتبر عملية نقل الكهرباء أسهل من الوقود السائل.
– رابعا: من المحتمل أن تعوّض مصادر الطاقة المتجددة حوالي 40% من حجم الطلب العالمي على النفط.
وذكر الكاتب أن التحدي الكبير الذي يواجه قطاع الطاقة المتجددة يتمثل في حجم فرص العمل التي توفرها الشركات العاملة في الوقود الأحفوري.
وفي الختام، سيكون من الصعب على هذا القطاع التغلب على سلسلة التوريد العالمية للنفط والغاز على المدى القصير.
المصدر : مواقع إلكترونية