الميليشيات تمنع ضبط فوضى المنافذ الحدودية بين العراق وإيران

الميليشيات تمنع ضبط فوضى المنافذ الحدودية بين العراق وإيران

بعقوبة (العراق) – لم تمض أكثر من عشرة أيام على إعلان السلطات العراقية عن قرارها إغلاق منفذ حدودي مع إيران، في إطار محاولة لضبط فوضى المنافذ الحدودية والحدّ من تدفّق المخدّرات ومختلف صنوف المواد الممنوعة والخطرة عبرها، حتّى ضغطت الميليشيات الموالية لإيران والمتحكّمة في تلك المنافذ والمستفيدة منها، للشروع الفوري في إجراءات إعادة فتح المنفذ.

وأعلن محافظ كرمانشاه الواقعة غرب إيران هوشنك بازوند، الثلاثاء، عن توقيع مذكرة تفاهم بين بغداد وطهران لإعادة افتتاح منفذ مندلي-سومار خلال أسبوع.

وكانت الحكومة العراقية قد أصدرت في الحادي عشر من الشهر الجاري أمرا بإغلاق المعبر الواقع ضمن مجال محافظة ديالى شمالي العاصمة بغداد، وتحويل موظفيه إلى معبر آخر بذات المحافظة.

وجاء القرار بحسب مصادر مطلعة على خلفية تقارير أمنية تشير إلى تحوّل المنفذ إلى ممرّ لتهريب المخدرات والمواد الممنوعة والبضائع المسرطنة والأسلحة.

وتمرّ من منفذ مندلي الحدودي صادرات إيرانية إلى العراق بشكل يومي وبكميات كبيرة، حيث بلغت كمية تلك الصادرات خلال العام الماضي عبر المنفذ ذاته مليونا و138 ألف طن بقيمة مليار و242 مليون دولار.

ويوصف المنفذ بأنّه من “النقاط السائبة” لقلة رقابة الدولة عليه وخضوعه لسلطة عدد محدود من قادة الميليشيات الشيعية، بحيث تصبّ موارده في جيوب هؤلاء دون أن يدخل منها شيء لخزينة الدولة.

وكثيرا ما حذّرت جهات عراقية ونواب بالبرلمان من أنّ المعابر والمنافذ الحدودية هي إحدى وسائل تمويل الميليشيات على حساب مصلحة الدولة، وأنّ التنافس عليها شرس إلى درجة الاقتتال في بعض الأحيان.

ويقول عراقيون إنّ قضية المنافذ الحدودية التي تضغط إيران باستمرار على العراق لإبقائها مفتوحة في كلّ الظروف، تمثّل نموذجا عن العلاقة غير المتكافئة بين بغداد وطهران والتي تجعل الأخيرة مستفيدة، فيما الأولى تكتفي دائما بتسديد الفاتورة من أمنها واقتصادها وسلامة بيئتها وصحّة مواطنيها.

ومع اشتداد العقوبات الأميركية على إيران، ازداد هوس الأخيرة بفتح المنافذ مع العراق وتكثيف حركة التجارة عبرها والتي هي في الأساس باتجاه واحد، إذ يستقبل العراق أطنانا من السلع منخفضة الجودة وكذلك الممنوعة والضارة.

وقال بازوند في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” إنه “نظرا إلى دور منفذ سومار الحدودي التنموي بالنسبة لمحافظتي كرمانشاه الإيرانية وديالي العراقية، فإن العراقيين خاصة المسؤولين في محافظة ديالي يحرصون على إعادة فتح هذا المنفذ واستعادة نشاطاته بصورة رسمية”.

وأضاف أنّ الجهود جارية حاليا لإعادة فتح الجزء العراقي من هذا المنفذ بنهاية الأسبوع المقبل، وذلك بتصريح من رئيس الوزراء العراقي. وتابع “أن اجتماعا عقده مسؤولون إيرانيون مع محافظ ديالى ورئيس مجلس المحافظة على حدود سومار وقدّم الجانب العراقي خلاله اقتراحات بشأن تسيير المعبر”. وذكر أنه “وفقا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين نتطلع، إلى إعادة فتح معبر سومار خلال أسبوع”. وبحسب محافظ كرمانشاه، يتم حاليا تصدير 300 شاحنة من السلع والبضائع إلى العراق يوميا عبر منفذ سومار وبالتالي، فإن العراقيين يسعون جاهدين لعدم إغلاقه”.

وأوضح بازوند “إنه نظرا إلى أننا على أعتاب حلول شهر محرم الحرام وكذلك أربعينية الإمام الحسين، سيتم توجيه صادرات إيران من السلع والبضائع للعراق التي تمرّ عبر المنافذ الحدودية الأخرى، إلى منفذ سومار الحدودي الأمر الذي يجعل إعادة فتح هذا المنفذ ذات أهمية بالغة للبلدين”.

ويتدفّق كلّ عام بضعة ملايين من الزوّار الشيعة على العراق لزيارة الأماكن المقدّسة لديهم، إحياء لذكرى مقتل الحسين ثم لليوم الأربعين بعد مقتله، الأمر الذي يمثّل فرصة اقتصادية لبعض السكّان، لكنّه بدأ يمثّل عبءا أمنيا على السلطات العراقية بفعل الجهد الكبير لحماية هؤلاء الزوّار من جهة، ولمراقبتهم أيضا، إذ أنّ الزيارة تمثّل أيضا فرصة سانحة لمهرّبي السلع، وأيضا المخدّرات من إيران، وكذلك للمتاجرين بالتأشيرات المزوّرة.

وأعلنت هيئة المنافذ الحدودية العراقية، الثلاثاء، ضبط ثلاثة مسافرين إيرانيين بحوزتهم مواد مخدرة في منفذ زرباطية الحدودي بمحافظة واسط جنوبي العاصمة بغداد.

العرب