روحاني يضغط على الأوروبيين برفض أي مفاوضات مع واشنطن

روحاني يضغط على الأوروبيين برفض أي مفاوضات مع واشنطن

طهران – رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني الثلاثاء إجراء أي “مفاوضات ثنائية” مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن بلاده تعارض الأمر “من حيث المبدأ”.

وصرّح روحاني أمام البرلمان أن الجمهورية الإسلامية قد تخفّض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي “في الأيام القادمة” إذا لم يتم “التوصل إلى أي نتيجة” في المفاوضات بهذا الشأن مع الأوروبيين.

وفي ما يخصّ احتمال إجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن، قال روحاني “ربما حصل سوء فهم”.

ويرى مراقبون أن رفض إيران الدخول في مفاوضات ثنائية هي محاولة لتسليط المزيد من الضغوط على الدول الأوروبية التي تسعى إلى المحافظة على الاتفاق النووي الإيراني.

وأضافت المصادر ذاتها أن طهران تعوّل كثيرا على شركائها الأوروبيين لتخفيف العقوبات الأميركية باعتبارها الفرصة الأخيرة المتاحة أمامها لتجد نفسها بعد ذلك مرغمة بالقبول بمفاوضات مع الولايات المتحدة وفق شروط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتقود فرنسا حاليا مساع حثيثة لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، وكثف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الفترة الأخيرة اتصالاته مع نظيريه الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني في محاولة لنزع فتيل التوتر من هذا الملف وتفادي التصعيد.

وتحدث ماكرون ونظيره الأميركي دونالد ترامب، أواخر الشهر الماضي، عن احتمال عقد لقاء بين هذا الأخير وروحاني على هامش الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة التي يُفترض أن تُعقد في سبتمبر في نيويورك.

وقال روحاني “قلنا ذلك مرات عدة ونكرره: (لم يتمّ اتخاذ) أي قرار بعقد مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة”، بحسب نصّ خطابه أمام البرلمان الذي نشرته الحكومة الإيرانية. وأضاف “من حيث المبدأ، لا نريد مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة”.

إلا أنه أشار إلى احتمال عقد محادثات مع واشنطن في إطار صيغة 5+1، في حال رفعت الولايات المتحدة العقوبات التي أعادت فرضها على طهران بعد خروجها بشكل أحادي في مايو 2018 من الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني الذي تمّ التوصل إليه في فيينا عام 2015.

والدول الستّ الكبرى (5+1) هي البلدان الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الصين وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا) بالإضافة إلى ألمانيا التي تفاوضت بشأن الاتفاق.

وبعد عام على انسحاب الولايات المتحدة الذي يحرم إيران من المنافع الاقتصادية المتوقعة من الاتفاق، بدأت طهران بتجاوز بعض التزاماتها بموجب النصّ بهدف إرغام الأطراف الأخرى على مساعدتها في الالتفاف على العقوبات الأميركية.

ورفعت إيران مخزونها من اليورانيوم المخصّب إلى ما فوق العتبة المحددة بموجب اتفاق فيينا وزادت أنشطة التخصيب إلى مستوى يحظّره النصّ (أكثر من 3,67%). وقال روحاني بشأن المفاوضات مع الأوروبيين “إذا لم تتوصل هذه المفاوضات إلى أي نتيجة بحلول الخميس، سنعلن عن المرحلة الثالثة لتخفيف التزاماتنا”.

وأشار إلى أن ذلك سيحصل كما كان مقرراً “في الأيام القادمة” إلا إذا اتخذت الأطراف الأخرى تدبيراً “مهماً” مذكراً بأن إيران تريد التمكن من بيع نفطها إلى الخارج.

كما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن إيران ستعود بسرعة إلى الالتزام بشروط الاتفاق النووي، في حال تم إحراز تقدم في التزام الأوروبيين بتعهداتهم. وقال خلال زيارته لموسكو: “سنعود للالتزام بكل تلك الإجراءات خلال عدة ساعات أو عدة أيام في أي لحظة، في حال أثمرت المفاوضات (مع فرنسا) إلى حل معين”.

وجدير بالذكر أن إيران تجري في الوقت الأخير مفاوضات مع فرنسا حول العودة إلى الالتزام بخطة العمل المشترك الشاملة، الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، بعد أن بات الاتفاق في مهب الريح مع انسحاب الولايات المتحدة منه وإعادة العمل بعقوبات أميركية شديدة القساوة، ردت عليها إيران بالتحلل تدريجيا مما ورد من قيود عليها في الاتفاق.

العرب