عيّن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الجنرال إسماعيل قاآني، قائداً جديداً لـ”فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، خلفاً للجنرال قاسم سليماني، الذي اغتاله سلاح الجو الأميركي، فجر اليوم الجمعة، بعد خروجه من مطار بغداد الدولي، بعد وصوله إليه آتياً من دمشق.
وقال خامنئي في مرسوم تعيين قاآني، إنه بعد اغتيال سليماني تُسلَّم قيادة “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني للعميد إسماعيل قاآني الذي وُصف بأنه “من أبرز قادة الحرس” خلال الحرب الإيرانية العراقية، مضيفاً أنه “عمل لسنوات طويلة في قوات القدس إلى جانب قائده الشهيد سليماني في المنطقة”.
وأكد خامنئي أن “برامج الفيلق ستبقى نفسها كما كانت في عهد قيادة الشهيد سليماني”، داعياً قوات “فيلق القدس” إلى “التعاون معه”.
وقاآني البالغ من العمر 63 عاماً، وُلد في مدينة مشهد، شرقي إيران، انضم للحرس الثوري عام 1980، أي بعد عام من قيام الثورة الإسلامية في إيران، وكان حينها في العشرينيات من عمره. تدرّج في المناصب القيادية في المؤسسة وتولّى إبان الحرب الإيرانية العراقية قيادة فرقة “النصر” الخامسة، وفرقة “الإمام الرضا” الـ21.
ويحمل قاآني اليوم رتبة عميد، وكان نائباً لسليماني في “فيلق القدس”، قبل أن يصبح، اعتباراً من اليوم، قائداً له. كما أنه يُعتبر من أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني، ومن أقرب أصدقاء سليماني، إذ تربط علاقة صداقة بينهما منذ 37 عاماً.”
يُشار إلى أن “فيلق القدس” تأسس أثناء الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، وهو يُعدّ الذراع الخارجي للحرس الثوري الإيراني، ويتولّى العلاقات الخارجية بالمؤسسة، ليعمل منذ نشوئه على بسط نفوذ إيران في المنطقة، وسط اتهامات له من قبل أطراف إقليمية ودولية بالقيام بعمليات خارج الحدود الإيرانية، منها تفجيرات بيروت عام 1983، التي استهدفت مبنيين للقوات الأميركية والفرنسية، وقتلت 299 جندياً أميركياً وفرنسياً.
وللفيلق تشكيلاته العسكرية الخاصة به، وعلى الرغم من أنه يعتبر جزءاً من الحرس الثوري الإيراني، لكنّ قائده يأتمر بشكل مباشر بأوامر المرشد الإيراني الأعلى، وله ميزانيته الخاصة به، بحسب تقارير إعلامية إيرانية.
واشتهر “فيلق القدس” على مدى العقدين الأخيرين، باسم قائده السابق الجنرال قاسم سليماني، بعدما تزايدت نشاطاته في ساحات إقليمية متعددة، في مقدمتها لبنان، وسورية، واليمن، والعراق، ومناطق أخرى، كما أن تقارير إعلامية تشير إلى أنّ نشاطات الفيلق تمتد إلى أميركا اللاتينية.
أدرجته الولايات المتحدة الأميركية، مع قائده السابق سليماني، ضمن قائمة “التنظيمات الإرهابية” عام 2007، وذلك قبل أن يضاف الحرس الثوري بالكامل إلى القائمة خلال إبريل/نيسان الماضي، في خطوة أميركية حملت دلالات ورسائل متعددة، اعتبرها مراقبون إعلان حرب على هذه المؤسسة العسكرية، وإطلاق مرحلة جديدة من المواجهة معها، باعتبارها أبرز جهاز حامٍ للثورة الإسلامية في إيران. وجاء القرار كجزء من القرارات الأميركية التصعيدية ضد طهران بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في مايو/أيار 2018.
والحرس الثوري الإيراني ليس جسماً عسكرياً ولا جزءاً من القوات الإيرانية فحسب، إنما هو مؤسسة متكاملة الأركان، تضطلع بمهام عسكرية وسياسية واقتصادية وأمنية وثقافية، باعتبارها “حارس الثورة الإسلامية ومكتسباتها”، وفقاً للمادة 150 من الدستور الإيراني، وهو ما يخولها الولوج في هذه المجالات للحفاظ على “الثورة”، بحسب تفسيرات قادة الحرس وقوى محافظة لهذه المادة، فيما ترفضها القوى الإصلاحية.
العربي الجديد