طهران – وصل فايروس كورونا المستجد إلى دول جديدة في الشرق الأوسط الجمعة بعد وفاة أربعة أشخاص في إيران هذا الأسبوع، ليثير مخاوف من انتشار واسع له في المنطقة ويتسبّب بإغلاق منافذ حدودية ومنع سفر، في وقت باتت فيه مدينة قم الدينية في إيران مركزا لانتشار العدوى وبمثابة ووهان جديدة في الشرق الأوسط.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية تسجيل أول إصابة بالفايروس لدى سيّدة لبنانية وصلت على متن طائرة آتية من مدينة قم الإيرانية. وتسبّبت الوفيات بحالة من الذعر في العراق الذي يعاني من شبه انهيار في قطاعه الصحي، خشية انتقال الفايروس إليه.
ودعا نشطاء عراقيون على مواقع التواصل إلى إغلاق المنافذ مع إيران ووقف الزيارات الدينية إلى العراق، التي تشهد في العادة قدوم الملايين من الزوار الإيرانيين، وهو ما يهدد بانتشار الفايروس في العراق على نطاق واسع في وقت لا تتوفر فيه البلاد على مقومات منع الوباء.
وحظر العراق والكويت المجاوران لإيران السفر منها وإليها، ومنعا دخول الإيرانيين الذين يتدفّقون بالملايين على النجف وكربلاء لزيارة العتبات الشيعية المقدسة.
وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت الأربعاء، في نفس اليوم الذي توفّي فيه أول الضحايا في إيران، منح الإيرانيين تأشيرة الدخول إلى العراق عند وصولهم للمنافذ الحدودية، بعدما كان الاستحصال عليها يتطلب التوجه للسفارة العراقية في طهران.
وأطلق ناشطون على الفور وسم “أغلقوا الحدود” على تويتر، فيما طلبت محافظات البصرة وميسان وواسط (جنوب) التي تتشارك بمئات الكيلومترات مع إيران، من السلطات المركزية في بغداد إغلاق المنافذ الحدودية.
وعلى خلفية الجدل القائم، قرّرت وزارة الداخلية العراقية الخميس تعليق العمل بمنح تأشيرة الدخول من المنافذ الحدودية للإيرانيين. واستثني من القرار العراقيون الموجودون في إيران على أن يخضعوا للحجر الصحي لمدة 14 يوما.
وبالإضافة إلى إجراءات الفحص الطبي للمواطنين الوافدين، أعلنت الخطوط الجوية العراقية ومثلها الكويتية تعليق الرحلات من إيران وإليها.
كما قامت الكويت بتعليق حركة المسافرين إلى إيران عبر الموانئ حتى إشعار آخر، ونصحت بعدم السفر إلى قم.
ويبدو أن هذه الإجراءات غير كافية للحد من القلق المتصاعد بين العراقيين من انتشار فايروس كورونا المستجد الذي أسفر عن وفاة أكثر من 2200 شخص حتى الآن، خصوصا مع تواجد العديد من شركات النفط الصينية بكوادرها في العراق.
وبعد تأثر العديد من دول الشرق الأوسط بهذا الفايروس، دفع القلق بالعراقيين للتساؤل عن الإجراءات التي ستتّخذها سلطات بلدهم الذي يعاني من نقص في الخدمات الصحية والأدوية والأطباء.
وهناك أقل من عشرة أطباء لكل عشرة آلاف نسمة، وهو معدّل أقل بمرتين عن ليبيا التي تعيش حالة من الفوضى الشاملة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ودفع القلق بالسيد أحمد الصافي ممثل المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، إلى توجيه دعوة من خلال خطبة صلاة الجمعة إلى السلطات لاتخاذ خطوات جادة لمواجهة الفايروس، وقال إن “الاستعدادات يحب أن تكون في مستوى هذا الخطر، نناشد جميع الجهات المعنية بأن تكون على مستوى المسؤولية”.
وأعلن وزير الصحة اللبناني حمد حسن الجمعة تسجيل أول إصابة بفايروس كورونا المستجد لدى سيدة لبنانية وصلت على متن طائرة آتية من مدينة قم الإيرانية، التي يتوجه لها الآلاف من اللبنانيين سنوياً لزيارة المقامات الشيعية.
ومن شأن توسع انتشار الفايروس في إيران أن يربك علاقاتها مع دول الشرق الأوسط، وخاصة مع العراق ولبنان وسوريا، حيث تعقد قيادات إيرانية لقاءات شبه يومية مع قيادات لأذرعها في هذه البلدان ويتم تبادل الزيارات تحت يافطة البعد الديني.
ويقول مراقبون إن انتشار الفايروس سيضع النظام الإيراني في وضع صعب، بسبب إهمال قطاعات حيوية في البلاد لفائدة تمويل الجماعات الحليفة واستثمار عائدات النفط في شراء الأسلحة وعلى البرنامج النووي بدل تطوير النظام الصحي.
العرب