دخل الجدل المحيط بلقاح «كوفيد – 19» على خط التجاذبات الانتخابية بين فريق الرئيس الجمهوري دونالد ترمب والمرشح الديمقراطي جو بايدن. وأعلنت المرشّحة الديمقراطيّة لمنصب نائب الرئيس الأميركي كامالا هاريس، أول من أمس، أنّه في حال توافَر لقاح مضادّ لفيروس «كورونا» المستجدّ قبل الانتخابات الرئاسيّة المقرّرة في 3 نوفمبر (تشرين الثاني)، فهي لن تثق بما سيقوله الرئيس ترمب بشأن سلامة هذا اللقاح وفاعليّته، مشدّدة على وجوب صدور التقييم عن «مصدر موثوق به». وفي مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، قالت هاريس: «لن أثق في دونالد ترمب، وسيتعيَّن أن تكون المعلومات التي تتحدّث عن فاعليّة اللقاح وسلامته صادرة عن مصدر موثوق به. لن أوافق على كلامه».
وكانت السلطات الصحية الأميركية طلبت من حكومات الولايات اتّخاذ الإجراءات اللازمة لكي تكون جاهزة، بحلول الأول من نوفمبر، لتوزيع لقاح محتمل مضادّ لمرض «كوفيد – 19». وقال روبرت ريدفيلد، مدير المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض ومكافحتها «سي دي سي»، في رسالة أرسلها إلى حكومات الولايات الأسبوع الماضي إنّه يطلب منها «بصورة عاجلة» أن تفعل كل ما هو ضروري من أجل أن تكون مرافق توزيع اللقاح المرتقب «عملانية بالكامل بحلول الأول من نوفمبر 2020». ولفت ريدفيلد في رسالته إلى ضرورة إزالة كل العوائق الإدارية، وإصدار كل التراخيص والشهادات اللازمة كي تتمكّن هذه المرافق من العمل بكامل طاقتها في الموعد المحدّد، والذي يصادف قبل يومين فقط من الانتخابات الرئاسية.
وكان الرئيس دونالد ترمب، المرشّح لولاية ثانية في الانتخابات المقرّرة في الثالث من نوفمبر، قال الأسبوع الماضي إنّ الولايات المتحدة سيكون لديها «هذا العام» لقاح مضادّ لفيروس «كورونا» المستجدّ. وتتسابق شركات عدة لإنتاج لقاح مضادّ لـ«كوفيد – 19»، لكنّ معظم هذه اللقاحات لا تزال في مرحلة التجارب السريرية، ما يعني أنّه ليس مؤكّداً حتى اليوم أنّ أحدها سيكون فعّالاً وآمناً، لكنّ السلطات الأميركية تفضّل، من أجل توفير الوقت الثمين جداً في المعركة ضد الفيروس الفتّاك، أن تكون جاهزة للبدء بتوزيع اللقاح حين تثبت فاعليته. وقال الطبيب أنتوني فاوتشي مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية في مناسبات عدة إن اللقاح يجب أن يكون جاهزا بين نهاية العام 2020 والنصف الأول من عام 2021. وأضاف «أعتقد أنه بحلول نهاية العام الحالي، سنشعر بالراحة لأنه سيكون لدينا لقاح آمن وفعال».
الشرق الاوسط