نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، اليوم السبت، مقالا لجوناثان فريدلاند بعنوان “كوفيد 19 يكشف حقيقة ترامب وسياساته”. ويقول فريدلاند، مخاطبا القارئ: “إن كنت على وشك الشعور بنوع غير مألوف من التعاطف مع دونالد ترامب بعد إصابته بفيروس كورونا فقد قدم هذا الأسبوع تذكيرًا مفيدًا ليس فقط بشخصيته البغيضة من الناحية الأخلاقية ولكن أيضًا بالخطر الذي يمثله على الولايات المتحدة والعالم بأسره”.
وأضاف أن أحد الأدلة على ذلك يكمن في محاولته إلقاء اللوم على أقارب الجنود القتلى في إصابته بالفيروس، في إشارة من الكاتب إلى مقابلة ترامب مع شبكة فوكس نيوز والتي تحدث فيها عن اقتراب أسر الجنود القتلى المكرمين “على بعد شبر واحد من وجهي”. وقال ترامب: “إنهم يريدون معانقتي ويريدون تقبيلي”، وربما يكونون قد تسببوا في مرضه.
وأكد فريدلاند أن ترامب، الذي يتهم الآخرين بنقل الفيروس إليه، “لا يتوانى في نقل الفيروس إلى غيره”، مستشهدا بموقف ترامب الشهير، الذي يبعد فيه الكمامة عن وجهه بينما لا يكتم سعاله وهو مصاب بالفيروس، وسط حشود انتخابية، “ولا نعرف حتى الآن عدد من أصابهم بالفيروس في محاولة إثباته للقوة وللتغلب على الوباء”.
ورأى فريدلاند أن الأكثر خطورة هو ما وصفه بـ”اعتداءات ترامب على الديمقراطية”، حيث أنذر وزير العدل المخلص له، ويليام بار، من أنه سيجد نفسه في “موقف غير سار” إذا لم يوجه اتهامًا إلى باراك أوباما وهيلاري كلينتون وجو بايدن بارتكاب “أعظم جريمة سياسية في تاريخ بلدنا”، مشيرا إلى التحقيق الفيدرالي في صلات حملة ترامب لعام 2016 بروسيا.
وقال فريدلاند إن “معظم الجمهوريين يدعمون ترامب في هجومه على الديمقراطية”. ويضيف أنه كان من الملفت للنظر بشكل خاص تغريدة من السناتور المصاب بكورونا مايك لي من ولاية يوتا تقول إن الديمقراطية أقل أهمية من الحرية والسلام والازدهار – وإن “الديمقراطية يمكن أن تحبط” أحيانًا هذه الأهداف.
واعتبر الكاتب أن ترامب وأسلوبه في الحكم يأتي ملازما لتصور سام عن الرجولة، حيث يحاول إثبات “أنه رجل لا يقهر بخلع الكمامة”، بينما يسخر صحافي مؤيد له من المرشح الديمقراطي للرئاسة، جو بايدن، قائلا إن عليه أن يحمل حقيبة نسائية تتماشى مع كمامته. وأشار الكاتب إلى أن ترامب ومؤيديه “في جهلهم وتصورهم المغلوط للرجولة نسوا أن ارتداء الكمامة لا يأتي لحماية الذات ولكن لدرء الخطر عن الآخرين”.
وكان قد أعلن ترامب، الجمعة من الأسبوع الماضي، إصابته وزوجته ميلانيا بكورونا بعد أن تبين إصابة مساعدته هوب هيكس بالفيروس. ونُقل ترامب إلى مستشفى عسكري في وقت لاحق من اليوم نفسه بعد أن تدهورت صحته، قبل أن يعلن أنه يشعر بتحسن، ويغادر المشفى، مساء الإثنين.
القدس العربي