نيس (فرنسا) – يستعد مجلس الدفاع في فرنسا لعقد اجتماع الجمعة غداة الهجوم الإرهابي الذي قتل فيه ثلاثة أشخاص في كنيسة في نيس وأثار موجة استياء واسعة في البلاد وخارجها.
وقال جان فرانسوا ريكار المدعي العام لمكافحة الإرهاب المسؤول عن التحقيق إن منفذ الهجوم الذي أصيب بجروح خطيرة على يد الشرطة ونقل إلى المستشفى، وهو تونسي يبلغ من العمر 21 عاما وصل إلى فرنسا في أكتوبر بعدما نزل في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية في 20 سبتمبر.
وأعلن مصدر قضائي أن رجلا يبلغ من العمر 47 عاما، يشتبه في أنه كان على صلة به، أوقف قيد التحقيق لدى الشرطة مساء الخميس.
وبعدما تمكن فريق من شرطة بلدية نيس من شل حركته، تقدم المهاجم نحو قوات الأمن “بطريقة تهديدية مرددا الله أكبر مما اضطرها لإطلاق النار”، بحسب المدعي العام.
وأوضح ريكار أن المحققين وجدوا بالقرب منه مصحفين وهاتفين وسلاح الجريمة وهو “سكين طولها 30 سنتيمترا يبلغ طول شفرته 17 سنتيمترا”.
وندد الرئيس إيمانويل ماكرون خلال تفقده المكان الخميس ما وصفه بـ”الهجوم الإرهابي الإسلامي” وأعلن تعزيز خطة أمنية ليرتفع عدد الجنود الذين يقومون بدوريات في الشوارع من ثلاثة آلاف إلى سبعة آلاف.
وتوقع وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان المزيد من الهجمات على أراضي فرنسا بعد الهجوم الذي صدم مدينة نيس السياحية.
وقال دارمانان لإذاعة (آر.تي.إل) “نخوض حربا ضد عدو في الداخل والخارج”. وتابع “علينا أن ندرك أن مثل هذه الهجمات المروعة التي وقعت ستقع أحداث أخرى مثلها”.
وبعد الهجوم صرح ماكرون “إذا تعرضنا للهجوم فهذا بسبب القيم التي نملكها وميلنا إلى الحرية”، مشيرا أيضا إلى هجوم بالسكين تعرض له أحد حراس القنصلية الفرنسية في جدة في السعودية في الوقت نفسه تقريبا.
وأضاف “في فرنسا هناك مجتمع واحد فقط هو المجتمع الوطني. أريد أن أقول لجميع مواطنينا بغض النظر عن دينهم، سواء كانوا يؤمنون أو لا يؤمنون، إنه يجب علينا في هذه اللحظات أن نتحد ولا نستسلم لروح الانقسام”.
ووقع هجوم نيس بعد أسبوعين تقريبا على اغتيال أستاذ جامعي في منطقة باريس، بعد عرضه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد في فصل دراسي حول حرية التعبير. وسبب قتله بقطع رأسه على يد إسلامي روسي شيشاني يبلغ من العمر 18 عاما صدمة في البلاد.
ووعد ماكرون منذ ذلك الحين بأن فرنسا لن تتخلى عن هذه الرسوم.
وأثارت تصريحاته أزمة مع العالم الإسلامي حيث تتزايد الاحتجاجات والدعوات إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.
وعكست صحف الجمعة في فرنسا الصدمة التي سببها الاعتداء الجهادي في البلاد. فقد كتبت “لوفيغارو” في عنوانها الرئيسي “نيس: فلتان الوحشية الإسلامية في فرنسا”، بينما تحدثت ليبراسيون” عن “دوامة الإرهاب”، أما صحيفة “لاكروا” الكاثوليكية، فكتبت “صمود”.
ودان قادة الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الخميس الهجوم “بأشد العبارات” وعبروا عن “تضامنهم” مع فرنسا.
وقالوا “نناشد قادة دول العالم العمل من أجل الحوار والتفاهم بين المجتمعات والأديان بدلاً من الانقسام”.
كما ندد المرشحان للرئاسة الأميركية جو بايدن ودونالد ترامب بالهجوم على دولة “حليفة” للولايات المتحدة.
ودانت دول إسلامية عدة من بينها تركيا والسعودية وإيران الهجوم “بشدة”، بينما عبرت تونس من جهتها عن “تضامنها مع الحكومة والشعب الفرنسي”.
وأعلنت تونس أنها فتحت تحقيقا للتحري في حقيقة ومصداقية وجود تنظيم يدعى “المهدي بالجنوب التونسي” تبنى الاعتداء الذي وقع في مدينة نيس.
ونقلت وكالة تونس أفريقيا للأنباء عن القاضي محسن الدالي قوله إن التحقيق بدأ بعد رصد تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي تشير الى تبني العملية
وصرح الدالي أن “الملف القضائي يشير إلى توقيف المشتبه به في هجوم نيس قبل أربع سنوات، وتحديدا عام 2016، بسبب عنف في المنطقة التي يقطن بها عندما كان قاصرا.
وبدأت النيابة العامة في تونس بالتحقيق في هوية منفذ الهجوم الإرهابي في مدينة نيس الفرنسية بعد توصلها لمعلومات حول هويته التونسية.
وقال الدالي “بعد أن وردت إلينا معلومات بشأن هوية منفذ الهجوم فإننا بدأنا التحقيق لأن قانون مكافحة الإرهاب يقضي بملاحقة كل تونسي تورط في عمل إرهابي سواء داخل البلاد او خارجها”.
وتابع “نحن نقوم بالتحقيق في خطوة استباقية في حال طلب السلطات القضائية التعاون”. وأوضح المسؤول أن التحقيق يبحث أيضا فيما إذا كان هناك متعاونون داخل تونس مع منفذ الهجوم.
وأكد أن المشتبه به التونسي في هجوم نيس بفرنسا يدعى إبراهيم العويساوي مشيرا إلى أنه لم يكن مصنفا كمتشدد قبل أن يغادر تونس، كما أكد مصدر بالشرطة الفرنسية أن العويساوي غير مصنف كمتشدد في فرنسا أيضا.
وأضاف أن النيابة العمومية عهدت بالتحقيق إلى فرقة أمنية مختصة لمزيد من الأبحاث وإجراء التحريات اللازمة.
العرب