أعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب أنه طلب من إدارة الخدمات العامة البدء في عملية انتقال السلطة إلى فريق الرئيس المنتخب جو بايدن، وذلك بعد الإعلان عن خسارته في ولاية ميشيغان التي صدقت على النتائج لصالح بايدن.
وكتب بايدن في تويتر “أطلب من مديرة إدارة الخدمات وفريقها القيام بما يلزم فيما يخص البروتوكولات المتبعة”، وقال إنه وجه فريق العمل في البيت الأبيض للقيام بما يلزم فيما يتصل بالبروتوكولات المتبعة، مضيفا أن ذلك من أجل مصلحة البلاد.
من جهتها ذكرت شبكة “سي إن إن” (CNN) أن كبير موظفي البيت الأبيض تسلم نسخة من رسالة إدارة الخدمات العامة لبايدن بإمكانية بدء عملية الانتقال.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن فريق بايدن رحب بقرار ترامب الذي يتيح “عملية نقل سلسة للسلطة”.
وقبل ذلك بساعات، صدق مجلس ولاية ميشيغان على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية بالولاية ضد غريمه ترامب الذي قدم فريقه سلسلة قضايا للطعن في النتائج.
وقال مراسل الجزيرة محمد الأحمد إن تصديق ميشيغان على فوز بايدن يعد ضربة موجعة لترامب، ويمنح المرشح الفائز 16 صوتا في المجمع الانتخابي، وهو ما يعني أن الأمر بات مستحيلا على مساعي حملة ترامب لقلب النتيجة.
وكان المسؤول الجمهوري الثاني في مجلس ولاية ميشيغان قال إنه سيصوت على قرار التصديق على نتائج الانتخابات.
وفي الأثناء رفضت المحكمة العليا في ولاية بنسلفانيا الطعن الذي تقدمت به حملة ترامب بشأن 8 آلاف بطاقة اقتراع في فيلادلفيا.
وأفاد مراسل الجزيرة في وقت سابق بأن جميع مقاطعات ولاية أريزونا صدّقت على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية، على أن يصدق عليها سكرتير الولاية وحاكمها لاحقا.
فريق بايدن
وكشف الرئيس المنتخب جو بايدن عن مجموعة من أسماء أعضاء فريقه، وقال في تغريدة له “آن الأوان لإعادة ترميم القيادة الأميركية وأنا واثق في الفريق الذي اخترته لتحقيق ذلك”.
وأعلن بايدن عن بعض الأسماء قبل الموعد المحدد وهو اليوم الثلاثاء، في خطوة تعكس سعيه لتهدئة الصخب السياسي في واشنطن، واستعادة البلاد دورها القيادي على الساحة الدولية، وفق تعبير وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الرئيس المنتخب إن “هؤلاء الأفراد اختبروا الأزمات، امتحنتهم بقدر ما هم مبدعون وخلاقون”.
واختار بايدن أمس الاثنين السياسي المخضرم أنتوني بلينكن وزيرا للخارجية، كما قرر إسناد إدارة الاستخبارات الوطنية إلى أفريل هاينز (51 عاما) وذلك للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وعين وزير الخارجية الأسبق جون كيري موفدا رئاسيا خاصا لشؤون المناخ، متعهّدا اعتماد نهج يقوم على الخبرات بعد سنوات الاضطراب التي طغت على عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وعلى رأس وزارة الأمن الداخلي، سمى بايدن للمرة الأولى الإسباني الأصل أليخاندرو مايوركاس (60 عاما) المولود في هافانا والذي سيشرف خصوصا على قضايا الهجرة.
وستكون الأميركية من أصل أفريقي ليندا توماس غرينفيلد (68 عاما)، التي شغلت منصب مساعدة وزير الخارجية لشؤون أفريقيا، سفيرة لدى الأمم المتحدة، كما سمى أيضا مستشارا مقربا هو جيك سوليفان (43 عاما) ليكون مستشاره للأمن القومي.
ويعتزم جو بايدن تسمية الرئيسة السابقة للاحتياطي الفدرالي جانيت يلين وزيرة للخزانة، وفق ما نقلت وسائل إعلام أميركية عن مصدر قريب من فريق الرئيس الأميركي المنتخب.
وعمد بايدن إلى اختيار سياسيين متمرسين على عكس النهج الذي اعتمده ترامب الذي اختار غالبا شخصيات غير متمرسة في السياسة تبيّن لاحقا أنها غير مناسبة للمنصب وخرجت فجائيا من الإدارة، كما تقول وكالة الصحافة الفرنسية.
دعوات ديمقراطية وجمهورية للتسليم
وفي ظل تمسك ترامب بموقفه المشكك في نزاهة الانتخابات وعدم اعترافه بفوز بايدن، حذر رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي آدم شيف من التداعيات السلبية على الأمن القومي لبلاده إذا لم تعترف إدارة الخدمات الفدرالية، المشرفة على نقل السلطة، بفوز بايدن.
جاء ذلك في تغريدة وجه فيها شيف رسالة إلى رئيسة إدارة الخدمات العامة الفدرالية إيميلي ميرفي، قال لها فيها إن رفضها الاعتراف بفوز بايدن سيؤدي إلى ضرر جسيم طويل المدى على الأمن القومي، وعلى المعركة ضد وباء كوفيد-19، بل أكثر من ذلك.
ووصف شيف دعاوى ترامب بالتافهة، وقال إنها لن تنجح هي والمؤامرات التي لا أساس لها في إلغاء تفويض الشعب، وطلب شيف من ميرفي أن تفعل ما يمليه عليها واجبها وفورا.
ويدعو عدد متزايد من المسؤولين داخل الحزب الجمهوري الرئيس إلى قبول الهزيمة، أو على الأقل الإفراج عن التمويلات التي تسمح بانتقال سلس للسلطة بين فريق بايدن والإدارة المنتهية ولايتها.
فقد قال لاري هوغان الحاكم الجمهوري لولاية ميريلاند لشبكة “سي إن إن” (CNN) إن ترامب يجعل البلاد تبدو كـ”جمهورية موز”، داعيا ترامب في تغريدة إلى “التوقف عن لعب الغولف والإقرار بالهزيمة”.
ومنذ الانتخابات يمارس ترامب في نهاية كل أسبوع رياضة الغولف، علما أنه شارك عبر الفيديو في قمة مجموعة العشرين بكلمة تناول فيها شؤون التجارة والطاقة والضرائب، وفق البيت الأبيض.
كما قال السيناتور الجمهوري روب بورتمان إنه لا يوجد دليل على حدوث تزوير واسع النطاق من شأنه أن يغير فوز بايدن بالانتخابات، مضيفا “لا توجد عملية دستورية مقدسة بديمقراطيتنا أكثر من نقل السلطة، وحان الوقت لحل المسائل العالقة بسرعة”.
وفي السياق ذاته، نفى المتحدث باسم شركة دومينيون (Dominion) مايكل ستيل مزاعم الرئيس ترامب بشأن حصول تزوير للانتخابات من الشركة التي تبيع أجهزة وبرامج التصويت في الولايات المتحدة.
وقال ستيل في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” (Fox News) إنه ليس للشركة أي توجه سياسي، مشددا على استحالة قلب الأصوات من مرشح لصالح آخر.
المصدر : الجزيرة + وكالات