صناعة الطاقة المتجددة تفرض واقعا يربك مستقبل النفط

صناعة الطاقة المتجددة تفرض واقعا يربك مستقبل النفط

فرضت صناعة الطاقة الجديدة والمتجددة، واقعا جديدا على مصادر الطاقة التقليدية، كالنفط الخام على وجه الخصوص، والغاز الطبيعي، اللذين يتوقع أن يواصلا نموا حتى عام 2045 على أبعد تقدير.

هذه التوقعات توافقت عليها كل من منظمة البلدان المصدرة للبترول، في تقرير “آفاق النفط العالمي لعام 2020″، إضافة إلى صندوق النقد الدولي.

في المقابل، تسير صناعة الطاقة الجديدة (النووية) والطاقة المتجددة (الشمس والرياح والكهرومائية)، بنمو متسارع خاصة الطاقة الشمسية التي يتوقع لها توفير احتياجات ثلث الطاقة المستهلكة عالميا بحلول 2030.

الربيع الأخير

بلغ متوسط الطلب العالمي على النفط الخام 99.7 مليون برميل يوميا في 2019، فيما يتوقع تراجع الطلب بنسبة 9 في المئة، مدفوعة بالتأثيرات السلبية لتفشي جائحة كورونا عالميا.

وشهد أبريل/ نيسان الماضي، أوج فترة الغلق العالمي للمرافق الحياتية بسبب الفيروس، أكبر تراجع تاريخي في الطلب اليومي على النفط الخام، بلغت نسبته 29 في المئة إلى 71.2 مليون برميل يوميا.

بينما يتوقع بحسب تقرير حديث لـ”أوبك”، أن ينمو الطلب العالمي على النفط الخام بنسبة 4 في المئة بحلول 2025 مقارنة مع 2019 إلى 103.7 ملايين برميل يوميا.

وبحلول 2030، تشير توقعات “أوبك” بنمو الطلب العالمي على النفط الخام بنسبة 7.5 في المئة مقارنة مع 2019 إلى 107.2 ملايين برميل يوميا، ثم إلى 108.9 ملايين برميل يوميا بحلول 2035.

وبحلول 2040، سينمو الطلب العالمي على النفط الخام بنسبة 9.6 في المئة إلى 109.3 ملايين برميل يوميا، على أن يبدأ خريف الطلب لاحقا إلى متوسط 109.1 ملايين برميل يوميا بحلول 2045.

بذلك، يكون الطلب العالمي على النفط الخام قد نما في الفترة بين 2019 و2045 بنسبة 9.4 في المئة فقط، وهي نسبة نمو تحققت في السنوات التسعة الماضية 2011 – 2020، بينما تحتاج اليوم إلى 25 عاما.

الطاقة المتجددة

في 2018، بلغت حصة الطاقة الكهربائية المتجددة من إجمالي الطاقة المنتجة في العالم نحو 34 في المئة، بقدرة إنتاجية بلغت 171 جيجاوات من مصادر الطاقة المتجددة على مستوى العالم، ونمت في 2019 إلى 176 جيجاوات.

بينما تشكل الطاقة المتجددة من مجمل الطاقة المنتجة عالميا حاليا، نحو 18 في المئة، وتسعى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” لزيادتها إلى 30 في المئة بحلول 2030.

وبحسب بيانات “آيرينا”، فإن متوسط النمو السنوي في توليد الطاقة عبر المصادر المتجددة، تبلغ 6 في المئة، للفترة بين 2001 وحتى 2019.

وتقول “آيرينا” إن منشآت الطاقة التقليدية ستحال إلى التقاعد المبكر، بسبب اختراقات التكنولوجيا والتغير المجتمعي نحو الاستهلاك.

وتشير تقديرات الوكالة إلى أن الطاقة المتجددة ستشكل 38 في المئة من مجمل الطاقة المستهلكة في المباني، و26 في المئة في قطاع الصناعة و17 في المئة في قطاع النقل.

الشرق الأوسط

خلال وقت سابق من العام الجاري، قال صندوق النقد الدولي في تقرير، إن ارتفاع الطلب على الطاقة المتجددة وتراجع الطلب على الطاقة التقليدية بعد 2040، سيحمل تأثيرات سلبية على البلدان المصدرة للنفط.

وذكر الصندوق أن البلدان المصدرة للنفط في منطقة الشرق الأوسط، يمكن أن تستنفد ثروتها المالية الحالية في السنوات الخمس عشرة المقبلة، إذا لم يتم تنفيذ إصلاحات رئيسية.

وصندوق النقد، ليس أول من وضع توقعات بشأن انخفاض الطلب العالمي على النفط.

أواخر 2019، قال “نيل أتكينسون”، رئيس قسم صناعة النفط والأسواق في وكالة الطاقة الدولية، لشبكة CNBC إن النمو السكاني يظل القوة الدافعة للطلب على النفط، والذي قال إنه قد يبلغ ذروته في ثلاثينيات القرن الحالي.

ومنذ مطلع 2016 ومع صدمة هبوط أسعار النفط لمتوسط 26 دولارا للبرميل، من 112 دولارا منتصف 2014، بدأت دول الشرق الأوسط النفطية، بتنويع اقتصاداتها لمواجهة أية أزمات على أسعار الخام.

يقول النقد الدولي: “رغم زيادة أهمية القطاعات غير النفطية في العقود الأخيرة، فإن الكثير منها يعتمد على الطلب القائم على النفط، سواء في شكل إنفاق عام على عائدات النفط أو الإنفاق الخاص على الثروة المشتقة منه”.

(الأناضول)