ينطوي ظهور صور لزوجة الرئيس السوري بشار الأسد في المكاتب الحكومية على دلالات سياسية لاسيما مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة بين أبريل ومايو المقبلين، وسط تساؤلات حول ما إذا كان هناك توجه لأن تلعب أسماء الأسد دورا سياسيا متقدما في الفترة المقبلة.
ونشر موقع “كلنا شركاء” على صفحته الرسمية على فيسبوك صورة لاجتماع وزير التربية السوري دارم طباع مع وفد أممي، وظهرت خلف مكتبه صورة كبيرة للرئيس بشار الأسد وإلى جانبها صورة أصغر لزوجته أسماء.وتحولت أسماء الأسد في السنوات الأخيرة إلى رقم صعب في المعادلة السورية، حيث باتت تمسك بجزء من مفاتيح الاقتصاد السوري، وسط اتهامات توجه إليها بين الحين والآخر بأنها من تقف خلف الحملة الأمنية والضريبية التي تتعرض لها إمبراطورية آل مخلوف (أخوال بشار الأسد).
ويقول مراقبون إن ظهور صور لزوجة الرئيس أمر غير معهود في سوريا، وقد تزامنت مع تحركات مكثفة لأسماء وحضورها للعديد من الفعاليات الاجتماعية، حيث حرص القائمون على تلك الفعاليات على إبداء احتفاء كبير باستقبالها من خلال تعليق لافتات ونشر صور كبيرة لها على أوجه البنايات.
ولا يستبعد المراقبون أن يكون هناك توجه تقوده روسيا لتقديم أسماء إلى الواجهة، وربما طرحها كبديل على رأس السلطة، خصوصا وأنها تملك من المقومات ما يكفي للعب هذا الدور حيث أنها كانت ومنذ بداية الأزمة ضمن الحلقة الضيقة للرئيس بشار الأسد وقريبة كثيرا من صنع القرار، وقد نجحت في كسب قاعدة شعبية كبيرة في أوساط الموالاة للدور الاجتماعي والإنساني الذي اضطلعت به منذ بداية الحرب.
وأسماء الأسد هي من عائلة سنية، ما يعزز من حظوظها في لعب دور سياسي متقدم، حيث أن من الأسباب التي أدت لاندلاع الاحتجاجات في سوريا هو تحكم الأقلية العلوية لعقود بالسلطة، في مقابل تهميش للطائفة السنية التي تشكل الأغلبية في هذا البلد.
ويقول معارضون إن إمكانية أن تقدم موسكو على تعويم النظام السوري عبر أسماء الأخرس واردة، في ظل فيتو دولي على استمرار بشار الأسد على رأس السلطة، وربما ذلك من الدوافع خلف التركيز الأميركي اللافت على زوجة الأسد خلال الفترة الأخيرة.
وشبه المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جويل ريبورن، أسماء الأسد بزعيمة “مافيا”، وقال إن النظام بدأ يتعامل مع ابن بشار الأسد على أنه ولي العهد، كما تحولت زوجته من رمز للموضة إلى ما يشبه زعيمة المافيا هي وعائلتها، وبدأوا في الاستيلاء على أصول لأشخاص آخرين موجودين في سوريا.
وأكد ريبورن أن مستقبل عائلة الأسد يجب أن يقرره الشعب السوري، ولكنه يتوقع عدم اختيار المواطنين لاستمرار هذه العائلة في الحكم، وأن قدرة النظام حاليا على الاستمرار أصبحت أضعف، ولا يجب أن يتفاجأ الجميع إذا بدأ بالانهيار بسرعة.
ورجح المسؤول الأميركي استمرار فرض العقوبات من قبل الإدارة الأميركية القادمة، خاصة في ظل وجود إجماع من الحزبين على قانون قيصر، مشيرا إلى أن العقوبات التي فرضت قلصت من قدرة النظام على دعم عناصره للاستمرار بالحرب.
وفرضت الإدارة الأميركية في ديسمبر الماضي حزمة جديدة من العقوبات على النظام السوري ضمن ما يسمى بقانون قيصر، شملت أسماء الأسد وعددا من أفراد عائلتها.
Thumbnail
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حينها إن العقوبات تستهدف زوجة الرئيس بشار وأفرادا من عائلتها، وهم فواز الأخرس وسحر عطري أخرس وفراس الأخرس وإياد الأخرس وكفاح ملحم رئيس المخابرات العسكرية السورية، وفقا للقانون رقم 13894، وذلك بسبب تراكم ثرواتهم غير المشروعة على حساب الشعب السوري، من خلال السيطرة الجوية على شبكة مكثفة وغير مشروعة مع روابط في أوروبا والخليج وأماكن أخرى.
وأضاف بومبيو أن “بلاده ستواصل السعي إلى مساءلة أولئك الذين يطيلون أمد الصراع”، مشددا على أن الشعب السوري هو من سوف يقرر مستقبل سوريا.
وتستعد دمشق لإجراء انتخابات رئاسية خلال الربيع المقبل، وإلى حد الآن لم يعلن أي شخص عن الترشح للاستحقاق، بما في ذلك الرئيس بشار الأسد، الذي أعلن في مقابلة مع وكالة “نوفوستي” الروسية في وقت سابق، أنه قد يتخذ قراره مطلع العام الجاري.
وكانت روسيا انتقدت دعوات بعض الدول لعدم الاعتراف بالاستحقاق، معتبرا أنها تقوّض الأداء المستقر للمؤسسات الرسمية في هذه الدولة. ويطرح عدم إعلان الأسد حتى الآن عن ترشحه للاستحقاق تساؤلات حول ما إذا كانت هناك نية روسية للبحث عن خيارات بديلة.
صحيفة العرب