بهدف خداع العالم والوصول لأهدافها، أكدت إيران مرارا أنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، ودعمت موقفها بفتاوى دينية وتعهدات دبلوماسية تخالف ما يحدث على أرض الواقع.
وقال ماجد رافيزادة، الخبير السياسي الأمريكي ذو الأصول الإيرانية، في تصريحات صحفية، إن “إيران تقود لعبة من الخداع منذ سنوات، للحصول على سلاح نووي”، وفق ما نقله موقع “إدياتور أونلاين” السويسري.
“نظام أكثر إرهابا”.. أعين الحرس الثوري على رئاسة إيران
وأضاف: “لم يسبق أن أقر مسؤول إيراني برغبة طهران في الحصول على سلاح نووي”، مضيفا: “لكن وزير الاستخبارات، محمود علوي، وهو مستشار مقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي، أقر مؤخرًا أن إيران تسعى على الأرجح إلى هذه النية”.
وكشف علوي في تصريحات صحفية: “يجب أن أوضح أن القط المحاصر يمكن أن يتصرف بشكل مختلف عن القط الذي يتجول بحرية. إذا حوصرت إيران فليس ذنبها (السعي لامتلاك أسلحة نووية) وإنما ذنب الذين يضغطون عليها”.
ووفق رافيزادة، الباحث في جامعة هارفارد، فإن هذه التصريحات حاسمة، وتكشف أخيرا لعبة إيران الخطيرة لخداع العالم وصولا إلى امتلاك السلاح النووي، بل تجب فتوى كان خامنئي أصدرها قبل سنوات وتحرم امتلاك هذا النوع من الأسلحة.
وكان خامنئي أصدر قبل سنوات، فتوى تحظر السعي لامتلاك أسلحة نووية، وقال: “نحن نعتبر استخدام مثل هذه الأسلحة حرامًا (محرمًا شرعا) ونعتقد أنه من واجب الجميع بذل الجهود لحماية البشرية من هذه الكارثة الكبرى”.
وقال عالم السياسة الأمريكي أيضا إن خامنئي قطع بوضوح أن تصنيع أو استخدام الأسلحة النووية تحكمه القوانين الإسلامية التي يُزعم أنها تحظرها، ويؤكد على موقعه الرسمي على الإنترنت أن “الشريعة الإسلامية والفتاوى تتطلب عدم استخدام هذه الأسلحة”.
وبفتوى حظر الأسلحة النووية، حاول النظام الإيراني أن يثبت على الساحة الدولية أن برنامجه النووي يخدم الأغراض السلمية حصراً، بل إنها كانت جزءا من لعبة الخداع خلال السنوات الماضية، على حد قول الخبير نفسه.
وعندما التقى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بالسيناتور الأمريكي راند بول في عام 2019، صرح الأول بأن إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية على وجه التحديد بسبب فتوى خامنئي.
وبالفعل، وقع العالم في فخ إيران، حيث استخدم قادة ومسؤولون كبار فتوى المرشد الأعلى لدعم مزاعم إيران أنها لا تسعى لقنبلة نووية.
وفي خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2013، قال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إن “المرشد الأعلى أصدر فتوى ضد تطوير أسلحة نووية”.
فيما قال وزير خارجيته آنذاك، جون كيري، إن هذه الفتوى “تعد أعلى شكل من أشكال التحريم الإسلامي”.
ماجد رافيزادة علق على ذلك قائلا: “إذا كان القادة الغربيون يعرفون شيئا عن المؤسسة الدينية الإيرانية، ما وقعوا في هذا الفخ؛ فالفتاوى يمكن أن يتحلل منها النظام بسهولة، ويصدرها بسهولة أيضا لخدمة أهدافه”.
وتابع: “النظام استخدم فتاويه وقوانينه الدينية لقمع الشعب الإيراني لعقود وتمويل الجماعات الإرهابية في كل أنحاء الشرق الأوسط”.
وأضاف: “بعد كل هذا، ما الذي يمنع الملالي من إصدار فتوى مزيفة للترويج لموقفه المعلن، وحماية أهدافه غير المعلنة، والحصول على السلاح النووي؟”.
وتابع “إذا كان القادة الغربيون يعرفون قادة إيران جيدا، فإنهم سيدركون أنه يمكن تغيير الفتوى في أي وقت، وإذا كانوا يعرفون شيئًا عن إيران، فإنهم سيدركون أن القادة الإيرانيين صاغوا دستور البلاد بطريقة تسمح للحكومة بإصدار قوانين تنتهك القوانين المدونة التي تعطي الأولوية للأحكام والفتاوى الدينية”.
واختتم عالم السياسية البارز حديثه قائلا “بالنسبة للنظام الإيراني، يتعلق الأمر ببقاء ديكتاتوريته، ويمكنه فعل أي شيء، بما فيه الدين والسلاح النووي، لضمان ذلك”.
ومطلع يناير/كانون الثاني الماضي، بدأت إيران تنفيذ خططها لتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20 بالمئة في منشأة فوردرو النووية تحت الأرض، وهو مستوى كانت قد بلغته قبل إبرام الاتفاق مع قوى عالمية لاحتواء طموحاتها النووية.
وهو ما اعتبرته واشنطن والاتحاد الأوروبي “تطور في غاية الخطورة ومبعث قلق شديد”.