بيروت- أعلنت الرئاسة اللبنانية الإثنين المقبل، موعدا لإجراء استشارات نيابية لتسمية رئيس حكومة جديد، في أعقاب اعتذار سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق وفي خضم أزمة اقتصادية حادة.
وقالت الرئاسة، في بيان إن 26 يوليو الجاري سيكون موعدا للاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة، وتم تحديد جدول مواعيد الاستشارات في هذا اليوم للكتل والنواب المستقلين لتسمية رئيس حكومة جديد.
وجرت العادة في لبنان على أن يتولى رئاسة الوزراء مسلم سُني، ورئاسة الجمهورية مسيحي ماروني، ورئاسية مجلس النواب (البرلمان) مسلم شيعي.
والخميس، أعلن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة، بعدما تقدم الأربعاء بتشكيلة وزارية ثانية إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، لكن الأخير طلب تعديلا بالوزارات وتوزيعها الطائفي، وهو ما رفضه الحريري.
وقال الحريري “طرحت على الرئيس عون أن يحظى بوقت أطول للتفكير بالصيغة الحكومية التي قدمتها، لكنه قال إننا لن نستطيع التوافق، لذلك قدمت اعتذاري عن تشكيل الحكومة”.
فيما قالت الرئاسة، في بيان، إن الحريري “رفض كل التعديلات المتعلقة بتبديل الوزارات والتوزيع الطائفي لها والأسماء المرتبطة بها”.
وعلى مدار نحو 9 أشهر، حالت خلافات بين عون والحريري دون تشكيل حكومة لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 أغسطس 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.
وتركزت هذه الخلافات حول حق تسمية الوزراء المسيحيين، مع اتهام من الحريري ينفيه عون بالإصرار على الحصول لفريقه، ومن ضمنه جماعة “حزب الله” حليفة إيران، على “الثلث المعطل”، وهو عدد وزراء يسمح بالتحكم في قرارات الحكومة.
ومنذ نحو عامين، يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، مع تدهور مالي ومعيشي، وانهيار للعملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار، وشح في السلع الغذائية والأدوية والوقود.
ووصف البنك الدولي، مطلع يونيو الماضي، الأزمة في لبنان بأنها “الأكثر حدة وقساوة في العالم”، وصنفها ضمن أصعب 3 أزمات سجلت في التاريخ منذ أواسط القرن التاسع عشر.
وتضغط الحكومات الغربية على السياسيين اللبنانيين لتشكيل حكومة يمكنها الشروع في الإصلاح. وهددت دول غربية بفرض عقوبات وقالت إن الدعم المادي لن يتدفق قبل بدء الإصلاحات.
العرب