الكاظمي: تعرضت لـ3 محاولات اغتيال ولست خائفا

الكاظمي: تعرضت لـ3 محاولات اغتيال ولست خائفا

بغداد – كشف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأحد، أنه تعرض لثلاث محاولات اغتيال فاشلة، مؤكدا أن حكومته مصممة على مواجهة محاولات جماعات اللا دولة لاختراق الحصون الأمنية وأنه سيبحث في واشنطن سحب قواتها القتالية.

وقال الكاظمي، في مقابلة مع تلفزيون “الحدث” (مملوك للسعودية) “تعرضت لثلاث محاولات اغتيال فاشلة ولست قلقا أو خائفا”.

ولم يذكر تفاصيل بشأن أماكن وتواريخ هذه المحاولات ولا الجهات المسؤولة عنها.

وشدد على أنه سيواصل أداء مهامه وفق البرنامج الذي وضعه لإدارة البلاد.

ومنذ مايو 2020، تتولى حكومة الكاظمي السلطة، خلفا لحكومة عادل عبدالمهدي، الذي استقال أواخر 2019، تحت وطأة احتجاجات شعبية تتهم النخبة السياسية الحاكمة بالفساد وانعدام الكفاءة والتبعية للخارج.

وأكد الكاظمي أن جماعات “اللا دولة” الذين لا يريدون الخير للعراق في إشارة إلى الميليشيات التي تسعى لتحويله إلى ساحة للصراع “رسالتي لهم: أن لا خيار أمامكم سوى الدولة وأن الأعمال العبثية لا تخدم أحداً، لا تخدم العراق ولا دول المنطقة ولا مستقبل أبنائنا”.

وشدد على أن هذه الجماعات لا تحمل الإحساس بالمسؤولية إنما تحمل الروح العبثية التي تضع مستقبل العراق في خطر”.

وأشار إلى وجود تنسيق مع حكومة إقليم كردستان “وكما تحصل بعض التجاوزات في بغداد ومناطق العراق تحصل تجاوزات في الإقليم، وهذه الجماعات تحاول أن تخترق كل الحصون الأمنية لكن في المقابل هناك عمل جيد بين بغداد وأربيل وتنسيق ممتاز ونجحنا باعتقال مجموعات في الإقليم ومجموعات في بغداد”.

وتابع “نحتاج إلى الابتعاد عن المذهبية والطائفية لبناء الدولة والولاء الوطني”، مشيراً إلى أنه اختار “سياسة الصمت لا الصدام أمام تجاوزات من يؤمنون بسياسة اللادولة، والحوار هو الحل”.

واستطرد رئيس الوزراء العراقي أن “جماعات اللادولة” وراء استهداف البعثات الدبلوماسية في العراق، مشددا “سنحمي كل مؤسسات الدولة العراقية ومن يحاول أن يتجاوز على مفهوم الدولة سيكون خارج إطار الدولة”.

وعن زيارته إلى واشنطن واجتماعه مع الرئيس الأميركي جو بايدن في 26 من الشهر الحالي أشار الكاظمي إلى أنها “تأتي لتنظيم العلاقات وسحب القوات المقاتلة”، مضيفاً “نتمنى بألا نكون ساحة لصراع الولايات المتحدة وإيران”.

وأشار إلى أن زيارته هذه تهدف إلى “تنظيم العلاقات العراقية الأميركية وانسحاب القوات القتالية”. مضيفا أن الولايات المتحدة دولة مهمة وقوة عظمى ساعدت العراق في الحرب ضد داعش وهذه الزيارة لن تختص بالجانب العسكري فقط وإنما الجوانب الاقتصادية والثقافية والتعليم وكل ما يصب في مصلحة الشعب العراقي ومستقبل العلاقات بين البلدين”.

وبشأن مباحثات سرية مباشرة بين إيران والولايات المتحدة استضافها العراق قبل أشهر، قال الكاظمي إن “الحوار الأميركي الإيراني سيكون له انعكاسات على المنطقة بأكملها”.

ويشكو عراقيون من أن بلدهم صار إحدى ساحات تصفية الحسابات بين الولايات المتحدة وإيران، الذين تربطهما ملفات خلافية، بينها برنامجا طهران النووي والصاروخي وسياسة البلدين الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط.

وأكد الكاظمي “نعمل على المساعدة لإيجاد آلية للحوار بين إيران والولايات المتحدة لحل كل نقاط الخلاف بين الدولتين.

وشدد بالقول “ليس من مصلحة أحد أن يكون هناك صراع في العراق، حيث ستكون له تداعيات إقليمية كبيرة جداً، ولهذا نعمل بكل جد على التهدئة تشجيع الحوار، نتفهم مخاوف إيران في بعض القضايا، وكذلك مخاوف الولايات المتحدة، ونعمل على إيجاد آليات للعمل والتوافق بين الدولتين”.

وأوضح “نتكلم مع الإيرانيين بكل صراحة، بأن العراق بأمس الحاجة إلى الاستقرار، ونحتاج إلى علاقات دولة مع دولة مع احترام خصوصية كل بلد، ويعمل الإيرانيون بكل جد لمساعدتنا في بناء الاستقرار والدعوة إلى التهدئة في العراق، إيران دولة جارة للعراق، ونحتاج إلى الحوار المستمر”.

وقال “سنزور طهران، ولدينا ملفات كثيرة عالقة، وهناك مشتركات واجتهادات تحتاج إلى الحوار ووضع الحلول”. وأشار إلى انه إذا وصل الحوار الأميركي الإيراني إلى اتفاق ستكون انعكاساته ليست فقط على العراق إنما على المنطقة عموماً، ونتمنى لهذه المفاوضات أن تتم وتنجح لكي تضع حداً لهذا النزاع الطويل.

وبشأن الانتخابات البرلمانية المبكرة، في 10 أكتوبر المقبل، قال الكاظمي “واهم من يعتقد أنني أسعى لتأجيل الانتخابات للذهاب لحكومة طوارئ، سنعمل بكل جد لإجراء الانتخابات في موعدها”، مشيرا إلى أنه متفائل بالانتخابات ويأمل بمشاركة جيدة تعيد الاعتبار للنظام البرلماني.

وهذه الانتخابات هي أحد مطالب احتجاجات شعبية بدأت بالعراق في أكتوبر 2019.

والخميس، أعلن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مقاطعته لهذه الانتخابات، معتبرا ذلك “حفاظا على ما تبقى من الوطن، وإنقاذا للوطن الذي أحرقه الفاسدون ومازالوا يحرقونه”.

وبشأن هذه المقاطعة، قال الكاظمي “نتفهم قرار الصدر بالانسحاب من الانتخابات، وندعوه للعودة عنه”، مضيفا “نطلب من العراقيين المساهمة بالإصلاح عبر الانتخابات”.

ولفت إلى أن النظام السياسي في العراق بحاجة إلى إعادة النظر فيه بالكامل، وكذلك الدستور، وقال “نحتاج إلى آليات حقيقية صحيحة لخدمة المواطن..كانت مجالس المحافظات خطوة جيدة لكن الصراع السياسي أفسد عمل هذه المجالس”.

ونوّه إلى أن الفساد والصراع على النفوذ هما من أفسدا عملية تقديم الخدمات للمواطن ولهذا يتعيّن على الأحزاب المشاركة في الانتخابات أن تفكر بتقديم الخدمة العامة أولاً بدلاً من البحث عن الوجاهة والنفوذ السياسي.

وبخصوص اعترافات نشرتها السلطات العراقية قبل يومين لأحد المتهمين باغتيال الكاتب والخبير الأمني هشام الهاشمي، قال الكاظمي “كشفنا جميع المشاركين بالعملية، لكن بعضهم هرب إلى خارج العراق، وتم اعتقال أحد المجرمين”.

وتابع أن “المجرم الذي أُلقي القبض عليه موظف في وزارة الداخلية (ضابط برتبة ملازم أول)، لكنه ينتمي لجماعات خارجة على القانون (لم يكشف عنها)، والقضاء سيقول كلمته الحاسمة”.

وفي يوليو 2020، اغتال مسلحون الهاشمي قرب منزله شرقي العاصمة بغداد، وسط استنكار محلي ودولي، ولم تتبن أي جهة هذه الجريمة.

العرب