الدوحة ـ لليوم الرابع على التوالي تواصلت النقاشات والفعاليات في المؤتمر الـ57 للجمعية الدولية لمخططي المدن والأقاليم “آيسوكارب” (ISOCARP) المنعقد بالدوحة، والرامية إلى الوصول إلى خطط وتصورات لإنشاء مدن مستدامة وصديقة للبيئة.
وتضمن جدول اليوم الرابع والأخير للمؤتمر جلسة تستكشف وتتصور المستقبل المحتمل للتنقل الحضري، عن طريق نقاشات تفاعلية تبحث الدراسات المستقبلية المطروحة وطرق تطبيقها لضمان تحقيق التنقل الحضري المستدام بالدوحة.
كما تمت الإشارة إلى قيام قطر بتطبيق خطة التحول إلى وقود الديزل المكافئ للإصدار الأوروبي الخامس للسيارات، الذي يعتبر من أنواع الوقود الأقل تأثيرا على البيئة.
حياة صحية للبشر
وأكد المشاركون في الجلسة أن توفير وسائل نقل مستدامة (منخفضة الكربون) أصبح أمرا ضروريا لدور هذه الوسائل في تعزيز جودة الحياة وتسهيل التماسك الاجتماعي، فضلا عن كونها وسائل رخيصة ومرنة تمكن معظم الناس -خاصة في المناطق الفقيرة- من المشاركة في تحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي، عبر تسهيل الوصول إلى خدمات التعليم والرعاية الصحية وسائر الخدمات الأخرى.
ويقول مدير إدارة التخطيط العمراني بوزارة البلدية القطرية المهندس عبد الله الكراني إن وسائل النقل تتمثل مهمتها في نقل البشر والبضائع والسلع من نقطة إلى نقطة أخرى، وبالتالي، يتم إنشاء خطة خاصة بالنقل تخدم الخطة العمرانية الشاملة.
عبد الله الكراني يؤكد ضرورة أن تراعي الخطط العمرانية أو المتعلقة بالتنقل المتغيرات والأزمات المتوقعة (الجزيرة)الكراني يؤكد ضرورة أن تراعي الخطط العمرانية أو المتعلقة بالتنقل المتغيرات والأزمات المتوقعة (الجزيرة)
وأوضح الكراني -في تصريح للجزيرة نت- أن أي خطة عمرانية تتضمن محاورة عدة هدفها توفير حياة صحية للبشر، لافتا إلى أن هذه الخطة تتضمن جوانب أخرى، منها توفير وسائل نقل عام وطرق ووضع معايير للمحافظة على البيئة بالإضافة إلى مراعاة الأمور المستقبلية، مثل تغير المناخ والأزمات المتوقعة سواء كانت إقليمية أو عالمية مثل أزمة جائحة كورونا.
ويشير مدير إدارة التخطيط العمراني بوزارة البلدية القطرية إلى أن أي خطة لا بد أن تتمتع بالمرونة الكافية ويكون بإمكانها التكيف مع المتغيرات في المستقبل.
وأضاف الكراني أن الدول المشاركة في المؤتمر الـ57 للمدن والأقاليم -ومن بينها قطر- لديها مخططات وتصورات منذ سنوات؛ وبالتالي، كان المؤتمر فرصة لكل دولة لعرض أهدافها ورؤاها وتبادل النقاشات والخبرات العملية والأكاديمية بشأنها.
تخطيط يراعي التغيرات
ويلفت مدير إدارة التخطيط العمراني بوزارة البلدية القطرية إلى أن كل دولة لديها أهدافها وأحلامها، ولكن تحقيقها ينصب في فهم المعطيات التي تواجه كل دولة، موضحا أن التحدي الذي يواجه دول الخليج مثلا هو ارتفاع درجة الحرارة، وبالتالي يتعين على كل مخطط مراعاة هذه الظروف ويتعامل معها، وهذا ما تقدمه مثل هذه المؤتمرات والفعاليات.
وأكد الكراني أن اختيار مدينة “مشيرب” لاستضافة المؤتمر كان خير مثال ورسالة من دولة قطر إلى كل المشاركين، لإظهار قدرتها وجهودها لتحقيق الاستدامة وأنها تسعى دائما إلى الأفضل، منوها إلى أن استضافة الدوحة للمؤتمر قبل عام من إقامة بطولة كأس العالم تبعث برسائل -عبر المخططين العالميين بالمؤتمر- عن كيفية تخطيط المؤسسات القطرية وتناغمها فيما بينها في إنجاز الأعمال لاستضافة حدث عالمي قادم وهو مونديال 2022.
المهندس علي عبد الله يقول إن قطر سباقة في مجال عمل الخطط سواء المتعلقة بالتخطيط العمراني أو النقل المستدام (الجزيرة)المهندس علي عبد الله أكد أن قطر سباقة في مجال عمل الخطط المتعلقة بالنقل المستدام (الجزيرة)
من جهته، يقول رئيس هيئة التخطيط والتطوير العمراني السابق في وزارة البلدية القطرية المهندس علي عبد الله إن دولة قطر سباقة في مجال عمل الخطط سواء المتعلقة بالتخطيط العمراني أو النقل المستدام، مشيرا إلى أن النهضة العمرانية الكبيرة التي تشهدها قطر مبنية على أسس قوية، سواء ما يتعلق منها بالبنية التحتية أو الطرق وتتواكب مع أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف عبد الله -في تصريح للجزيرة نت- أن انعقاد المؤتمر الـ57 للجمعية الدولية لمخططي المدن والأقاليم في الدوحة فرصة للتعريف بالتطوير والمشاريع الكبيرة التي نفذتها قطر، خاصة في مجال النقل ومنها تنفيذ مشروع “الريل” (المترو)، والطرق، ومسارات الدراجات الهوائية، والمشي، والمساحات الخضراء المنتشرة في كل مكان.
ولفت إلى أنه بالرغم من أن خطة النقل الخاصة بدولة قطر لم يتم إنجازها بشكل كامل، فإن ما تحقق على أرض الواقع يعد إنجازا كبيرا، معتبرا أن إقامة مونديال 2022 لكرة القدم في قطر سيكون فرصة قوية لاختبار الخطة الشاملة سواء في مجال التخطيط العمراني أو النقل، حيث من المقرر أن تستقبل الدوحة مئات الآلاف من المشجعين.
المصدر : الجزيرة