أُعلن في بغداد، ليل أمس الأربعاء، تشكيل تحالف سياسي جديد ضم كتلتي “تقدم” برئاسة رئيس البرلمان المنحل محمد الحلبوسي، و”عزم” برئاسة خميس الخنجر، اللذين اتفقا على دخول جلسة البرلمان الأولى المقرر عقدها يوم الأحد المقبل بتحالف موحّد.
وضم التحالف الجديد 64 نائباً (من أصل 329)، يمثل أغلب نواب المحافظات العراقية المحررة من تنظيم “داعش” الإرهابي.
ودعا تحالف “تقدّم الوطني” برئاسة الحلبوسي، في بيان له صدر ليل أمس الأربعاء، تحالف “عزم” برئاسة الخنجر، إلى الدخول معه في تحالف جامع، “قبيل انعقاد الجلسة، الأولى للبرلمان الجديد”، مؤكداً أنّ “التحالف الجديد يأتي إيماناً بضرورة توحيد المواقف لتحقيق وحدة العراق وسيادته، وحفظ حقوق جماهيرنا”.
وأكد تحالف “تقدّم الوطني” في بيانه رغبته “الصادقة بتوحيد العمل السياسي في محافظاتنا المحررة وتحت راية واحدة”، داعياً “تحالف العزم ورئيسه خميس الخنجر معه إلى قيادة المرحلة المقبلة بتحالف جامع مع تحالف تقدم الوطني”.
ورحّب من جهته، رئيس كتلة “عزم” خميس الخنجر، بدعوة كتلة “تقدم”، معتبراً أنها “خطوة تاريخية”.
الصدر يستقبل الحلبوسي في منزله بالنجف (واع/ تويتر)
تقارير عربية
حوار القوى العراقية ما بعد الانتخابات: الحلبوسي يزور الصدر في النجف
وقال الخنجر، في بيان له، إنه “في الوقت الذي نثمّن موقف (تقدم) في جمع الشمل وعدم الاستماع للضغوط التي حاولت وتحاول إبعادنا عن العمل المشترك الذي يخدم جماهيرنا، فإننا نعلن ترحيبنا بهذه الخطوة التاريخية الوطنية الكبيرة”. وأكد: “ماضون معاً في خدمة العراق وحماية حقوق أهلنا”.
بدوره، أشار النائب الفائز عن “تقدم” عبد الكريم عبطان، إلى أنّ الخطوة جاءت بعد حوارات وتفاهمات مشتركة بين الجانبين، معتبراً أنها نواة لتوحيد المواقف بين القوى السياسية.
وقال عبطان، لـ”العربي الجديد”، إنّ “العمل بين تقدم وعزم سيكون عملاً مشتركاً، ولا سيما أنّ الهموم هي مشتركة أساساً، والتي تركز على خدمة الشعب أولاً، والاهتمام بالمحافظات المحررة التي عانت الكثير خلال احتلال داعش لها، ومناطق حزام بغداد، وغيرها من الملفات التي ستكون من أولى أوليات عمل تحالفنا المشترك”.
أنصار للتيار الصدري بالعراق
تقارير عربية
العراق: لقاء مفاجئ يجمع الصدر والحلبوسي عشية تظاهرات الخاسرين
وتابع: “نحتاج خلال الفترة المقبلة والتي سيلتئم فيها البرلمان الجديد، إلى عمل استراتيجي وجهد لتحقيق تطلعات شعبنا”، مشيراً إلى أنّ “الاتفاق جرى بتفاهمات مسبقة بين الكتلتين ورئيسيهما، اللذين أدركا أهمية الدخول للجلسة البرلمانية الأولى بكتلة واحدة، وقد تمّ الاتفاق الذي نأمل أن يكون كنواة تشجع القوى الأخرى للتقارب بتحالفات موحدة”.
وأشار إلى أنّ “عمل البرلمان المقبل وتمرير القوانين التي تهمّ الشعب، تحتاج إلى توحيد المواقف والتفاهمات ووجود نضج سياسي بين القوى”.
ومن المفترض أن يتفق التحالف الجديد، على ترشيح رئيس للبرلمان العراقي، على اعتبار أنّ المنصب من حصته، وفقاً لما جرى عليه العرف السياسي في العراق خلال الدورات البرلمانية السابقة بعد عام 2003.
وتأمل القوى السياسية العراقية المضي بالإجراءات الدستورية، واختيار رئيس البرلمان ونائبيه في الجلسة الأولى، تمهيداً لتنصيب رئيس جمهورية ثم رئيس للبرلمان العراقي.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح، قد دعا، أمس الأربعاء، إلى تشكيل حكومة “قادرة على التصدي للتحديات” التي تواجهها البلاد، مشدداً على “معالجة الأزمات وتحقيق الإصلاح الجذري وتلبية تطلعات الشعب وتثبيت الحكم الرشيد”.
العربي الجديد