قد يكون التصويت خلال الجلسة الخاصة الطارئة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة حول أوكرانيا هو المعيار الأوضح من حيث الشكل على طبيعة مواقف الحكومات العربية من هذا الملف، فقد انضمت 15 دولة عربية إلى المصوتين على القرار غير الملزم الذي يدين العدوان الروسي، وامتنعت الجزائر والسودان والعراق، وعارض النظام السوري، واختار مندوب المغرب أن يتغيب عن الجلسة. وأما من حيث المضمون الفعلي للمواقف فإن رهانات شتى وتحديات عديدة حكمت وتحكم المواقف من موسكو عملياً، ثمّ من الولايات المتحدة وأوروبا والحلف الأطلسي استطراداً. وإذا كان لافتاً أن يمتنع العراق عن التصويت رغم ميزان علاقات واشنطن وبغداد، فإن خلفية ارتباطات البلد بالمحور الإيراني حتمت هذا الخيار. والأيام والأسابيع المقبلة سوف تكشف عن مزيد من الاستحقاقات أمام الدول العربية، بحيث يصبح تجانس الشكل مع المحتوى أمراً واجباً.
القدس العربي