الرياض/ واشنطن – لا تقف زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية، والتي من المقرر أن تتم في منتصف الشهر المقبل، عند الأبعاد الثنائية المباشرة بين البلدين بل ستتحول إلى قمة إقليمية من بين أهدافها توسيع دائرة السلام الجديد “ودمج إسرائيل في الشرق الأوسط”، كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.
وتعتقد أوساط دبلوماسية خليجية أن زيارة بايدن ستؤسس في مرحلة أولى لمصالحة أميركية – سعودية من خلال اللقاء المنتظر بين الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو لقاء سيفتح الطريق أمام تجاوز مختلف نقاط الخلاف إما بالتسوية أو بتأجيلها إلى مناسبة أخرى، خاصة ما تعلق منها بموضوع النفط والانفتاح السعودي على شراكات اقتصادية ودفاعية أخرى.
وترى هذه الأوساط أن المصالحة السعودية – الأميركية ستمهد لمناقشة القضايا الإقليمية الأخرى الأكثر أهمية، من ذلك حرص بايدن على دعم مسار السلام العربي – الإسرائيلي الجديد الذي يعرف بالاتفاقيات الإبراهيمية، وأن الرئيس الأميركي سيعمل على فتح قنوات التواصل بين السعودية وإسرائيل، وهي الخطوة المهمة التي لم تقطع بعد في هذا المسار.
ولا تمانع السعودية في فتح قنوات التواصل مع إسرائيل، لكنها تشترط أن يتم ذلك بعد حصول اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين. ويبدو أن هذا الشرط من الصعب تحقيقه الآن، لكن يمكن التمهيد له بجملة من التفاهمات وإعلان نوايا بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال جولة بايدن التي ستنطلق من إسرائيل وينتظر أن يلتقي خلالها بينيت وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ينتظر لفتة أميركية لإشراكه في المسار الجديد بعد أن غيّبته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
بايدن سيؤكد خلال زيارته إلى إسرائيل التزام الولايات المتحدة تجاهها، والذي يشمل مليارات الدولارات من الدعم العسكري
وتقول الأوساط ذاتها إن عباس وبينيت من السهل أن يعلنا عن تفاهمات جديدة في لقاءاتهما ببايدن سواء بشكل منفرد أو في قمة ثلاثية مصغرة، وهو ما من شأنه أن يرفع الحرج عن السعودية التي باتت منشغلة بقضاياها ومشاريعها الكبرى ذات البعد الاستراتيجي عن الخوض في معارك الماضي أو البحث عن دور تقليدي في ملفات تجاوزها الزمن.
ومن المقرر أن يعقد بايدن خلال زيارته إلى السعودية قمة مشتركة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الثلاثاء إن الرئيس الأميركي سيساعد إسرائيل على تعزيز علاقاتها في المنطقة والارتقاء بتحالفها مع واشنطن إلى آفاق جديدة خلال رحلته إلى الشرق الأوسط الشهر المقبل.
وأضاف مكتب بينيت في بيان أن الزيارة ستساعد على “دمج إسرائيل في الشرق الأوسط”، شاكرا بايدن على ما يبذله من جهود لتعزيز مصالح إسرائيل المشتركة مع السعودية.
ويشير مراقبون إلى أن توسيع التحالف العربي – الإسرائيلي يمكن أن يكون عنصرا مهما في أجندة مختلف الأطراف خاصة تجاه إيران، بما في ذلك السعودية التي سيكون من مصلحتها الضغط على طهران وكف أذرعها في المنطقة ومنعها من تهديد الأمن القومي للمملكة، وهو العنصر الذي ترفعه إسرائيل كمدخل لاندماجها في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاً: تل أبيب تدعو إلى تحالف إقليمي بقيادة واشنطن في مواجهة إيران
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الثلاثاء إن على إسرائيل والدول العربية التي تشاركها المخاوف بشأن إيران أن تعزز قدراتها العسكرية تحت رعاية واشنطن، وذلك قبل الزيارة التي سيقوم بها بايدن إلى المنطقة.
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي في خطاب إلى التقارب الحاصل في العلاقات الأمنية بين إسرائيل ودول الخليج في إطار حملة دبلوماسية برعاية الولايات المتحدة عام 2020، وكذلك مصر والأردن، وقال إن هناك جهودا لتوسيع هذا التعاون.
وقال وفقا لنص رسمي “في مواجهة العداء الإيراني… المطلوب ليس فقط التعاون، بل أيضا حشد قوة إقليمية بقيادة أميركية، مما سيعزز قوة جميع الأطراف المعنية”.
وكان البيت الأبيض قال الثلاثاء إن بايدن سيلتقي ولي العهد السعودي في إطار رحلة إلى الشرق الأوسط في منتصف الشهر المقبل.
وأضاف البيت الأبيض في بيان أن بايدن سيتوجه إلى الشرق الأوسط في الفترة الممتدة من الثالث عشر من يوليو إلى السادس عشر من الشهر ذاته، إذ يبدأ زيارته بإسرائيل والضفة الغربية قبل أن يصل إلى جدة في السعودية حيث من المتوقع أن يلتقي قادة في المنطقة في إطار قمة مجلس التعاون الخليجي.
وتأتي زيارة بايدن إلى المملكة في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأميركي إيجاد سبل لخفض أسعار البنزين في الولايات المتحدة.
ووافقت مجموعة الدول المنتجة للنفط المسماة أوبك+، والتي تقودها السعودية، في الآونة الأخيرة على زيادة الإنتاج للمساعدة على خفض الأسعار.
وخلال زيارته إلى إسرائيل سيؤكد بايدن التزام الولايات المتحدة تجاهها، والذي يشمل مليارات الدولارات من الدعم العسكري.
وسيتناول التحادث مع بينيت الدعم الأميركي للجيش الإسرائيلي، لاسيما لنظام الدفاع الجوي المضاد للصواريخ (القبة الحديدية)، على خلفية توترات يغذيها الفشل حتى الآن في إحياء الاتفاق حول الملف النووي الإيراني الذي أبرم بين طهران وست دول كبرى وانسحبت منه واشنطن خلال فترة رئاسة دونالد ترامب.
وقال المسؤول الأميركي رافضا الكشف عن هويته “سيزور الرئيس في إسرائيل على الأرجح منطقة يستخدم فيها هذا النظام ويتحدث عن آخر الاختراعات في بلدينا في مجال استخدام تقنيات الليزر المضادة للصواريخ وللأخطار الجوية الأخرى”. وشدد على أن بايدن “سيجدّد التزام إسرائيل الحازم بأمن إسرائيل”.
وقال المسؤول إن الرئيس الأميركي سيعقد أيضا قمة افتراضية مع زعماء إسرائيل والهند والإمارات كوسيلة لإثبات أن الشراكات الإقليمية تمتد إلى ما وراء الشرق الأوسط.
وأضاف أن بايدن يعتزم خلال وجوده في الضفة الغربية عقد لقاء مع الرئيس الفلسطيني وقادة آخرين لتأكيد التزامه بحل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين.
العرب