أشاد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية، كلاعب مهم في المنطقة، مؤكداً أهمية تنمية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك الربط الكهربائي. وقال السوداني خلال مؤتمر صحافي، مساء أول من أمس (الثلاثاء) عقب الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، إن «العراق حريص على عمقه العربي ودوره الريادي والمطلوب في المنطقة، وبناء العلاقات المتوازنة مع الأشقاء والأصدقاء».
وأضاف، أن «المملكة العربية السعودية دولة مهمة في المنطقة ويربط العراق معها علاقات تاريخية، وهناك مبادرات وأنشطة في الحكومات السابقة، وعلى مستوى المجلس التنسيقي الأعلى بين العراق والسعودية».
وبشأن مشروع الربط الكهربائي بين البلدين الذي أبرمته حكومة سلفه مصطفى الكاظمي، قال السوداني بأن «هناك مشروعاً مشتركاً في مسألة الربط الكهربائي، وأكثر من مقترح من الممكن تفعيله بالشكل الذي يطوّر العلاقة وينميها على الجانب الاقتصادي، وفي الوقت نفسه توحيد المواقف والتنسيق، تجاه مختلف القضايا التي تنعكس على استقرار المنطقة».
وشدد، على أن «العراق حريص على هذا الدور وهو الدور الطبيعي لأن يكون رائداً في المنطقة، وبالشكل الذي يخدم مصالح البلدان وفق قاعدة الاحترام المتبادل، وحفظ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».
وحول علاقة العراق بمنظمة «أوبك» وأسعار النفط قال السوداني، إن «العراق حريص على ثبات الأسعار وألا تقل عن 100 دولار، وألا يؤثر مستوى العرض والطلب على معدلات النمو والأسعار بشكل عام، ونحن منفتحون على الحوار بشأن التخفيض»، مبيناً في الوقت نفسه، أن «العراق جزء من منظمة (أوبك) وهو دولة مؤسسة لها، وثالث دولة على مستوى الإنتاج بمقدار 4.650 مليون برميل باليوم».
وأوضح، أن «وجهة نظرنا أن العراق يرى وجوب إعادة النظر في حصّته من الإنتاج لاعتبارات عدة؛ أولاً لأنه ثالث دولة على مستوى المنظمة، والتزايد السكّاني وصل إلى 41 مليون نسمة.
وهو كان محروماً من التصدير طيلة التسعينات، كما أن الإرهاب بعد 2003، وما خلفه من دمار يتطلب وجود تخصيصات تسهم في إعادة الإعمار؛ لكن هذا كله قائم على الحوار مع الشركاء في (أوبك)».
وبشأن العلاقة مع إقليم كردستان، حيث تزمع حكومة الإقليم إرسال وفد إلى بغداد لحل المشاكل العالقة بين الطرفين قال السوداني، إن «النية والإرادة والعزيمة لحل المشاكل مع إقليم كردستان العراق كلّها موجودة؛ بدليل التوصل إلى اتفاق سياسي ووقوع نقاش مستفيض ولقاءات»، مضيفاً أنه «تم تثبيت خريطة طريق تم تضمينها في المنهاج الوزاري وصُوّت عليها في مجلس الوزراء، في كل الملفات؛ المنافذ الحدودية والأجهزة الأمنية والبيشمركة والألوية والرسوم والمستحقات السابقة وقانون الموازنة، فضلاً عن قانون النفط والغاز».
وأكد جاهزية حكومته «لمناقشة الموازنة مع حكومة إقليم كردستان العراق»، لافتاً إلى أن «وزير النفط يجري مشاورات مستمرة مع وزير الثروات الطبيعية في حكومة الإقليم؛ بشأن المسوّدة التي يتّفق عليها؛ لمشروع قانون النفط والغاز».
وحول ما عُرف بسرقة القرن وما أحاط بها من ملابسات، أكد السوداني، أنه لا يزال يجري الحديث عن أرقام مختلفة، لكنه لا يوجد رقم رسمي محدد لمعرفة حجم السرقة، مردفاً بالقول، إنه «ولغرض الوضوح أمام شعبنا، وحتى أمام الرأي العام الدولي، دأبنا على البحث المستمر خلال الأيام الماضية من أجل أن يكون لدينا رقم حقيقي لحجم المال المنهوب؛ ولذا صار التعاقد مع إحدى الشركات التدقيقية العالمية الكبرى؛ لأغراض التدقيق في الأمانات الضريبية والجمركية، وثبّتنا هذا المشروع في وزارة التخطيط من أجل الحصول على تقرير واضح من شركة عالمية متخصصة، تحدد حجم الأموال المسروقة في هذا الملف، وعلى أساسها سنتمكن من المتابعة». الى ذلك، أكد أستاذ الإعلام في جامعة أهل البيت الدكتور غالب الدعمي، أن «هناك مؤشرات على أن السوداني سوف يكمل ما بدأته الحكومات السابقة وبخاصة حكومة الكاظمي على صعيد العلاقة مع المحيط العربي». وقال الدعمي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «أي حكومة تريد أن تحقق إنجازاً داخلياً وتحقق سلاماً وتنمية اقتصادية لا بد لها أن تحسن علاقاتها بالمحيط الإقليمي، وهذا هو أساس الدولة الناجحة».
وأضاف الدعمي، إنه «انطلاقاً من ذلك أستطيع القول، إن السوداني سوف يستمر في هذا الملف وسوف يكمل المهمة التي كان بدأها سلفه الكاظمي على هذا الصعيد في تحسين علاقاته مع دول الخليج العربي وفي المقدمة السعودية؛ كون هذه الدول مهمة على الصعد السياسية والاقتصادية ولها شراكات عالمياً على الصعد كافة».
الشرق الاوسط