نشرت صحيفة “التايمز” اللندنية تقريرا يفيد بأن هناك عدة تقارير تشير إلى إصابة القائد العام لفيلق القدس في الحرس الجمهوري الإيراني قاسم سليماني خلال معارك حلب، وألقت هذه التقارير الضوء على العمليات العسكرية السرية التي تقوم بها إيران في سوريا عن طريق آلاف “المتطوعين” الإيرانيين.
وتقول الصحيفة إن اللواء سليماني أصيب إصابة غير خطيرة في المعارك بقرب حلب، بحسب مؤسسة رصد التي تتخذ من لندن مقرا لها. مشيرة إلى أن سليماني يعد من أكثر العسكريين إجلالا في إيران، وقاد العمليات الخارجية للحرس الثوري منذ عام 1998.
ويشير التقرير إلى أن سليماني يعزى إليه بناء حزب الله ضد إسرائيل والمليشيات الشيعية في العراق لمحاربة أمريكا وبريطانيا عام 2003. وهو مدرج على قائمة الحكومة الأمريكية للإرهاب. ومنذ عام 2013، أصبح سليماني شخصية عامة، ويوصف بأنه صاحب تكتيك حربي انتهازي في العراق وسوريا، ومحبوب الجماهير الإيرانية.
وتستدرك الصحيفة بأنه بالرغم من سرية الكثير من الأعمال العسكرية التي يقوم بها سليماني، إلا أنه حظي بالمرتبة الثانية في التصويت على “إيراني العام”.
وينقل التقرير عن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن رامي عبدالرحمن، قوله إن سليماني جرح “بينما كان يقود عمليات عسكرية على أطراف العيس، التي تقع تحت سيطرة القوات المؤيدة للنظام”.
وأضاف مدير المرصد، الذي يعتمد على شبكة من المصادر داخل سوريا: “هناك أعداد كبيرة من المقاتلين الإيرانيين في المنطقة”. وتم تأييد خبر جرح سليماني من مصدر أمني داخل سوريا، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وانتشرت إشاعات إصابة أو مقتل اللواء سليماني في المجتمع الإيراني كالنار في الهشيم.
وتورد الصحيفة أن المتحدث باسم الحرس الثوري، رمضان شريف، أنكر صحة تلك التقارير، وقال إن اللواء “بصحة جيدة ويملؤه النشاط”. وأضاف شريف: “إن سليماني يساعد المقاومة الإسلامية في سوريا والعراق”، بحسب وكالة أنباء “سباه نيوز” التابعة للحرس الثوري الإيراني.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن مصادر في إيران ذكرت أن اللواء سليماني غادر سوريا لأسباب صحية، ولا علاقة له بأي إصابة في ميدان المعركة.
وتفيد الصحيفة بأن صورة أفرج عنها إعلام الدولة هذا الأسبوع، لإثبات أن سليماني لا يزال في سوريا، تبين بأنها صورة أخذت له في العراق قبل أكثر من شهر.
ويذكر التقرير أن وكالة أنباء فارس سعت أمس للسخرية من أخبار إصابة سليماني، فقالت: “حتى سليماني يصاب بالزكام ويذهب إلى المستشفى للعلاج، ولكنهم يبالغون بالقول بأنه أصيب بشظايا، أو أنه أصيب بنوبة قلبية”.
وتكشف الصحيفة عن أن حرب إيران السرية في سوريا تميزت بخسائر كبيرة لقيادة الجيش، بحسب المحللين. واعترفت إيران بأنها خسرت 18 جنرالا في سوريا، ولكن تقارير أشارت إلى مصادر من حزب الله تقول بأن العدد قد يصل إلى 60 جنرالا. مشيرة إلى أن هناك تقارير بمقتل عميد وعقيد من الحرس الثوري الإيراني خلال الشهر الحالي، بالقرب من حلب. وكان اللواء حسين الهمذاني، وهو أحد الشخصيات المرموقة في الوحدة، قتل في المنطقة ذاتها.
وبحسب التقرير، فقد قتل حوالي 60 من الحرس الثوري منذ بدء الهجوم المدعوم روسيا، الذي أطلق عليه: “عملية الانتقام القاسي” في 6 تشرين الأول/ أكتوبر، ويعتقد المحللون أن الرقم أكبر من هذا بكثير.
وتؤكد الصحيفة أن هذه الأرقام لا تتضمن أعداد المتطوعين الشيعة من العراق، الذين يقضون في القتال في سوريا. وقال مسؤول أمريكي الشهر الماضي إن المعلومات الواردة تشير إلى أن إيران حشدت أكثر من ألفي مقاتل إيراني لهجومها على جنوب حلب. وقالت الفصائل السورية المقاتلة إن مشاركة الجيش السوري في المعارك جنوب حلب كانت رمزية.
وتختم “التايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن المتحدث باسم مجموعة مقاتلين فاستقم شريف دملخي، قوله: “الإيرانيون هم من يقود المعركة في ريف حلب الجنوبي. والمقاتلون هم بشكل رئيسي من المرتزقة الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين والأفغان”.
موقع عربي 21