السوداني يستأنف جولاته الخارجية وعينه على علاقات متوازنة مع واشنطن

السوداني يستأنف جولاته الخارجية وعينه على علاقات متوازنة مع واشنطن

يعتزم رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إجراء جولة جديدة تشمل ألمانيا وفرنسا في زيارة تعد الأولى له منذ تسلمه منصب رئاسة الحكومة العراقية نهاية العام الماضي، في حين تستمر الترجيحات حول زيارته المرتقبة وغير المعلنة والمحددة حتى اللحظة إلى الولايات المتحدة الأميركية وسط ضغوط سياسية للتفاوض حول الوجود الأميركي في العراق وقضايا أخرى ذات صلة في العلاقات بين بغداد وواشنطن.

وتتطلع حكومة السوداني إلى “مسك العصا” من الوسط في ظل الخلافات بين قطبي الصراع طهران وواشنطن وعدم تكرار سيناريو حكومة رئيس وزراء العراق الأسبق حكومة عادل عبدالمهدي.

ويوم الأحد، أسقطت أنظمة الدفاع الجوي طائرة مسيرة فوق قاعدة عين الأسد الجوية التي تستضيف قوات أميركية.

تهيئة الأجواء مع واشنطن 

وتوقع الباحث السياسي نبيل جبار العلي أن تأثير إسقاط المسيرة قد لا يكون كبيراً على سير الحوارات المرتقبة بين السوداني والإدارة الأميركية، خصوصاً أنه لم يتم الكشف عن طبيعة مهامها، فهل كانت بمهمة هجومية أم استطلاعية؟ وحادثة الطائرة المسيرة تصادفت مع الذكرى السنوية للهجوم الصاروخي الباليستي الذي أقدمت عليه طهران كعملية ثأرية على حادثة المطار في العاصمة العراقية بغداد.

وأضاف، “تعيش القوات الأميركية والمجموعات المسلحة المناهضة لها في العراق حالة من الهدنة غير المعلنة، والتي يعتقد أن جرى ترتيبها منذ فترة، وخلال هذه الفترة تحاول حكومة السوداني تهيئة الأجواء مع الولايات المتحدة والتفاوض معها حول الوجود الأميركي في العراق”.

وأشار إلى أن السوداني يحمل طلبات القوى السياسية الشيعية إلى واشنطن قريباً، ويمتلك تفويض إجراء المفاوضات لتحقيق أهداف تدفع القوات الأميركية للانسحاب بشكل كامل من العراق، وقد ينجح السوداني في هذه المهمة بناءً على رغبات وتطلعات أميركية تسير في الاتجاه نفسه.

زيارة اعتيادية

في حين، وصف القيادي في ائتلاف دولة القانون، وائل الركابي، زيارة إلى واشنطن بـ”الاعتيادية”. وقال في تصريح صحافي إن “هنالك نية لزيارة السوداني لواشنطن، إلا أن الموعد لم يحدد حتى الآن، والزيارة إذا ما تحققت ستكون اعتيادية”.

واستدرك قائلاً، “الزيارة إذا ما تحققت فإن الأمر طبيعي جداً في ظل جولاته وزياراته إلى الأردن وإيران والمؤتمرات”. وأضاف، “زيارة السوداني إلى واشنطن متوقعة ليتم التفاوض على كثير من القضايا التي تخص البلاد والمصالح المشتركة”.

بدوره، كشف العضو في تحالف الفتح أبو ميثاق المساري عن أنه يجري التحضير لزيارة رئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة على رأس وفد رفيع المستوى لبحث عديد من الملفات التي تخص الشأن العراقي. ولفت في تصريح صحافي إلى وجود قنوات تواصل مع الدبلوماسية الأميركية للترتيب للزيارة المرتقبة.

الجانب الاقتصادي

للجانب الاقتصادي في علاقات البلدين دور كبير، إذ يقول الباحث الاقتصادي بسام رعد، “تضمنت اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق التي وقعت عام 2008 وصادق عليها مجلس النواب العراقي أسس التعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة بين البلدين”.

واستكمل، “من المؤمل أن تسهم زيارة رئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة في تفعيل التعاون الاقتصادي بما يخدم المصالح العليا للعراق والعمل على إعادة البناء والتنمية ودمج العراق بالاقتصاد العالمي، حيث إن المصالح الاقتصادية والتجارية تتطلب العمل المشترك لتعزيز العلاقات في هذا الجانب، فالعراق يتمتع بوجود احتياطات ضخمة من النفط الذي يعد عصب الطاقة حالياً، كما أنه يعد دولة نامية بحاجة ماسة إلى التكنولوجيا والخبرات الفنية والسلع الرأسمالية، وهذا الوصف يتطلب من البلدين العمل على توسيع التبادل التجاري وإزالة كافة العوائق التي تحد من هذا التبادل من أجل إعادة بناء وتأهيل البنية التحيتة الاقتصادية للعراق، إضافة إلى تنمية قطاعات النفط والكهرباء”.

وعلى الرغم من أن تحديات العلاقة بين البلدين ليست بالقليلة، لكن المصلحة العليا للعراق تتطلب إدامة حوار التعاون الاقتصادي من أجل المساهمة في إعادة الإعمار وتنمية الاقتصاد، بحسب رعد.

جولة خارجية جديدة

ويستأنف السوداني جولاته الخارجية، حيث من المتوقع أن يجري زيارة إلى برلين في 13 يناير (كانون الثاني) الحالي، بعد أن تسلم في وقت سابق دعوة رسمية من السفير الألماني لدى بغداد مارتن ييغر.

والأحد الماضي، بحث وزير الخارجية فؤاد حسين مع السفير الفرنسي الاستعدادات الجارية لزيارة السوداني إلى باريس.

وذكرت وزارة الخارجية في بيان أن “نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين بحث مع السفير الفرنسي لدى بغداد إيريك شوفالييه الاستعدادات الجارية لزيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى باريس نهاية الشهر الحالي”.

وأضافت أن “زيارة السوداني تهدف إلى مناقشة التحديات الإقليمية والدولية وتحقيق المصالح المشتركة والتأكيد على دور العراق الحيوي لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وأشارت الوزارة إلى أنه “جرى خلال اللقاء أيضاً بحث المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين بغداد وباريس بما يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين”. وأردفت، “كما تناول اللقاء التنسيق والتعاون لتحقيق الزيارات المتبادلة عالية المستوى بين مسؤولي كلا البلدين في إطار التعاون الثنائي المشترك بين البلدين الصديقين”.

اندبندت عربي