بعد موافقة مجلس العموم البريطاني على المشاركة في الغارات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، باتت خارطة القوى التي تقاتل عناصر تنظيم في سوريا والعراق على الشكل التالي:
* الجيشان السوري والعراقي
سوريا: يبلغ عدد الجيش 178 ألف رجل، حسب المؤسسة الدولية للدراسات الاستراتيجية، أي نصف ما كان عليه تقريبا في 2011، بسبب القتلى والانشقاقات. ويعتمد على ميليشيات (من 150 إلى مئتي ألف عنصر) أبرزها قوات الدفاع الوطني (90 ألفا).
وتتهم البلدان الغربية والعربية المنضوية في إطار الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن النظام السوري بتركيز هجماته على المقاتلين الذين تصفهم بـ”المعتدلين” وليس على تنظيم الدولة الإسلامية.
العراق: يبلغ عديد الجيش 177 ألف رجل (المؤسسة الدولية للدراسات الاستراتيجية).
وبعد اجتياح 2003، حل الأميركيون الجيش (الذي كان عدده 450 ألف رجل) وأعادوا تشكيل قوة جديدة انهارت في 2014 أمام الهجوم الكبير لتنظيم الدولة الإسلامية.
وبدأت واشنطن وحلفاؤها آنذاك بتدريب الجيش، والحكومة بإعادة تنظيمه. ومنذ سبتمبر، يستخدم الجيش طائرات اف-16 الأميركية، ويعتمد على ميليشيات شيعية أو تضم أكثرية من الشيعة، مثل الحشد الشعبي، وقبائل سنية، لمساعدته.
*ميليشيات مساندة:
إيران: تدعم طهران نظامي دمشق وبغداد، وأرسلت عناصر من الحرس الثوري إلى سوريا والعراق (حوالى 7000 رجل).
حزب الله: يقاتل بما بين 5000 إلى 8000 عنصر إلى جانب قوات النظام في سوريا.
*قوات كردية ومجموعات مسلحة:
في العراق: يدافع الأكراد عن مناطقهم مدعومين بغارات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن: وحدات حماية الشعب الكردية في شمال وشمال شرق سوريا، والبيشمركة في شمال العراق.
في سوريا: قوات سوريا الديمقراطية التي تشرف عليها واشنطن، وتضم وحدات حماية الشعب الكردي وميليشيات عربية وقبائل ومسيحيين من السريان. بالإضافة إلى جبهة النصرة التي تدور في فلك تنظيم القاعدة، وهي مجموعة جهادية منافسة لتنظيم الدولة الإسلامية تتحالف أحيانا مع مجموعات أخرى مقاتلة مثل حركة أحرار الشام الإسلامية.
|
* قوات أجنبية:
تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، يشن غارات منذ سبتمبر 2014 في العراق، بناء على طلب بغداد، وفي سوريا حيث رفض حتى الآن اي تعاون مع نظام بشار الأسد.
واستبعد التحالف الذي يضم حوالي ستين بلدا منها بريطانيا وفرنسا ودولا عربية مجاورة لسوريا وتركيا التدخل بقوات برية في البلدين، لكن واشنطن أرسلت جنودا لتدريب القوات العراقية والكردية وقوات خاصة على الأرض لتنفيذ عمليات محددة ضد التنظيم.
وتنفذ 12 دولة أعضاء في الائتلاف غارات جوية على مواقع وتجمعات للتنظيم الجهادي (حوالي 8300 منذ سنة نفذت الولايات المتحدة أكثر من 80 ٪ منها).
وتتدخل ست دول (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا والأردن) في العراق وسوريا. وتشارك الدنمارك وهولندا في العمليات في العراق فقط. في المقابل، لا تقوم دول أخرى (تركيا والسعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة) بغارات إلا في سوريا. ودول الخليج الثلاث هي أقل نشاطا منذ تدخلها في مارس في اليمن ضد الحوثيين.
وتنشر الولايات المتحدة التي من المنتظر أن تصل حاملة طائراتها هاري ترومان إلى المتوسط، 3500 جندي في العراق ستضاف إليهم قوات خاصة (حوالي مئتي عنصر في العراق وخمسين حتى الآن في سوريا).
وتكثف فرنسا غاراتها على سوريا منذ اعتداءات 13 نوفمبر في باريس التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها. وهي تستخدم 3500 جندي، وتنشر في شرق البحر المتوسط حاملة الطائرات شارل ديغول التي زادت قدراتها ثلاث مرات منذ 23 نوفمبر. وقد شنت تركيا غاراتها الأولى مع الائتلاف في أغسطس، وسمحت للولايات المتحدة باستخدام قاعدتها انجرليك. وأعلنت كندا أنها تريد وقف غاراتها من دون أن تحدد موعدا لذلك، لكنها تريد تعزيز قواتها الخاصة في كردستان العراق (69 رجلا في الوقت الراهن).
وستنشر ألمانيا، بالإضافة إلى المئة جندي الذين يدربون البيشمركة، 1200 جندي للمساعدة في الحملة الجوية في سوريا مع فرقاطة إلى جانب حاملة الطائرات الفرنسية وطائرات استطلاع وتزويد بالوقود.
* روسيا: تشن موسكو حليفة دمشق، غارات منذ 30 سبتمبر في سوريا دعما للنظام، بعدما عززت وجودها العسكري خلال الصيف. وتقول الصحافة الروسية إن موسكو أرسلت ألفي جندي إلى سوريا. في المقابل، يتهم الأميركيون موسكو باستهداف المجموعات الأخرى المسلحة المعادية للنظام بدلا من تنظيم الدولة الإسلامية. ومع ذلك، يجرى تنسيق على صعيد الاستخبارات منذ سبتمبر بين روسيا وإيران وسوريا والعراق.
صحيفة العرب اللندنية