أربيل (العراق) – قال بافل طالباني، رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، إن حزبه يرفض أي تفاوض مع أي دولة أو جهة تحت قصف المسيّرات، في إشارة إلى الهجمات الأخيرة التي تقوم بها تركيا على مواقع في إقليم كردستان، وخاصة في مدينة السليمانية مقر الحزب.
وأضاف “إذا اعتقدت دولة ما أنها تستطيع التفاوض معنا عبر الطائرات المسيّرة، فإننا نرفض ذلك ونعتقد أنه من الأفضل أن نتفاوض معًا”، متابعا “إذا طلبت منا دولة أن نفعل شيئا لم يستطع الرئيس مام جلال (الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني) فعله فلن نستطيع أن نفعله نحن أيضا”.
وجاءت كلمة بافل في ملتقى الشرق الأوسط (ميري) الذي ينعقد تحت شعار “حل أولويات العراق العاجلة” في عاصمة إقليم كردستان أربيل، بمشاركة شخصيات سياسية ومسؤولين وأكاديميين عراقيين وأجانب، ويركز على قضايا تخص الشأن العراقي على وجه الخصوص، وكذلك التحديات التي تواجه الشرق الأوسط.
طالباني يؤكد على أن الاتحاد الوطني شريك في حكومة الإقليم ويريد تعزيزها وليس إضعافها
ويرى مراقبون أن بافل طالباني سعى من خلال كلمته لإظهار أن ما يقوده هو الموقف الكردي الموحد ضد العدو الخارجي حتى لو كانت هناك خلافات داخلية، وأن رسالته إلى تركيا تحمل وجهين؛ الأول أنه لن يسلم أي كردي، والثاني أن الأفضل هو الحوار لمعالجة مختلف نقاط الخلاف.
وعبر رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني عن استعداده لمساعدة تركيا في حل مشاكلها مع حزب العمال الكردستاني، مشيرا إلى أن “مشكلتنا مع تركيا من الصعب حلها”.
ووجهت القوات التركية خلال الفترة الأخيرة عددا من ضرباتها الجوية نحو مناطق في السليمانية قالت أنقرة إنها تؤوي عناصر حزب العمال، بينما اعتبرتها مصادر سياسية وأمنية عراقية عمليات انتقامية ردّا على تنامي علاقة قيادة الاتّحاد الوطني بأكراد سوريا وتحديدا بقيادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، رغم أنّها علاقات سياسية معلنة ومتوافق عليها مع التحالف الدولي ضد داعش، بحسب قيادات في الحزب.
ونفّذت القوات التركية أواخر سبتمبر الماضي قصفا بطائرة مسيرة استهدف مطار عربت الزراعي قرب مدينة السليمانية وأسفر عن مقتل ثلاثة من قوات مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
وقالت وزارة الخارجية التركية إثر القصف إنّ “عناصر من مجموعة مكافحة الإرهاب المرتبطة بحزب الاتحاد الوطني الكردستاني كانت تتدرّب في المطار إلى جانب إرهابيين من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب”.
لكنّ نائب رئيس مجلس الوزراء في إقليم كردستان قوباد طالباني نفى وجود أي عنصر أجنبي في المطار المذكور، مؤكّدا أنّ “شهداء وجرحى الحادث هم جميعا من بيشمركة كردستان الأبطال ومنتسبي قوات مكافحة الإرهاب، ولم تكن هناك أي قوات أخرى في المطار عدا قوات مكافحة الإرهاب”.
وخلال كلمة ألقاها في ملتقى ميري سلّط بافل طالباني الضوء على جملة من المسائل والقضايا الساخنة في العراق وإقليم كردستان، وأكد أن حزبه بعد تنظيم مؤتمره الخامس يريد أن يقدم للشعب رؤية جديدة وحديثة، وأن هدفه الرئيسي هو خدمة شعب إقليم كردستان.
وأشار إلى أن الاتحاد الوطني يريد التركيز على المواهب، وخاصة الشباب والنساء، “وهاتان الشريحتان لهما أهمية خاصة وسنحاول خدمتهما بشكل أكبر في السنوات الخمس المقبلة”.
وتربع بافل على عرش الاتحاد بعد أن أعاد المؤتمر الذي عقده الحزب في مدينة السليمانية انتخابه رئيسا له، بحضور عدد لافت من زعماء الأحزاب العراقية والكردية والوفود الأجنبية. وتم كذلك إلغاء نظام الرئاسة المشتركة تلقائيا لقيادة الحزب.
وقال بافل إن الاتحاد الوطني الكردستاني شريك حقيقي وصادق في الحكومة بإقليم كردستان وما يريده هو تعزيز وتقوية الحكومة وليس إضعافها.
وأضاف “نريد إبعاد الأيادي والتدخلات الحزبية في الحكومة والمحاكم لتلعب المؤسسات الحكومية دورها الحقيقي”، وأنه “سيعرض مبادرات لوحدة الصف بين جميع الأحزاب والأطراف السياسية في الإقليم”.
وحث على توحيد البيت الكردي والموقف في بغداد للدفاع عن حقوق إقليم كردستان، و”من خلال توحيد المواقف يمكن التغلب على جميع المشكلات والخلافات”، مشددا على أن حزبه “لم ولن يرغب أبدا في انشطار الإقليم إلى إدارتين”.
وحذر من أنه “إذا أراد أي طرف ممارسة الحصار والغبن ضد السليمانية، فلن يسمح الاتحاد الوطني بذلك البتة”.
العرب