عاودت الفصائل المسلحة فجر هذا اليوم الثامن من كانون الأول 2023 استهدافها لمقر السفارة الأمريكية في بغداد بهجوم صاروخي في سلسلة من العمليات التعرضية التي قامت بها خلال شهر تشرين ثاني الفائت على مقرات وقواعد القوات الامريكية والتحالف الدولي في العراق، وفي اول رد على الهجوم حذرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية ( سايرينا سينغ) الفصائل المسلحة من مواصلة الهجمات التي تستهدف التواجد الأمريكي ونبهت بالقول أن واشنطن ستواصل الرد على الهجمات في الوقت والمكان المناسب.
أن هذا العمل يشكل تصعيداً خطيراً في العلاقات الثنائية وعلى كافة الأصعدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق وينذر بمخاطر كبيرة تتعلق بطبيعة التعاون القائم بين الحكومة العراقية والقوات الأمريكية التي تشترك في عمليات التدريب وتبادل المعلومات وتقديم المشورة ومكافحة التنظيمات الإرهابية، وتعتبر العمليات التعرضية إستهداف موجه للسياسات العقلانية والإجراءات الفعالة التي يقوم بها السيد محمد شياع السوداني وإساءة لموقف العراق في عدم حماية مقرات البعثات والسفارات وتشكل خرقاً للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية في تأمين الحماية والأمان لجميع العاملين في السفارات المعتمدة في العراق.
ان المفهوم الحقيقي لطبيعة العلاقات بين الدول هي ما يحكمها من قوانين واجراءات واتفاقيات دولية، وأن قيام الفصائل المسلحة بإستمرارها بتعريض الامن الوطني والمكانة السياسية َوالدبلوماسية للعراق للانتهاك إنما يؤشر خللاً ميدانياً ورسالة ستفهم من قبل الدول الحليفة والصديقة لبغداد أنها إعلان لمواجهة عسكرية عبر فصائل منفلته وعناصر مسلحة تسئ إلى أمن وسلامة واستقرار البلاد، وهذا ما أكدهالسيد رئيس الوزراء السوداني بحديثه عن الهجوم الصاروخي بقوله ( لا يمكن تبرير العمل والقبول به، ومرتكبو هذه الاعتداءات يقترفون أساءك أزاء العراق واستقراره وان المجاميع المنفلته الخارجة عن القانون لا تمثل بأي حال من الأحوال إرادة الشعب العراقي) .
ان هذا الوضوح الذي يقدمه السيد رئيس الوزراء أنما يمثل موقف الحكمة والتصرف السليم في تعزيز مكانة العراق دولياً واحترام مؤسساته العسكرية والأمنية وتأكيد التزامه الدقيق بالقانون الدولي ورفض شعب العراق وحكومته لكل أعمال العنف التي تستهدف المقرات الدبلوماسية وتأكيد واجب حمايتها من قبل البلد المضيف.
ان هذه الافعال تشكل خرقاً للأعراف الدبلوماسية وتمثل حالة اعتداء وتعتبر اعلان حرب ضد الدولة التي استهدفت سفارتها وهذا ما تتضمنه مقررات منظمة الأمم المتحدة وطبيعة وأسس العلاقات السياسية الدولية بين دول العالم، وهنا على الفصائل المسلحة أن تدرك هذا وانها باستمرارها بهذه العمليات فإنها لا تخدم العراق وإنما تسئ اليه وتجعله في مواجهة عسكرية لا تخدم الشعب العراقي بل تستهدف حياته وأمنه القومي والوطني، ولهذا جاء الرفض الحكومي وعلى لسان رئيس الوزراء والكتل السياسية بأنهم لا يسمحون لأي فصيل كان أن يخطف إرادة الدولة العراقية والتأكيد على أن هذه العناصر المسيئة لن تجد الاالملاحقة والتصدي دفاعاً عن سيادة العراق واستقراره وان التلاعب باستقرار العراق والإساءة للأمن الداخلي ومحاولة التعريض بسمعة العراق هي ( أعمال إرهابية).
تأتي هذه المواقف شاهد على حسن التصرف والدقة في إعطاء الموقف الرسمي والحفاظ على مكانة العراق وتوجيه الأجهزة التنفيذية لتعقب الفصائل المنفلت ومحاسبتها.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية