المدمرة ديلمان.. ورقة طهران لتثبيت حضورها في أعالي البحار

المدمرة ديلمان.. ورقة طهران لتثبيت حضورها في أعالي البحار

المدمرة ديلمان من أبرز القطع البحرية في الأسطول الشمالي الإيراني، مزودة براجمات صواريخ وأنظمة رادار ومدافع ورشاشات، إلى جانب منصة لإطلاق الطوربيدات ومنظومة دفاع نقطوية وأجهزة المطاردة والسيطرة على الهجمات، وتمتاز بمحرك متطور وسونار (مسبار يعمل بالصدى) ذي دقة عالية.

وعشية اليوم الوطني للقوة البحرية، ضمت إيران في 27 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023 المدمرة ديلمان إلى أسطول الشمال والمنطقة الرابعة للبحرية في بحر قزوين، وذلك في احتفال كبير حضره رئيس هيئة الأركان اللواء محمد باقري، والقائد العام للجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي، وقائد القوة البحرية للجيش الأدميرال شهرام إيراني.

التصنيع
صممت القوة البحرية الإيرانية مدمرة ديلمان وأشرفت على بنائها في مجمع الصناعات البحرية الإستراتيجية. ويبلغ طولها 94.5 مترا وعرضها 11 مترا، وتزن نحو 1500 طن وتُقدّر سرعتها بـ26 عقدة بحرية.

وأوضح الكابتن أول داريوش إسكندري المسؤول عن تصميم المدمرة ديلمان، أنه شارك في بناء هذا المشروع 150 شخصا بشكل مباشر، و2000 شخص بشكل غير مباشر على مدى 4 أعوام، مضيفا أن السعر النهائي لمدمرة ديلمان داخل البلاد يبلغ نحو 100 مليون دولار ويوازي ثلث مثيلاتها الأجنبية.وتعد هذه القطعة البحرية خامس مدمرة إيرانية الصنع ضمن مشروع “موج” -بعد جماران وسهند ودماوند ودنا- وهي طراز متطور من فئة “جماران”، إذ اعتبرتها الجمهورية الإسلامية بأنها “أعظم إنجاز في البحرية الإيرانية”، وقالت إن إطلاقها “قفزة تكنولوجية في الصناعات البحرية”، لا سيما بعد زيادة حجم خزانات الوقود للقيام بمهام بعيدة المدى في أعالي البحار.

ومقارنة مع النماذج السابقة من المدمرات الإيرانية، فقد تم تركيب سارية رادارية متطورة على شكل عين نسر رباعية الجوانب عليها، ويحتوي كل جانب منها على 1000 مصفوفة بإجمالي 4 آلاف مصفوفة.

المميزات
تتميز مدمرة ديلمان بخصائص جديدة مقارنة بالنماذج السابقة من فئة جماران والمدمرات التي تم تطويرها في إطار مشروع “موج”، لعل أبرزها “صعوبة الاكتشاف من قبل أنظمة الرادار” وفقا للأدميرال داود قلي زاده القيادي في البحرية الإيرانية وأحد المشرفين على تصميم المدمرة وصناعتها.

وأضاف الأدميرال قلي زاده -في تصريحات صحفية- أن هذه المدمرة تحتوي على دافع للصدر، مما يزيد من قدرتها على المناورة.

وفي ما يتعلق بمنصة المروحيات، فإن أبعادها في هذه المدمرة أكبر من السفن السابقة، ويمكن لمروحيات “إس إتش” الهبوط عليها والإقلاع منها، كما زاد عدد صواريخ كروز المثبتة على المدمرة.

وتتمتع مدمرة ديلمان بأنظمة دفاعية وقتالية أكثر تعقيدا، وتمتاز بمنظومة مطاردة متطورة للبحث والاكتشاف والتعرف والرصد، ومواجهة أي تهديدات جوية وسطحية وتحت سطحية، وقد تم تصميم هيكلها بحيث لا يعكس الرادار.

إعلان

وعلاوة على ذلك، فإن المدمرة الحربية -التي سميت على اسم إحدى البلدات الواقعة شمالي البلاد- تتميز عن سابقاتها بنظام الدفع الرباعي الذي يرفع سرعتها إلى 26 عقدة، وأنظمة مدافع وأجهزة تشويش الرادارات المعادية وصواريخ الإطلاق العمودية، وكذلك استخدام نظام “كمند” للدفاع الجوي، المصمم لصد الصواريخ القصيرة المدى.

ويعتبر السونار المستخدم في المدمرة ديلمان من أحدث أنواع السونار المحلي، وله قدرة ودقة عالية ومتميزة لا سيما في الحركة تحت سطح الماء.

يبلغ طول مدمرة ديلمان 94.5 مترا وعرضها 11 مترا وتزن نحو 1500 طن (الصحافة الإيرانية)
المدمرة ديلمان طولها 94.5 مترا وعرضها 11 مترا وتزن نحو 1500 طن (الصحافة الإيرانية)
القدرات
يمكن تلخيص قدرات مدمرة ديلمان -كما جاء على لسان المسؤولين الإيرانيين- وفق التالي:

القدرة على اكتشاف 100 هدف واعتراض 13 هدفا في آن واحد، بما في ذلك المقاتلات والطائرات المسيرة والمروحيات وصواريخ أرض-جو وغيرها من الأهداف السطحية.
القدرة على رصد الأهداف على مسافة تصل إلى 200 كيلومتر.
تزويدها بنظام محلي للحرب الإلكترونية ذي مدى أطول وقوة تدميرية كبرى.
الإبحار لمسافات طويلة.
حمل جميع أنواع المروحيات والإبحار في الظروف الجوية السيئة.
مجهزة بنظام شامل لإدارة المعركة والحرب الإلكترونية، ولديها القدرة على تعقب المقاتلات وصواريخ كروز.
تحسين سرعة ودقة الصواريخ المثبتة على المدمرة.
قادرة على إطلاق طوربيدات أثناء الإبحار بسرعة 30 عقدة.
إشادة المرشد
وعقب إلحاق مدمرة ديلمان بأسطول الشمال، استقبل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي حشدا من القادة العسكريين في بحرية الجيش الإيراني قائلا “لم يكن يُتخيّل ذات يوم أن القوات البحرية التابعة لجيش الجمهورية الإسلامية ستكون قادرة على الحضور في بحر قزوين، ولكنها اليوم تصنَع المدمرات على شواطئه وتنشرها في مياهه”.