أفادت مصادر في محافظة ديالى (شمال شرق بغداد) بأن مليشيات شيعية قامت بإعدام 15 على الأقل من رجال وشباب السنة في مدينة المقدادية (وسط المحافظة)، وأن العائلات السنية تُخيّر بين الموت أو الخروج من المدينة.
وأوضحت المصادر أن المليشيات فجرت ليل أمس مسجدا آخر ليصل عدد المساجد التي تم تفجيرها إلى تسعة منذ الاثنين الماضي، هي جميع مساجد السنة في المدينة.
وإزاء عدد الذين تم إعدامهم من أهل السنة في المقدادية، قال محافظ ديالى السابق عمر الحميري إن عددهم بالعشرات، ويصلون إلى تسعين شخصا.
وأشارت مصادر في المقدادية إلى أن عمليات التصفية تقوم بها المليشيات على الهوية، مضيفة أن المليشيات تقوم بحرق لمحال تجارية وأسواق وممتلكات عائلات سنية.
ويخيم الذعر في أجواء المدينة بسبب الانتشار الكثيف للمليشيات الشيعية في أحيائها، وتقول مصادر إن العائلات السنية بين خيارين أحلاهما مر: إما الموت أو الخروج من المدينة.
وبالأمس، وصف رئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم إعدام مواطنين من السنة العرب وحرق المساجد بأنه “عمل إجرامي مشين”، بينما وصفت هيئة علماء المسلمين ما يجري بالمقدادية بأنه “إرهاب” منظم للمليشيات المدعومة من حكومة حيدر العبادي، وأنه جزء من “المد الإيراني” للسيطرة علىالعراق، كما رأت أن المجتمع الدولي شريك في “الجرائم المدعومة من إيران”.
تعتيم رسمي
ومما كان لافتا التعتيم الذي تمارسه السلطات الأمنية والسياسية في العراق على ما يدور داخل ديالى والمقدادية بشكل خاص، فلم تصدر حكومة بغداد حتى الآن أي بيان يتناول ما تتعرض له المقدادية، بل خلت بينهم وبين المليشيات هناك.
من جانبه، أدان المبعوث الخاص للأمم المتحدة الانتهاكات في المقدادية، واتهم منفذيها بمحاولة الزج بالبلاد في فتنة طائفية، داعيا جميع الأطراف إلى عدم الانجرار إلى دوامة الانتقام.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها المليشيات الشيعية مساجد السنة، ففي أغسطس/آب 2014 قتلت مليشيات الحشد الشعبي نحو سبعين مصليا وأصابت عشرات آخرين بجروح أثناء أدائهم صلاة الجمعة في مسجد مصعب بن عمير بمحافظة ديالى، التي تشهد منذ فترة اضطرابات بسبب سيطرة المليشيات الشيعية على المحافظة ذات الأغلبية السنية.
ومنذ 2003 تتهم أطراف سنية في العراق المليشيات الشيعية بممارسة حملات تطهير طائفي ومحاولة تغيير سكاني لحساب المكون الشيعي في محافظة ديالى.
الجزيرة نت