لا يخفي المسؤولون الأميركيون دعمهم لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وبقائه على رأس الحكومة لما يمثله من ضمانة لاستمرار العملية السياسية، وخاصة لكونه نقطة تقاطع مع الإيرانيين في العراق.
وقال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر الاثنين إن العبادي في موقف قوي رغم الاضطرابات السياسية في العراق وإن ذلك يرجع إلى أسباب منها نجاحاته الميدانية والتزامه بأن تكون الدولة متعددة الطوائف.
وأضاف أن العبادي “يؤمن بكل الأشياء المهمة لمستقبل العراق وكان شريكا فيها… أي دولة متماسكة وليست مجرد دولة تدور في دوامة الطائفية”.
وليست المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤولون أميركيون دعمهم لبقاء العبادي في السلطة، ودعم الإصلاحات التي ينوي تنفيذها لإخراج العملية السياسية من أزمتها.
وقال مراقبون إن الدعم الأميركي حال دون محاولات الإطاحة بالعبادي التي كان يقف وراءها سلفه نوري المالكي.
وأشاروا إلى أن رئيس الوزراء الحالي وإن بدا ضعيفا وغير مسنود بشكل كاف من الأحزاب الدينية، فإن البيت الأبيض يتمسك به لقابليته للتعاطي بإيجابية مع مصالح واشنطن ودورها في العراق.
ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما العبادي بـ”الشريك الجيد” لبلاده، وذلك في ختام القمة الخليجية الأميركية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض منذ أسبوعين.
ومنذ أيام أرسل أوباما نائبه جو بايدن للقاء العبادي، ثم رئيس إقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود البارزاني.
واعتمدت مقاربة إدارة الرئيس الأميركي للوضع العراقي على مهاجمة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي والإصرار على استبداله بالعبادي خاصة أنها غيرت اسراتيجيتها من الانسحاب النهائي من العراق في ديسمبر 2011 إلى عودة حذرة ومدروسة هدفها الإشراف المباشر على المعارك ضد داعش.
وأعلنت واشنطن خلال فترات متباعدة عن إرسال مجاميع صغيرة من القوات الخاصّة، حتى قارب عدد القوات الأميركية على الأراضي العراقية أربعة آلاف.
ولاحظ مراقب سياسي عربي أن العبادي يمثل نقطة تقاطع وليس تنافر بين واشنطن وطهران، وأن استدعاء مقتدى الصدر إلى طهران يصبّ في مصلحة هذا التقاطع.
وقال المراقب في تصريح لـ”العرب” إن “إشارة كارتر إلى قوة العبادي تعكس رسالة أميركية واضحة للأطراف العراقية والإقليمية بأن واشنطن داعمة لهذا الخيار دون غيره، وأن على الجميع المناورة تحت هذا السقف”.
صحيفة العرب اللندنية