سعت الادارة الامريكية الى تصعيد وتائر مواجهتها لتنظيم داعش باستخدام جميع الطرق والاساليب التي تمكنها من اجهاض مشروع التنظيم الارهابي بالتوسع والتمدد وافشال خططه واستراتيجيته التي تمكنه من الشروع في السيطرة والنفوذ وايجاد السبل والطرق الكفيلة بتجفيف منابع التمويل المالي الاقتصادي له واضعاف البنية التحتية التي يسعى التنظيم لإدامتها وتقويتها وبالتالي توسيع مديات العمل الامني والاستخباري وتنفيذ العمليات الخاصة ضد قيادات التنظيم واضعاف الروح المعنوية والقتالية لعناصره التي اصبحت واضحة المعالم والدلائل من خلال العديد من عمليات الانسحاب الميداني في المناطق التي كان يسيطر عليها داخل العراق .
ولهذه الاسباب جاء المؤتمر الصحفي للرئيس الامريكي باراك اوباما الذي عقد في اروقة وزارة الدفاع الامريكي بتاريخ الثالث من أب عام 2016 بعد تباحثه في مقر الوزارة مع كبار القادة العسكريين في سير العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش .
وفي قراءة ميدانية معلوماتية متأنية يمكن لنا أن نسجل أبرز الملاحظات التي وردت في حديث الرئيس الامريكي والتي نحدد من خلالها أهم المسارات التي ستعتمدها الادارة الامريكية بالتشاور مع قيادة التحالف الدولي في المواجهة القادمة مع التنظيم وفق المعطيات التالية :
1.ابراز روح التعاون والتكاتف والتآزر الدولي بين الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الأوربيين في حلف شمال الاطلسي وتصعيد العمليات العسكرية في مواجهة مقاتلي التنظيم باستخدام أفضل التقنيات العسكرية في المواجهة الميدانية وزيادة العمليات الجوية التي تستهدف أماكن وأوكار ومقرات ومعسكرات التنظيم في داخل الاراضي العراقية والسورية .
2.أثبت الوقائع الميدانية أن تنظيم داعش يمكن مواجهته وقتاله وبالتالي اندحاره وقهره وفي هذا اشارة واضحة للتفوق الميداني للحلفاء في كافة ميادين القتال وتحديدا على الارض العراقية .
3.ان العمليات الامنية والاستخبارية التي انتجتها عمليات المتابعة اليومية لمراسلات ولقاءات قيادات التنظيم أثبتت بالعيان والمشاهدة أن هذه القيادات تعاني حالات الاندحار والقلق النفسي والاقرار بخسائرهم المستمرة في قواطع العمليات العسكرية وهذا واضح من خلال المراسلات التي تم متابعتها ميدانيا والتي يقرون بها لأنصارهم أنهم سيخسرون (الموصل والرقة) وهذا يؤكد حقيقة وجدية الفعاليات والضربات الجوية والعمليات الخاصة التي تنفذها قوات التحالف الدولي .
4.بغية اثبات صلابة وقوة واستمرار قيادات التنظيم فقد شرعوا بتوجيه مقاتليهم وخلاياهم النائمة الارهابية بزيادة هجماتهم خارج العراق وسورية بسبب الخسائر التي يتعرضون لها والتي دفعت التنظيم الى القيام بالعديد من الهجمات والاعتداءات التي حصلت في (فرنسا والمانيا وتركيا وبنغلاديش) .
5.الاقرار بحتمية الانتصار على تنظيم داعش وايقاف زحفه وتمدده وافشال نواياه باستخدام القوة المشتركة الامريكية المتواجدة على الاراضي الاوربية بمتابعة وضرب اوكار وخلايا التنظيم في بعض الدول الاوربية المستهدفة .
6.تعاظم الضربات الجوية والعمليات الخاصة التي تستهدف قيادات التنظيم في العراق وسوريا وشهد الميدان العراقي مقتل أكثر من (17) قيادي من قيادات التنظيم في مدينة الموصل وضواحيها وقضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين خلال شهري (تموز وأب ) من عام 2016 كان أبرزهم (ابو عمر الشيشاني) .
7.تمكنت الغارات الامريكية من استهداف وقتل (عمر خليفة ) الذي كان من أهم القيادات الميدانية لتنظيم الدولة المتواجدة في مدينة (سرت ) الليبية في شهر تموز 2016 ،كما وجهت القوات المسلحة المصرية ضربة جوية موجعة لمقاتلي تنظيم الدولة بمنطقة العريش في الثالث من أب عام 2016 أدت الى مقتل (45) مسلحا من بينهم (ابو دعاء الانصاري ) والي مدينة سيناء المصرية .
8.استمرار تقديم الدعم والمساندة العسكرية واللوجستية لحلفاء الولايات المتحدة لمواجهة التنظيم وتحقيق الاستقرار الامني في العراق وتصعيد وتائر المواجهة في مدينة (الرقة) السورية لإيقاع الهزيمة النهائية بالتنظيم .
9.ان الاجهزة الامنية والاستخبارية للولايات المتحدة الامريكية تعمل على مدار الساعة تحسبا لأي هجمات محتملة وفي احصائية أخيرة فقد تم تنفيذ (14) ألف طلعة جوية ضد مقاتلي وقيادات التنظيم منذ بدأ العمليات العسكرية في أب عام 2016 .
ان الولايات المتحدة الامريكية تعمل بجدية لأثبات وجودها وقوتها وسيطرتها وهيمنتها على الميدان العسكري وتعزيز التكاتف والتعاون مع حلفائها الاوربيين في تحديد مسارات الصراع السياسي والعسكري في منطقة الشرق الاوسط ،فهل نرى في الاشهر القادمة ما ينهي استراتيجية تنظيم داعش ودورها الميداني في العراق وسوريا لتنتقل لمرحلة جديدة من التواجد الميداني والعسكري في دول وعواصم شمال أفريقيا وامتداداتها الجغرافية عبر وسط قارة أفريقيا ؟؟؟
وفي مايلي تقرير مصور من انتاج قناة التغيير الفضائية يستند الى المعلومات المتوفرة في هذا المقال بعنوان داعش يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد انتهاء مهمته بانتظار مسخ جديد لقتل العرب .
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية