أبوظبي – اختتم منتدى الطاقة العالمي أعمال أول دورة له تعقد بمنطقة الخليج، على هامش “أسبوع أبوظبي للاستدامة”، والذي عقد برعاية ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وتم تنظيم المنتدى، الذي يعد أكبر منصة عالمية لرسم معالم مستقبل صناعة الطاقة والتنمية المستدامة، من قبل وزارة الطاقة الإماراتية وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) والمجلس الأطلسي الأميركي للطاقة.
وشارك في الاجتماعات التي استمرت على مدى يومين نحو 350 متحدثا من مؤسسات محلية وإقليمية وعالمية، بينها وكالة الطاقة الدولية.
وركز المنتدى على 3 قضايا أساسية، وهي تداعيات نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية على الأمن وقطاع الطاقة عالميا، وتطورات الطلب على سوق النفط والغاز، وأحدث التقنيات في قطاع الطاقة في ظل التحولات الحاصلة في هذا القطاع والتغير المناخي.
وعبر وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي في ختام المنتدى عن تفاؤله بأن تشهد أسواق النفط العالمية توازنا بين العرض والطلب خلال أشهر الصيف المقبل.
وتوقع أن يتراجع فائض المعروض الذي تكون على مدى عامين تدريجيا بعد اتفاق منظمة أوبك مع المنتجين المستقلين على خفض الإنتاج. وكشف أن لجنة معنية سوف تجتمع في فيينا خلال الشهر الجاري لرصد وتقييم نتائج قرار الخفض.
سهيل المزروعي: أسواق النفط العالمية ستشهد توازنا بين العرض والطلب خلال الصيف المقبل
وأكد أن معظم الدول الأعضاء في أوبك، وفي مقدمتها الإمارات ودول الخليج، أخطرت زبائنها بخفض الإمدادات. وأكد أن بعضها قام بخفض الإنتاج بأكثر من الكميات المطلوبة. وأعرب عن أمله في أن يلتزم الجميع بتعهدات خفض الإنتاج.
واستعرض المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة هذا العام. وحذر من الآثار السلبية الكبيرة التي سيعاني منها العالم خلال السنوات المقبلة بسبب تراجع الاستثمارات في قطاع النفط خلال العامين الماضيين.
ورجح أن يرتفع الطلب على النفط بشكل كبير باعتباره من أرخص أنواع الطاقة حتى الآن، رغم الهواجس البيئية وتزايد اعتماد العالم على مصادر الطاقة البديلة في توليد الكهرباء واستخدام السيارات.
وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط ودولة الإمارات ستظل كما كانت على مدار الأربعين عاما الماضية أحد المزودين الرئيسين للنفط في الأسواق العالمية.
وأكد أن إنتاج المنطقة والإمارات بلغ مستويات مرتفعة في مؤشر قوي على أن منطقة الخليج ستظل تلعب دورا رئيسيا في قطاع الطاقة رغم ما يقال عن ثورات النفط الصخري في أميركا الشمالية والجنوبية.
وقال إن الطاقة النووية هي أكثر قطاعات الطاقة نموا في العالم خلال السنوات القليلة الماضية، وأكد أن هناك 70 محطة نووية يتم إنشاؤها حاليا في العالم نصفها على الأقل في الصين و6 محطات في أميركا ومحطة براكة في الإمارات، التي تعد من أكبر المحطات النووية السلمية في العالم.
وأكد أن قطاع الطاقة المتجددة يعد أكثر قطاعات الطاقة جذبا للاستثمارات في العالم خلال السنوات الثلاث الماضية خاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية. لكنه قال إن هذا القطاع يواجه تحديين رئيسيين أولهما أن غالبية النمو في هذا القطاع موجه نحو توليد الكهرباء ويوجد أكثر من 150 دولة في العالم لديها مشاريع تخدم الكهرباء بشكل أساسي.
فاتح بيرول: قطاع الطاقة سوف يعاني من تراجع الاستثمارات خلال العامين الماضيين
وأشار إلى أن أهمية مشاريع الطاقة الشمسية وأنها تتوجه إلى قطاع النقل وتدفئة المباني السكنية، لكنها تواجه ضعف قدرة الطاقة المتجددة في التعامل مع الاختلافات المناخية بين دول العالم.
وقال إن اتساع استخدام الغاز الطبيعي يتطلب مرونة من حكومات الدول المنتجة للغاز في اتفاقيات تصدير الغاز، وتطور البنية التحتية في البلدان المستهلكة.
وتضمن برنامج أعمال المنتدى العالمي في يومه الثاني زيارة المشاركين لمدينة مصدر وانعقاد 10 جلسات ناقشت تأثير الانتخابات الأميركية على قطاع الطاقة وأجندة الطاقة في العام الجاري والابتكار في قطاع الطاقة، إضافة إلى التجارة غير المشروعة للمواد الهيدروكربونية.
وأشارت إحدى الدراسات، التي عرضت في المنتدى، إلى أن الاتحاد الأوروبي تكبد 4 مليارات يورو كإيرادات مفقودة نتيجة عمليات الاحتيال التي استهدفت المواد الهيدروكربونية، إضافة إلى تهريب 30 بالمئة من إجمالي إنتاج نيجيريا من الموارد الهيدروكربونية.
وأكدت الدراسة أن جريمة السطو على المواد الهيدروكربونية بشتى أنواعها من سرقة وغش واحتيال وتهريب، تشكل خطرا كبيرا على الازدهار المحلي والإقليمي وعلى الاستقرار والأمن الدولي. واستعرضت الدراسة حالات سرقة في دول مثل المكسيك ونيجيريا وغانا والمغرب وأوغندا وموزمبيق وتايلاند وأذربيجان وتركيا ودول الاتحاد الأوروبي. وناقشت دور شركات إنتاج النفط العالمية في الحد من ظاهرة التهريب.
ويمثل المنتدى الحدث العالمي الأبرز ضمن فعاليات “أسبوع أبوظبي للاستدامة” الذي يتضمن فعاليات أخرى مثل الاجتماع السنوي للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، والقمة العالمية لطاقة المستقبل، إضافة إلى الدورة التاسعة من جائزة زايد لطاقة المستقبل والدورة الخامسة من القمة العالمية للمياه.
العرب اللندنية