هدد زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر بمقاطعة الانتخابات المقبلة في حال عدم تغيير قانون الانتخابات، محذرا من محاولات سيقوم بها سياسيون لزج البلاد في صراعات “سياسية وطائفية” بعد انتهاء معركة الموصل.
وقال الصدر في كلمة ألقاها خلال تظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف في ساحة التحرير وسط بغداد إن “بقاء القانون المجحف إلا لأحزابهم، يعني أننا سنأمر بمقاطعة الانتخابات”، وأضاف أن “صناديق الاقتراع يجب أن تكون بأياد مستقلة أمينة لا بأياد مسيسة مقيتة” في إشارة إلى أعضاء مفوضية الانتخابات الحاليين.
وأكد زعيم التيار الصدري أن السياسيين سيحرصون بعد انتهاء معركة الموصل على خلق صراعات ومعارك هنا وهناك لتستمر مخططاتهم الدولية.
وحذر الصدر من محاولات سيقوم بها البعض لزج البلاد في صراعات “سياسية وطائفية” بعد الانتهاء من معركة الموصل لإكمال مخططاتهم.
وقال “سوف يحاولون بكل ما أوتوا من قوة إبقاء الصراعات السياسية والطائفية والاستمرار في الحروب، وبعضهم لن يكتفوا بتحرير الموصل ليزجوا بكم في معارك من هنا وهناك ليكتمل مخططهم الدولي، فكونوا على حذر وتنبهوا جيدا ولا يغروكم بالمال والسلاح والنفوذ”.
وقال كذلك إن محاربة الفساد ينبغي أن تطال أطرافا عديدة، وإنها لن تتوقف عند المطالبة بمحاسبة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وشدد الصدر على أن الجيش هو فقط الذي يجب أن يسيطر على المناطق المستعادة من تنظيم الدولة الإسلامية، وقال “لا بد من مساندة الجيش العراقي والقوات الأمنية لكي تكتمل انتصاراتها ولكي تكون هي الماسكة للأرض بعد تحريرها لا غيرها سواء في ذلك المحتل أو القوات الأجنبية أو غيرهم”.
وتضم الحملة الحالية لاستعادة مدينة الموصل قوة قوامها مئة ألف فرد من القوات العراقية ومقاتلين أكراد وشيعة، ولعبت فصائل شيعية مسلحة، تضم جماعات منافسة لفصيل الصدر، دورا كبيرا في تطويق تنظيم الدولة في الموصل.
تهديد بالاغتيال
وقال الصدر إن رسائل عديدة وصلت إليه تهدده بالقتل أو الاغتيال، من غير أن يوضح ما هي تلك الأطراف ولا الأسباب التي تقف وراء هذا التهديد، لكنه قال إن هذه التهديدات لن تكون كافية لثنيه عن دعوة أتباعه للاستمرار في التظاهر من أجل تحقيق الإصلاح ومحاربة الفساد والمفسدين.
وحث زعيم التيار الصدري أتباعه على الاستمرار في التظاهر السلمي حتى تحقيق الإصلاح، سواء نفذوا تهديدهم بقتله أم لم ينفذوه.
وقال الصدر “أقف اليوم مستبقا للأحداث قبل أن يطبقوا ذلك وينفذوا تهديدهم لأضع النقاط على الحروف. عليكم بالاستمرار في الدعوة للإصلاح بكل تفاصيلها حتى وإن نفذوا تهديدهم”.
وقد توافد مئات الآلاف من أتباع التيار الصدري وسواهم من ناشطين معارضين إلى ساحة التحرير وسط بغداد للمشاركة بالمظاهرة، حيث رفعوا الأعلام العراقية ورددوا شعارات تطالب بالإصلاحات ومحاربة الفساد وتغيير مفوضية الانتخابات.
واتخذت السلطات إجراءات أمنية مشددة تمثلت في قطع الطرق والجسور المحيطة بساحة التحرير، إضافة إلى نشر أعداد كبيرة من القوات الأمنية في تقاطعات الطرق الرئيسة.
المصدر : الجزيرة + وكالات