صنعاء – كشفت مصادر دبلوماسية غربية أنّ اتصالات تجري الآن بين كلّ الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية من أجل إعادة فتح مطار صنعاء المقفل منذ مارس عام 2015.
وقالت إن الهدف من السماح بإعادة تشغيل المطار في سياق شروط معيّنة هو تخفيف المعاناة الإنسانية في العاصمة اليمنية. وتسبّب في هذه المعاناة أساسا استيلاء الحوثيين (أنصارالله) على المدينة في سبتمبر 2014 وتعطيلهم كلّ المؤسسات الحكومية والخدمية إثر إصرارهم على وضع اليد على الدولة اليمنية وتحويلها جرما يدور في الفلك الإيراني.
وذكرت هذه المصادر أن الدول الأوروبية باتت تعي تماما أن الوضع في صنعاء لم يعد يطاق، خصوصا بعد انتشار وباء الكوليرا فيها وتعذّر إرسال المصابين إلى المستشفيات التي لم تعد قادرة على استيعاب المرضى بغض النظر عن نوع الأمراض التي يعانون منها أو طبيعة إصاباتهم.
وأوضحت أن من بين الأفكار التي تجري مناقشتها حاليا بين المعنيين بالأزمة، بمن فيهم الولايات المتّحدة، الإتيان بجهة محايدة تؤمن اتخاذ إجراءات معيّنة ذات طابع أمني في المطار وحصر الرحلات بين صنعاء وكلّ من القاهرة وعمّان.
وأشارت إلى أن من بين الأسباب التي تحول دون استقبال المزيد من المرضى في مستشفيات صنعاء كثرة الإصابات في صفوف المقاتلين الذين يعطيهم “أنصارالله” أفضلية دخول المستشفيات.
وذكرت المصادر أن إعادة تشغيل المطار لن تسمح بنقل مرضى ومصابين إلى مصر والأردن لمعالجتهم هناك، بل ستتيح أيضا وصول أدوية تبدو المدينة في حاجة شديدة إليها في ضوء الانتشار السريع لوباء الكوليرا.
وأدّى وباء الكوليرا حتّى الآن إلى وفاة ما يزيد على مئتي شخص، فيما يقدّر عدد المصابين بالوباء بالآلاف.
ومعروف أنه في الإمكان معالجة المصاب بالكوليرا في حال توفّر الأدوية اللازمة وحدّ أدنى من شروط النظافة في مدينة باتت تفتقر إلى كلّ شيء، بما في ذلك المياه النظيفة، فضلا عن استحالة الحصول على الأدوية والرعاية الصحية.
وتترافق الاتصالات من أجل إعادة تشغيل مطار صنعاء مع مساع تبذل من أجل إيجاد هدنة في شهر رمضان.
كذلك، تبذل جهود تستهدف التوصل إلى تسوية تضمن خروج الحوثيين من ميناء الحديدة الذي يسيطرون عليه.
وقالت المصادر الأوروبية إن مثل هذه التسوية ستضمن تفادي معركة عسكرية في الحديدة من جهة وتؤمن دخول مساعدات إنسانية إلى مناطق يمنية عدّة لا تعاني من الأمراض فقط، خصوصا بين المواليد، بل من انتشار الجوع أيضا.
العرب اللندنية