بكين – اتفقت دولة الإمارات العربية المتحدة والصين على تعزيز التعاون العسكري بينهما، وذلك في سياق خيار إماراتي قائم على تنويع الشركاء العسكريين والاقتصاديين والقطع مع الرهان التقليدي على الحليف الواحد.
وأعلن وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي محمد البواردي، خلال لقائه بوزير الدفاع الصيني تشانغ وان تشيوان في بكين الخميس، عن رغبة بلديهما في تعزيز التعاون العسكري القائم بينهما.
وقال البواردي “أجريت محادثات مع مسؤولي الصين بشأن تعزيز العلاقات العسكرية، ورغبة دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز وتعميق علاقات التعاون العسكري مع الصين”.
ووصف الوزير الصيني الإمارات بأنها شريك استراتيجي للصين في الخليج، وأشاد بالتطور المطرد للعلاقات العسكرية الثنائية.
وجاءت زيارة البواردي إلى بكين متزامنة مع زيارة قام بها الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي إلى واشنطن، والتي أفضت إلى التأسيس لتحالف استراتيجي تنهض فيه الإمارات بدور محوري في قضايا المنطقة.
وسبق للشيخ محمد بن زايد أن زار بكين أواخر 2015 ما اعتبر وقتها بمثابة عبور إماراتي لسور الصين وتشجيع بكين على الخروج من انكماشها تجاه الدول العربية.
وأطلق البلدان صندوقا “للاستثمار الاستراتيجي المشترك” بقيمة 10 مليارات دولار “لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين”.
ويوجد أكثر من 300 ألف صيني يقيمون ويعملون في الإمارات إلى جانب أكثر من 4200 شركة و356 وكالة تجارية صينية وأكثر من 2500 علامة تجارية.
وكان الشيخ محمد بن زايد قد زار الهند مع بداية 2017 في خطوة اعتبر مختصون في العلاقات الدولية أنها استمرار في الرهان على القوى الصاعدة في الشرق بما يخفّف من حدية الهيمنة التي تفرضها قوى تقليدية في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن.
وتعمل الإمارات من خلال شراكتها مع تلك الدول على ضمان موقعها على خارطة القوى الصاعدة في القارة الآسيوية، مستفيدة من استقرارها وتطوّرها في مختلف المجالات.
وقال مراقبون إن في تزامن زيارة ولي عهد أبوظبي إلى واشنطن مع زيارة وزير الدولة لشؤون الدفاع إلى بكين تأكيدا على أن تنويع الشركاء لم يكن مرتبطا بموقف إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وأن التقارب مع الإدارة الحالية لن يكون عائقا له وإنما هو خيار استراتيجي للإمارات.
العرب اللندنية