قال مجلس الأمن القومي التركي، الجمعة، إن تركيا تحتفظ بجميع حقوقها المنبثقة عن الاتفاقيات الثنائية والدولية في حال أجرى الإقليم الكردي في العراق استفتاء الانفصال.
جاء ذلك في بيان المجلس عقب اجتماعه، الجمعة، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وشدد المجلس أن الاستفتاء الذي يعتزم الإقليم إجراءه، الإثنين المقبل، “غير مشروع وغير مقبول”. وأضاف “جرى دعوة الإقليم الكردي في العراق، للتخلي عن إجراء الاستفتاء قبل فوات الأوان”.
ولفت إلى استعداد تركيا للقيام بما في وسعها للمساهمة بحل القضايا بين الإقليم وحكومة بغداد، عبر المفاوضات وعلى أساس دستوري.
ووفق البيان، فإن “ظهور عواقب وخيمة من شأنها أن تضر بشمالي العراق والمنطقة بأسرها، بات أمرًا لا مفر منه في حال الإصرار على هذا الخطأ (الاستفتاء) المرفوض من تركيا ومجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي والحكومة المركزية بالعراق”.
وفي وقت سابق اليوم، اختتم المجلس اجتماعه الذي استمر لأكثر من 3 ساعات، برئاسة أردوغان.
ويعقد مجلس الأمن القومي التركي اجتماعاً كل شهرين برئاسة رئيس البلاد أردوغان، يبحث خلاله التطورات الأمنية الداخلية والخارجية، بين أعضاء الجناح السياسي للمجلس، برئاسة رئيس الوزراء بن علي يلدريم، وأعضاء الجناح العسكري، برئاسة رئيس أركان الجيش خلوصي أكار.
كما يشارك في الاجتماع رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان.
الحكومة التركية: استفتاء الإقليم الكردي تهديد مباشر للأمن القومي التركي
في مؤتمر صحفي له عقب اجتماع الحكومة، قال نائب رئيس الوزراء التركي، المتحدث باسم الحكومة بكر بوزداغ، إن قرار استفتاء الإقليم الكردي للانفصال عن العراق “غير شرعي ومرفوض”، ويعتبر تهديدا مباشرا للأمن القومي التركي.
واعتبر بوزداغ، أن الاستفتاء يُعد تهديدا مباشرا أيضًا لوحدة العراق وسيادته الوطنية.
وفي إشارة إلى إدارة الإقليم الكردي في العراق، قال بوزداغ، إن الذين يقولون إنهم اتخذوا هذه الخطوة (الاستفتاء) لحل بعض مشاكلهم، قد يواجهون مشاكل أكبر لا يستطيعون حلها غدا.
وجدد بوزداغ، دعوته لإدارة الإقليم إلى التصرف بعقلانية وإلغاء الاستفتاء.
وشدد على معارضة بلاده تأجيل الاستفتاء، وأضاف بهذا الصدد، “ينبغي إلغاء الاستفتاء بلا رجعة، ونحن غير راضين على الإطلاق عن إجرائه لا اليوم ولا غدا ولا في المستقبل”.
بارزاني يجدد رغبته بإجراء الاستفتاء والضغوط الدولية في أوجها
أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، الجمعة، على رغبته بالتوجه إلى إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم في موعده (25 سبتمبر/أيلول).
وضاعف الرئيس الكردستاني خطاباته في الأيام الأخيرة في إطار الحملة الانتخابية للاستفتاء، التي يفترض أن تنتهي منتصف ليل الجمعة-السبت.
وقال بارزاني أمام حشد كبير في ملعب لكرة القدم في أربيل “حاليا، الاستفتاء خرج من يدي ويد الأحزاب وأصبح بيدكم”.
وأضاف “نحن نقول إننا مستعدون لحوار جدي وبعقلية متفتحة مع بغداد، ولكن بعد 25 أيلول/سبتمبر، لأن الوقت فات”.
وسبق لبارزاني أن ألقى خطابات مماثلة في كركوك والسليمانية وزاخو ودهوك، إذ كرر مطالبه ودعواته نفسها.
ومن المفترض أن يعلن رئيس إقليم كردستان العراق في مؤتمر صحافي، السبت، في أربيل، رسميا موقفه النهائي.
وتزامنا مع ذلك، تتواصل المفاوضات مع بارزاني لإقناعه بالعدول عن رأيه، بحسب ما قال مسؤولون مقربون من الملف.
وقال أحد المسؤولين طالبا عدم نشر هويته إن “شيئا لم يتوقف، ما زال النقاش جاريا سعيا لتقديم ضمانات جدية تقنعه (بارزاني) بالعدول عن رأيه”.
والاستفتاء المزمع إجراؤه، الإثنين المقبل، يتمحور حول استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث بالإقليم الكردي، وهي: أربيل والسليمانية ودهوك، ومناطق أخرى متنازع عليها، بشأن ما إذا كانوا يرغبون بالانفصال عن العراق أم لا.
وترفض الحكومة العراقية الاستفتاء، وتقول إنه لا يتوافق مع دستور البلاد المعتمد في 2005، ولا يصب في مصلحة الأكراد سياسيًا ولا اقتصاديًا ولا قوميًا.
كما يرفض التركمان والعرب أن يشمل الاستفتاء محافظة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها.
وتعارض الاستفتاء عدة دول في المنطقة وعلى المستوى الدولي، خصوصًا الجارة تركيا، التي تقول إن الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية مرتبط بإرساء الأمن والسلام والرخاء في المنطقة.
القدس العربي – (وكالات)