طلق نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، سلسلة مواقف في خطاب عاشورائي لم تلقَ استحسان كثير من الشرائح اللبنانية. وإذا كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي ركزوا على انتقاد الشيخ قاسم للمعلّمة المطلقة، إلا أن كلامه تناول أكثر من نقطة مثيرة للجدل، خصوصاً لجهة قوله «إننا خلال 30 سنة قلبنا المعادلة في لبنان وأعطينا نموذجاً اسلامياً رائداً وانتشر الحجاب انتشاراً عظيماً وكثر عدد المؤمنين». وأبدى القيادي في «حزب الله» امتعاضه من «الاختلاط بين الجنسين الحاصل في المدارس، إن كان في الصفوف أو في الرحلات أو في المناسبات». كما عبّر عن رأيه «بعدم وجوب التحادث والتواصل بين النساء والرجال والإناث والذكور من خلال وسائل التواصل، لأنها من أنواع الخلوة غير الشرعية وغير الجائزة»، ليصل إلى تحذير الفتيات من معاشرة المنحرفات اللواتي يتبرّجن ويتحدثن عن الموضة ومساحيق التجميل، لينتهي إلى التصويب على المدرّسة التي تمارس التعليم والتوجيه، من خلال قوله «إذا معلّمة دايرة على أفكار خاصة بكيفية الحياة، تصوّروا واحدة بدها تنظرلهم (للطلاب) عن الحياة، كيف تعيش حياتك؟ بتطلع هي مثلاً معلمة مطلقة، مقضية مشاكل بحياتها، بدها تعطي نصيحة للبنات من الخراب اللي وقعت فيه شو حتنقل للطالبات؟».
ردّات الفعل الغاضبة جاءت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى حد إطلاق أكثر من هاشتاغ، أحدها تحت عنوان «مطلّقة وأفتخر» وآخر تحت عنوان «نعيم قاسم البلد»، ركّز على أن لبنان عصيّ على التخلف والرجعية، وأنه وطن يحب الحياة ويعشقها بكل ألوانها، وأنه «لن يقبل بالرضوخ لمنطق ونهج حزب قابع في العصور البائدة « كما قال أحدهم.
وفي إطار هاشتاغ «مطلقة وأفتخر» قالت إحدى السيدات «الطلاق ليس جريمة وليس محرّماً، وهو خيار قسري في بعض الحالات، فهل على المطلقة الانزواء وعدم القيام بدورها الاجتماعي والإنساني؟». وكتبت نادين جوني رداً على قاسم « هاي النظرة الدونية للمرأة اللي بتتبعها بعض العمامات، باعتبار أن المرأة المطلقة عار وناقصة وغير مؤهلة اجتماعياً. هيي ذاتها المرأة المطلقة اللي عم بيحكي عنها حضرة الشيخ، فيه مشايخ بالمحكمة بيركضوا وراها وبيبتزّوها وبيساوموها عشان عقد متعة «بالحلال».
وضمن هاشتاغ «نعيم قاسم البلد» رأى ناشطون على مواقع التواصل إيجابية في حفل انتخاب ملكة جمال لبنان، الذي شاركت فيه متبارية شيعية من جنوب لبنان ووصلت الى النهائيات. واعتبر هؤلاء أن نسبة التبرّج و»التمكيج» و»التبهرج» في الحفل، كانت كافية لتوجيه صفعة قاسية لنائب أمين عام حزب الله غداة مواعظه.
بيروت – «القدس العربي»: