أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق تحرير قضاء راوة غربي محافظة الأنبار، أمس الجمعة، من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وبذلك يكون الأخير قد خسر آخر بقعة «جغرافية» له على الأراضي العراقية.
وقال قائد عمليات تطهير أعالي الفرات والجزيرة الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله، في بيان أوردته خلية الإعلام الحربي، إن «قطعات قيادة عمليات الجزيرة والحشد العشائري حررت قضاء راوة بالكامل ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه». وفي بيان آخر، قالت الخلية إن «العمليات العسكرية مستمرة في ملاحقة فلول الدواعش وتطهير المناطق والقصبات والقرى كافة».
وأضافت، أن «القطعات تواصل تقدمها لإكمال وتطهير ومسك الحدود الدولية بين العراق وسوريا».
وفور إعلان بيان التحرير، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن «قواتنا البطلة حررت قضاء راوة بوقت قياسي، ومستمرة بتطهير الجزيرة والصحراء وتأمين الحدود العراقية»، معتبراً «تحرير قضاء راوة خلال ساعات، يعكس القوة والقدرة الكبيرة لقواتنا المسلحة البطلة والخطط الناجحة المتبعة في المعارك».
وبارك لـ«قواتنا البطلة وللشعب العراقي تحرير قضاء راوة». كذلك، أعلن وزير الداخلية قاسم الاعرجي، انتهاء تنظيم «الدولة» عسكريا في العراق بعد تحرير مدينة راوة من قبضة التنظيم بالكامل.
وقال، في تصريح رسمي مقتضب، «نبارك للمرجعية الدينية والشعب العراقي تحرير مدينة راوة».
ولم تستغرق القوات المسلحة المشتركة المشاركة في عملية تحرير قضاء راوة، من الوقت سوى ساعتين فقط، قبل إعلان المدينة محررة بالكامل.
عملية نوعية
وحسب الكاتب والباحث العراقي المختص بشؤون الجماعات الإسلامية، هشام الهاشمي، فإن «مناطق تجمع فلول تنظيم الدولة وهي؛ حوض الثرثار، وجنوب شرق البعاج وجنوب الحضر، وجزيرة القائم وجزيرة راوة وجزيرة عنة»، مناطق صحراوية مشتركة تربط أطراف محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار.
وأضاف على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «خلال الأسبوع الماضي نفذت قطعات الفرق (7 ـ 8 ـ 9) جيش عراقي عمليات كبيرة من خلال نصب جسور عائمة وتأهيل جسر الرمانة (ناحية تابعة للأنبار)، وسط المفخخات والصواريخ الحرارية والقنص (من قبل عناصر التنظيم)، ونجحوا بالعبور إلى الضفة الشمالية في راوة الذي تطلب عملية نوعية بنصب جسر عائم وطوافات حتى اكتمل التحرير».
وبين أن «قضاء راوة كان يعدّ آخر الوحدات الإدارية المأهولة بالسكان ـ تخضع لسيطرة التنظيم، وقدّر عدد المدنيين في مركز المدينة بنحو 12 ألفاً، فيما يتواجد فيها نحو 100 مقاتل».
وعلى الرغم من إعلان تحرير العراق بالكامل من سيطرة تنظيم «الدولة» غير إن سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي عبّر عن خشيته من «المرحلة المقبلة».
وقال، «إننا بفضل القتال المحترف للقوات العراقية ومعها قوات التحالف بالمشورة والمعلومة وسلاح الجو، نستطيع القول ان داعش انتهى ككيان جغرافي»، مبيناً أن «الانتصار العسكري غير كافٍ لمواجهة الإرهاب، بل يجب ان يصحبه انتصار سياسي ينطلق من معالجة الهفوات».
وأضاف: «المرحلة القادمة لقتال داعش ستكون أصعب بكثير ليس على العراقيين، فالعراقيون استطاعوا اكتساب خبرة ميدانية لمواجهة العمليات النوعية المفاجئة، ولكن الصعوبة ستكون على سائر الدول التي تتعرض للهجمات الإرهابية التي تستهدف المرافق العامة والمدنيين».
وأشار إلى أن «الخطر سيزداد بشكل اكبر، اذ ان هذا التنظيم اعتمد فكرة الذئاب المنفردة كاستراتيجية قتالية في استهداف المزيد من المدنيين وتحقيق اكبر قدر من العنف ضد الأبرياء كنوع من الضغط على العالم الغربي لإظهار قوة التنظيم ووجوده».
وحسب الجبوري «تواجهنا مشكلة حقيقية في المرحلة القادمة تتمثل بشيوع السلاح وعسكره المجتمع بسبب المواجهة التي خاضها العراقيون وشارك فيها المتطوعون المدنيون والفصائل المسلحة والعشائر، حيث انخرط معظم المجتمع العراقي في هذه المواجهة التاريخية».
وتابع: «اننا اليوم وبعد ان أوشكنا على نهاية المعركة ازاء تحديات ومسؤوليات ألزمنا بها الدستور العراقي والتي تتمثل في الحد من السلاح خارج اطار الدولة او دخوله الانتخابات التي يتطلب منها ان تكون ممارسة ديمقراطية ومدنية بشكل لا غبار عليه».
وبين «اننا في الوقت الذي نثمن تضحيات كل المقاتلين فاننا نواجه تحدي تأمين التمويل لهذه الاعداد الكبيرة من المقاتلين ومستلزمات التسليح، اضافة إلى مسؤوليتنا في انصاف هذه الفصائل بعد اعلان النصر على تنظيم «.
نائب يدافع عن «النجباء»
إلى ذلك، اعتبر النائب عن ائتلاف دولة القانون حيدر الكعبي، تصنيف الكونغرس الأمريكي، حركة «النجباء» (إحدى الفصائل الشيعية المسلحة) جماعة «إرهابية»، «استهدافاً واضحاً» لـ«الحشد».
وقال إن «قرار الكونغرس الأمريكي باعتبار حركة النجباء حركة إرهابية هو قرار غير صحيح (…) ضمن مسلسل التسقيط والعداء للحشد»، مبينا أن «الانتصارات التي حققها الحشد الشعبي وقواتنا المسلحة بكافة صنوفها لم تروق للادارة الأمريكية والتي طالما شككت بالحشد وفصائل المقاومة في محاولة منها لتشويه الحقائق».
وأضاف أن «الحشد الشعبي مؤسسة امنية لها عمقها الشعبي وتأتمر بأمرة القائد العام للقوات المسلحة وتم تشريع قانون لها، كما انه اليد الضاربة للدفاع عن العراق ولولا تضحياته لكانت زمر داعش الإرهابية اجتاحت المنطقة بأسرها وليس العراق فقط»، مشددا على «ضرورة استخدام العراق لكافة الطرق الدبلوماسية لإيضاح حقيقة تضحيات الحشد وانهاء المشوهة منها التي حاول البعض اظهار الحشد بها».
القدس العربي