القاهرة – عقدت مصر وروسيا أمس بحضور الرئيسين عبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين شراكة استراتيجية جديدة في عدة مجالات من أهمها إبرام اتفاق لبدء تنفيذ مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية.
وكانت العلاقات بين القاهرة وموسكو شهدت تطورا منذ تولي السيسي السلطة في 2014 إذ قام منذ ذلك الحين بثلاث زيارات إلى موسكو بينما قام بوتين بزيارة للقاهرة في فبراير الماضي، هي الأولى التي يقوم بها رئيس روسي لمصر منذ عشر سنوات.
وأكد بوتين خلال مؤتمر صحافي في قصر الاتحادية بالقاهرة أن هناك اهتماما خاصا بين بلاده ومصر في مجال الطاقة، والذي يجسده مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية التي تعد المشروع الأول من نوعه في مصر.
وقال إنه “بعد تنفيذ المحطة النووية ستحصل مصر على أحدث التكنولوجيات من وراء ذلك المشروع”.
وقالت شركة “روس أتوم” النووية الروسية المملوكة للدولة على هامش اللقاء بين الرئيسين إن “المحطة النووية التي ستبنيها ستضم أربعة مفاعلات وتتكلف 21 مليار دولار ويتوقع أن ينتهي العمل فيها بحلول عام 2029”.
الاتفاقيات بين البلدين
◄بناء محطة الضبعة بتكلفة تقدر بنحو 21 مليار دولار
◄بناء المنطقة الصناعية الروسية بتكلفة تقدر بنحو 7 مليارات دولار
وتعاني مصر التي يزيد سكانها عن 95 مليون نسمة، من نقص كبير في الطاقة الكهربائية تظهر تداعياته خصوصا في أشهر الصيف، لذلك تسعى إلى تغطية الطلب المتزايد من خلال اللجوء إلى الطاقات البديلة.
وكانت مصر وروسيا قد وقعتا اتفاقا أوليا لإنشاء المحطة في 2015 متضمنا أن تقدم روسيا قرضا لمصر يغطي التكاليف، لكن الاتفاقية، جرّت معها وعود من موسكو تتعلق باستئناف الرحلات السياحية لمصر والمتوقفة منذ عامين.
وقال وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف خلال مؤتمر صحافي إن روسيا “مستعدة لتوقيع بروتوكول مع مصر هذا الأسبوع لاستئناف رحلات الطيران المباشرة بين موسكو والقاهرة”.
وذكر سوكولوف أنه قد يتم استئناف رحلات الطيران بين موسكو والقاهرة مطلع فبراير المقبل، على مسارات شركة مصر للطيران وشركة الطيران الروسية أيروفلوت.
وكان بوتين قد أكد بعد مباحثاته مع السيسي أن بلاده مستعدة، من حيث المبدأ، لاستئناف حركة النقل الجوي المباشر مع مصر، وقال “من المنتظر توقيع اتفاق في المستقبل القريب”.
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية قد نقلت عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية قوله إنه “من المنتظر أن يناقش الرئيسان استئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر في أقرب وقت”.
وعلّقت روسيا الرحلات الجوية إلى مصر بعد أن فجّر متشددون طائرة ركاب روسية بعبوة ناسفة بعد قليل من إقلاعها من مطار مدينة شرم الشيخ، مما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا.
وأكد أحمد بلبع، رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين، أن الحكومة قامت بتنفيذ جميع المطالب الروسية خاصة في ما يتعلق بالجانب الأمني لاستئناف الرحلات الجوية مجددا بين البلدين.
ماكسيم سوكولوف: مستعدون لتوقيع بروتوكول مع مصر هذا الأسبوع لاستئناف رحلات الطيران
وقال إن “معظم الفنادق والمنتجعات السياحية بدأت عمليات التطوير والتجهيز لاستقبال السياحة الروسية وبقوة مرة أخرى”.
كما تلقت خطط الحكومة المصرية لإنشاء مناطق صناعية روسية في محور قناة السويس، دفعة كبيرة، حين تمخضت زيارة بوتين عن إعلان إنشاء أول منطقة صناعية روسية.
وأكد الرئيس الروسي أنه تم الاتفاق مع القاهرة على إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في مصر، مشيرا إلى أنها ستكون منطقة كبرى في إمداد التصدير التجاري الروسي لأسواق دول منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية.
وتبلغ مساحة المشروع 5 كلم مربع باستثمارات تبلغ 7 مليارات دولار على أن يقام في شرق بورسعيد للصناعات اللوجيستية. ومن المقرر إنشاء المنطقة على ثلاث مراحل على أن تبدأ المرحلة الأولى مطلع العام المقبل.
وتشير التقديرات إلى أن المنطقة ستوفر نحو 35 ألف فرصة عمل، على أن يتم تمويل المشروعات المزمع إنشاؤها عن طريق الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة وعدد من البنوك المصرية.
وأبدت العديد من الشركات الروسية اهتماما كبيرا بالمشاركة في هذا المشروع الضخم الذي تعول عليه القاهرة من أجل جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية وتعزيز الصادرات.
وتشمل المنطقة الصناعية الروسية المزمع إنشاؤها صناعات غذائية وهندسية، بينها صناعة السيارات والمعدات والآلات وصناعة السفن والقاطرات وغيرها من الصناعات الأخرى.
وتوجد في مصر حاليا منطقة صناعية واحدة متخصصة للصين، تقع في محافظة السويس، فيما انهارت فكرة إنشاء منطقة صناعية قطرية، لأنها كانت مرتبطة بفترة حكم جماعة الإخوان المسلمين، وتعثرت بعد الإطاحة بحكمهم في يونيو 2013.
كما تعثر مشروع تركي لإقامة منطقة صناعية في مدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة، لكن توتر العلاقات مع أنقرة قضى على الفكرة قبل أن ترى النور.
العرب اللندنية