دافوس (سويسرا) ـ «القدس العربي»: صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه مستعد للاعتذار عن إعادته نشر تغريدات تتضمن تسجيلات مناهضة للمسلمين للمجموعة البريطانية اليمينية المتطرفة «بريطانيا أولا»، ما أثار حينها جدلا في المملكة المتحدة.
وفي مقابلة مع قناة «آي تي في» البريطانية قال فيها للصحافي بيرس مورغان الذي حاوره «إذا كنت تقول إنهم أشخاص رهيبون وعنصريون، فسأعتذر بالتأكيد إذا رغبتم في ذلك».
وقال لترامب إن ما يريد الأشخاص الذين يريدون منعه من دخول بريطانيا قوله ضمنيا هو «إنك أسوأ منهم تقريبا».
وحاول ترامب أمس في منتدى دافوس الاقتصادي أن يخفف من وطأة سياسته الحمائية التي أثارت ضده دول العالم، فقال «أمريكا أولا ليست أمريكا وحدها» في خطاب خصصه لطمأنة الشركاء الدبلوماسيين والتجاريين للولايات المتحدة القلقين من مواقفه السابقة.لكنه تعمد على عادته أن يوجه انتقادا إلى الصحافة «الشريرة»، ما أثار صيحات استهجان في قاعة تتسع لـ1500 شخص ضاقت بمسؤولين كبار في مجال الاقتصاد والسياسة وكذلك بصحافيين.
وقبل أن يدلي بهذه التصريحات في دردشة قصيرة غير رسمية على المنصة مع منظم المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب، ألقى ترامب خطابا مكتوبا بعناية.
وقال «سأطرح دائما شعار أمريكا أولا، كما يتعين على قادة البلدان الأخرى أن يفعلوا أيضا، لكن أمريكا أولا لا تعني أمريكا وحدها».
وحرص على «تأكيد صداقة الولايات المتحدة وتعاونها من أجل بناء عالم أفضل».
وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جيركي كاتاينن، إنه خطاب «إيجابي من منطلق عدم إعلانه حربا تجارية».
هذا وعبر الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن قلقه بعد كلمة ألقاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دافوس أمس الجمعة قائلا إن دعوة ترامب للدول للسعي وراء مصالحها الخاصة ستعيد العالم إلى عشية الحرب العالمية الأولى.
وقال «إنه نص ينتمي للقرن العشرين… دعا (ترامب) كل الدول إلى السعي وراء مصالحها الخاصة دون الإشارة تقريبا إلى أنه إذا فعلتم كل هذا وإذا اكتفت كل دولة بتنفيذ أجندتها الخاصة فإنها ستتصادم مع أجندات الدول الآخرى وسنعيد العالم إلى عام 1913 مرة أخرى».
وتكررت انتقادات الأمير زيد لترامب فيما مضى بوصفه مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
إلى ذلك، طلب ترامب من نظيره الرواندي بول كاغاميه الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي أن ينقل «تحيات حارة» إلى القادة الأفارقة الذين استنكروا بشدة التصريحات «المهينة» بحق دولهم والمنسوبة إلى الرئيس الأمريكي.
وهنأ الرئيس الأمريكي كاغاميه بتوليه الرئاسة الدورية للكتلة التي تضم 55 دولة، والتي قال ترامب إنها «شرف عظيم».
وكان الاتحاد الأفريقي الذي يعقد قمة في 28 و29 كانون الثاني/ يناير الجاري في اديس ابابا، ندد منتصف هذا الشهر بتصريحات ترامب عن «الدول الحثالة» في القارة الأفريقية.
ولم يغب تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف عن كلمة ترامب أمام المنتدى، إذ أكد أن «التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية استعاد 100% تقريبا من الأراضي التي كان يسيطر عليها هؤلاء القتلة في العراق وسوريا».
وأضاف أن «معارك» أخرى لا يزال يتعين خوضها «لترسيخ» هذا التقدم.
في سياق متصل أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب سيقترح على الكونغرس فتح الطريق أمام منح الجنسية الأمريكية لـ 1,8 مليون مهاجر دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، في تنازل يندرج في إطار تعزيز مكافحة المهاجرين السريين.
وسيطلب ترامب أيضا من الكونغرس تمويلا قدره 25 مليار دولار لبناء جدار حدودي مع المكسيك. وهذا المشروع هو أحد الوعود التي أثارت جدلا واسعا خلال حملته الانتخابية.
وسيستفيد من هذه الخطة التي تمتد على فترة تتراوح ما بين 10 و12 سنة، 690 ألف مهاجر يطلق عليهم اسم «الحالمون» (دريمرز) كانوا دخلوا البلاد بشكل غير قانوني عندما كانوا أطفالا، فضلا عن المهاجرين الذين لا يستفيدون من برنامج «الإجراء المؤجل للواصلين في سن الطفولة» (داكا) الذي وقعه الرئيس السابق باراك أوباما.
القدس العربي