قالت الأمم المتحدة إنها تتابع عن كثب التصعيد المخيف في سوريا، وتدعو الجميع للتهدئة الفورية وغير المشروطة وضبط النفس، وذلك عقب إعلان إسرائيل شن غارات في سوريا هي الأوسع منذ 1982 ردا على إسقاط الجيش السوري مقاتلة إسرائيلية من طراز أف 16.
وأضاف ستفان دوجاريك الناطق باسم الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش أن الأخير يراقب باهتمام الوضع الخطير على الحدود السورية. وتابع أن هذه التطورات تأتي بينما يعاني الشعب السوري من إحدى أعنف حقب الحرب الدائرة منذ سبع سنوات، إذ قتلت الغارات الجوية أكثر من ألف مدني بالأسبوع الأول من الشهر الجاري.
وأشار دوجاريك إلى أن غوتيريش يعتبر أن كل الأطراف المعنية في سوريا تتحمل مسؤولية، وعليها الالتزام بـ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، كما يدعوها إلى العمل على “خفض فوري وغير مشروط للتصعيد والعنف، وممارسة ضبط النفس”.
مجلس الأمن
وفي سياق متصل، دعا سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون مجلس الأمن إلى إدانة ما وصفه بـ “التصرف الخطير لـ إيران” داعيا إلى “الوقف الفوري لاستفزازات طهران”. غير أن دبلوماسيين قالوا إنه لا توجد خطط لعقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن التصعيد الأخير في سوريا. ومن المقرر أن يبحث مجلس الأمن الأربعاء المقبل الأزمة السورية.
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قال إن الضربات التي شنها أمس السبت في سوريا هي الأوسع والأكثر فاعلية ضد الدفاعات الجوية السورية منذ عام 1982، في حين تسود أجواء من الهدوء الحذر في الجولان السوري المحتل عقب إسقاط المقاتلة الإسرائيلية.
وقال جيش الاحتلال إن مقاتلاته استهدفت نحو عشرين موقعا عسكريا في سوريا، من بينها قواعد دفاع جوي تابعة للجيش السوري وأهداف إيرانية قرب دمشق.
إفشال هجوم
في المقابل، أعلن مصدر عسكري سوري أن الدفاع الجوي أفشل هجوما إسرائيليا ثانيا على بعض المواقع في المنطقة الجنوبية.
وقد أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس السبت مشاورات أمنية مع كبار أجهزة الأمن وأعضاء المجلس الأمني السياسي المصغر لتقييم الموقف بشأن الأحداث الأخيرة. وقد نشر جيش الاحتلال قوات من وحدات المراقبة والرصد على التلال المطلة على ريف القنيطرة.
كما تتابع قوات حفظ السلام الأممية (يونيفيل) بحذر التطورات الميدانية، مكثفة من وجود فرقها على طول خط وقف إطلاق النار.
تصريح أدرعي
وفي مقابلة مع الجزيرة، قال الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي إن أحداث السبت أثبتت تفوق إسرائيل العملياتي والجوي الاستخباراتي عبر تمكنها من كشف الطائرة المسيرة الإيرانية وإسقاطها، وضرب عربة التحكم في عمق الأراضي السورية.
في المقابل، نفت غرفة عمليات حلفاء سوريا التي تضم قياديين من إيران وحزب الله اللبناني وتتولى تنسيق العمليات القتالية بسوريا إرسال أي طائرة مسيرة فوق الأجواء الإسرائيلية فجر السبت، واصفة الاتهامات بهذا الصدد بأنها “افتراء”.
المصدر : الجزيرة,الفرنسية