شهد العام الماضي إقبالا كثيفا من المستثمرين السياديين على شراء حصص كبيرة في باكورة إصدارات أسهم مغرية شملت شركة مكسيكية لإنتاج المشروبات الكحولية وشركة فيتنامية لتشغيل المراكز التجارية وشركات تأمين هندية.
ولا توجد علامة على أن هذا الاتجاه سينحسر. وتظهر بيانات معهد صناديق الثروة السيادية أن عدد الطروحات الأولية التي أقبلت صناديق الثروة السيادية على شراء حصص رئيسية فيها بلغ رقما قياسيا عند 26 طرحا العام الماضي وشمل تعهدات بنحو 826 مليون دولار ارتفاعا من 196.7 مليون في عام 2016.
ومعنى الحصول على حصة رئيسية أن يلتزم المستثمر باستثمارات ضخمة مقدما قبل الإصدار وأن يتجنب مخاطر عملية الطرح العام الأولي.
وقد يكون من شأن الاهتمام المتزايد لتلك الصناديق، التي تملك أصولا بنحو 6 تريليونات دولار، تشجيع المزيد من الشركات في الأسواق الناشئة على الإدراج بعد أداء قوي شهد هيمنة منطقة آسيا والمحيط الهادي على النشاط العالمي من حيث عدد الصفقات والعوائد بحسب إرنست أند يونغ.
وحددت قاعدة بيانات جمع التمويل (بيتشبوك) مشاركة صناديق سيادية عند مستوى قياسي بلغ 28 طرحا أوليا العام الماضي بقيمة نحو 10.78 مليار دولار.
وتستعد أرامكو السعودية هذا العام لإدراج أكبر طرح عام أولي في العالم. ويستعد صندوق الثروة السيادي الصيني سي.آي.سي وشركات النفط الحكومية لتكون مستثمرا رئيسيا.
وبينما لن تجد أرامكو السعودية صعوبة في اجتذاب اهتمام، تحرص الشركات الأصغر حجما في الأسواق الناشئة على اجتذاب صناديق الثروة السيادية من أجل رفع مكانتها وطمأنة المستثمرين الآخرين. كما يُنظر إلى صناديق الثروة السيادية على أنها من المستبعد أن تتخلى عن الأسهم من أجل جني الربح السريع.
وبالنسبة للصناديق، فإن هذه طريقة من الطرق للحصول على حصة كبيرة دون دفع مبالغ أكبر من اللازم حيث أدت المنافسة الشرسة في أسواق الاستثمار المباشر إلى تضخم قيم الصفقات خلال العامين الأخيرين.
ويرى ماركوس ماسي الشريك في مجموعة ذا بوسطن كونسلتينغ أن “توزيع الأموال بات أكثر صعوبة. من ثم، إذا كان باستطاعتك الحصول على حصة تتراوح بين 5 و10 بالمئة في شركة ما دون رفع الأسعار، فهذا أمر مثير لاهتمام المستثمر المؤسسي”.
وكان جهاز أبوظبي للاستثمار وصندوق جي.آي.سي السنغافوري وهيئة الاستثمار الكويتية، بين الأكثر نشاطا في الأسواق الناشئة الأسرع نموا العام الماضي حسب بيانات بيتشبوك.
وسجلت الهند عاما قياسيا من الطروحات الأولية وخاصة شركات تأمين كبيرة حيث جرى جمع 11.5 مليار دولار. وكان ذلك جاذبا للصناديق السيادية التي تنجذب للقطاعات ذات النمو الطويل الأجل، حيث نسبة انتشار التغطية التأمينية منخفضة ولكن القدرة على تحمل التكاليف آخذة في التحسن.
ويرى خافيير كابابي المدير بمركز أبحاث سوفرين ويلثلاب في مدريد أن “من المنطقي للمستثمر الطويل الأجل مثل الصناديق السيادية الاستثمار في الطبقات المتوسطة المتنامية في الأسواق الناشئة، والتي تحتاج للمستشفيات والتأمين والعقارات والسلع الاستهلاكية”.
واجتذبت أس.بي.آي لايف للتأمين كلا من جهاز أبوظبي للاستثمار وجي.آي.سي وهيئة الاستثمار الكويتية كمستثمرين رئيسيين في أول طرح عام أولي بنحو مليار دولار في الهند خلال 7 سنوات.
وجاء بعد ذلك طرح شركة أتش.دي.أف.سي لايف واجتذب جهاز أبوظبي للاستثمار وشركة تيماسيك السنغافورية والهيئة العامة للاستثمار الكويتية.
صحيفة العرب اللندنية